أمين الناصر: أحداث السبت جعلت أرامكو أقوى من أي وقت مضى خاطب موظفي الشركة وأشاد بأدائهم في التعامل مع الحادث
الظهران: صُبرة
قال رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير الإداريين التنفيذيين أمين حسن الناصر، إن الشركة بعد الاعتداء منشآتها في بقيق وخريص يوم السبت الماضي، باتت أقوى من ذي قبل، مشيداً بدور الموظفين في تجاوز الآثار السلبية لهذا الحادث في زمن قياسي.
وأضاف الناصر في رسالة وجهها إلى موظفي الشركة: “يُسعدني ويشرّفني أن أغتنم فرصة قرب حلول اليوم الوطني الـ89 للمملكة العربية السعودية، لأتقدم لقيادة بلادنا الرشيدة، ولكم، ولأفراد أسركم بأطيب التهاني، وإنني لأحمد الله، أن أعاد علينا هذه الذكرى الغالية وبلادنا تنطلق مُرتقيةً مدارج النهضة والنماء”.
وقال: “لقد تزامنت احتفالاتنا بهذا اليوم المجيد، هذا العام، وهي مناسبة نستلهم فيها معاني الوطنية والاعتزاز بالانتماء إلى بلادنا العزيزة، والفخر بمؤسساتها الرائدة وبرجالها ونسائها المتميزين، مع سببٍ آخر من أسباب الفخر والاعتزاز الوطني، يخصنا نحن جميعًا في أرامكو السعودية، وهو الإنجاز الرائع الذي حققه العاملون الأبطال في شركتنا، بفضل الله، سبحانه وتعالى وتوفيقه، ثم بمساندة متميزة من رجال الدفاع المدني، بتصديهم واستجابتهم واحتوائهم للأضرار التي نجمت عن الهجمات التخريبية التي وقعت في بقيق وخريص قبل أيام، وما تم بعد ذلك من جهدٍ جبارٍ، وعملٍ متواصل، وتفكير وتطبيقٍ إبداعيين، أدت جميعها إلى استعادة نسبة كبيرةٍ من القدرة الإنتاجية للمعامل، التي تضررت جراء الهجمات، في وقتٍ قياسيٍ، مع تواصل العمل، ليل نهار، لاستعادة بقية الطاقة الإنتاجية نهاية الشهر الجاري”.
وتابع رئيس أرامكو “لقد جعلتني الأحداث العصيبة التي مررنا بها، واستجابتكم الرائعة لها، أفخر، كل الفخر، بالانتماء إلى وطني العزيز، وبأن أكون فردًا في فريقٍ رائعٍ، بمعنى الكلمة، يتكون منكم أنتم جميعًا. ومما زاد فخري واعتزازي أن هذه الأحداث، على فداحتها وضخامتها، لم تنل من بلادنا الغالية ولا شركتنا العملاقة، إذ لم تتخلف المملكة العربية السعودية، مُمثلةً في أرامكو السعودية، عن الوفاء بأي التزامٍ عليها، لأي عميلٍ من عملائها الدوليين، مواصِلةً بذلك سجلها الذهبي، الذي بدأته حينما أرسل جلالة الملك المؤسس؛ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، أول شحنةٍ من الزيت الخام السعودي إلى الأسواق العالمية، من ميناء رأس تنورة، في مطلع شهر مايو من عام 1939م”.
وقال الناصر مخاطباً موظفي أرامكو: “كما تعلمون، أدت الهجمات التخريبية إلى توقف الإنتاج في بقيق وخريص بواقع خمسة ملايين وسبعمائة ألف برميل من الزيت الخام في اليوم، بالإضافة إلى كميات كبيرة من سوائل الغاز الطبيعي والإيثان. ولكن هذه الهجمات الإجرامية لم تؤثر على أعمال أرامكو السعودية فقط، بل امتد أثرها التخريبي إلى زعزعة أسواق الطاقة العالمية، وتهديد أمن الطاقة العالمي، والإضرار بالاقتصاد العالمي، على حد سواء”.
