تنينٌ في سماءِ كربلاء
جمال أبو الرحي
“لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية”
أفواجٌ من النيران تخرج من فَمِ تنينٍ بشريٍ ممسوخ لم تزُر الرحمةُ يوماً قلبه المتوحش، الذي لم يعرف يوماً طعماً للورد و لا مذاقاً للجمال و لا رائحةً للسكون، قلبٌ مُلئ بالسكاكين والخناجر والسيوف، ليؤسس لإدارة التوحش فوق الأرض و يكسوها لوناً أحمراً دامياً.
يتوهم أنه سوف يُطفئ الضوء القادم من السماء لإنارة ظلام كوكب الأرض، ضوء النبوة و المحبة و السلام.
الجاهلية العمياء سعت بكل ما أوتيت من قوة لمحو النبوة، وسحق الإسلام وطمس القرآن للحفاظ على هيبتها و سطوتها على ذلك المجتمع الكائن في ذلك الزمان، لذلك رمت بكل ثقلها و قوتها وأمكاناتها لدفن الإسلام في وحول التراب، ولن يتم ذلك لها إلا بفناء وأُفول ذلك البيت النبوي الشريف. لذلك تمت معركة كربلاء، و تم قتل جميع أهل بيت رسول الله (ص)، ما عدى الإمام زين العابدين علي ابن الحسين عليهما السلام، الذي كان عليلا وقُيِّد بالأصفاد مع سبايا آل بيت النبوة.
عمر بن سعد، أخزاه الله في الدنيا والآخرة، هو الذي نادى بجيشه قائلاً: “أحرِقوا الخيام ولا تبقوا لأهل هذا البيت باقية” .
معركة كربلاء أدمت قلوب المسلمين جميعاً لأنها آلمت و أوجعت قلب نبيهم نبي الرحمة بتلك المقتلة العظيمة في أهل بيته.
لا أدري أيهما أوجع و أشنع كربلاء المعركة أم كربلاء السبي!