وتابع: “قد كانت استجابتنا للأحداث غير مسبوقة؛ في سرعتها ومرونتها وثباتها. ولهذا فإنني أودُّ أن أقدم الشكر الصادق إلى موظفي التشغيل والصيانة، وإلى رجال الإطفاء والأمن الصناعي الشجعان، وكذلك إلى العديد من الإدارات المساندة التي عملت معًا بروح الفريق الواحد، وعلى الفور، لإخماد الحرائق الكبيرة والمتعددة، في أقل من سبع ساعات، وفي منطقة مملوءةٍ بالمواد الهيدروكربونية شديدة الاشتعال، وقد تمكنّا، بفضل الله، ثم بالعزيمة والثبات والمرونة وروح الانتصار، التي تحلى بها موظفو الشركة وفرق العمل المساندة، من استئناف الإنتاج في خريص خلال 24 ساعة من وقوع الهجوم. واستأنفنا الإنتاج في معامل بقيق بعدها، ونحن نتوقع عودة الإنتاج إلى مستوياته السابقة، بإذن الله، نهاية الشهر الجاري”.
وأضاف الناصر: “أثبتت هذه الأحداث الجسيمة، كما ذكرت آنفًا، أن موثوقية المملكة العربية السعودية، مُمثلةً هنا في أرامكو السعودية، راسخةٌ وقوية وأهل للاعتماد عليها، مهما كانت الظروف، وذلك لأنها، بفضل الله، تستند إلى ثلاثة عناصر جوهرية؛ أولها، وأهمها على الإطلاق، أنتم؛ ثروتنا البشرية المتميّزة، التي أثبتت، في مختلف الظروف والأحداث، تفانيها ومهنيتها وهمتها العالية وقدرتها على الإبداع، والعنصر الثاني هو احتياطياتنا الهائلة من الموارد الهيدروكربونية، والعنصر الثالث هو بنيتنا التحتية الضخمة من المرافق والمعدات. ومما يبعث على البهجة والفخر أنه، على الرغم من سحب الدخان الأسود التي غطت سماء بقيق وخريص في ذلك الصباح، ورغم فداحة تلك الهجمات الإرهابية، لم يلحق الضرر إلا بأجزاء من البنية التحتية فقط، ولم تتأثر احتياطياتنا، وأهم من ذلك، لم يُصب، بحمد الله، أيٌ من موظفي الشركة الأعزة بسوء”.
وقال: “قد تولدت لدي قناعة كاملة، من خلال لقاءاتي وأحاديثي مع فرق العمل في مناطق الشركة المختلفة، بأن هذا الهجوم جعل الشركة، والعاملين فيها، أقوى عزيمةً من أي وقت مضى. بل امتدت هذه القوة إلى خارج الشركة؛ فبينما كانت النيران مندلعة، وجدنا شركاءنا في العمل والإنجاز، من شركات وطنية ودولية، يُبادرون إلى مد يد العون والمساعدة، من أجل إعادة البناء واستعادة مستويات الإنتاج. وهذا يؤكد أن أرامكو السعودية ليست مجرد شركة، بل هي جزء حيوي من مجتمع عالمي كبيرٍ وقوي ومترابط”.
واستطرد الناصر: “لا شك أن المعتدين كانوا يرغبون في رؤيتنا منكسرين مزعزعين، ولكن، بفضل الله، كان لتلك الاعتداءات التي استهدفت ضرب الاقتصاد العالمي، وزعزعة صناعة النفط السعودية، من خلال تدمير بنية أرامكو السعودية، أثر إيجابيٌ لم يحسب له المُعتدون حسابًا؛ فرسّخت، في ذهن، العالم الأهمية البالغة للمملكة العربية السعودية، ولصناعتها النفطية ممثلةً في أرامكو السعودية. كما كشفت عن جوهر موظفي الشركة الأصيل، وأكدت علو همتهم وعزيمتهم الجبارة. وبات وطننا العزيز، ومنه نحو سبعين ألف موظف وموظفة في الشركة، على غير ما أراد أعداؤنا، أقوى من ذي قبل. وإنني واثقٌ من أن كل موظف وموظفة في أرامكو السعودية سيواصلون أداءهم الرفيع وإنجازهم المتميّز، الذي بهروا به العالم، لأن الشركة، وبلادنا الغالية، تستحقان منا أن نبقى أقوياء مُنجزين ومبدعين”.