الأمير سعود بن نايف: نحن في أشد الحاجة إلى الإعلام الصادق

طالب الاعلاميين بالبحث ‏عن الحقيقة والحرص في كل ما يكتب أو ينشر

الدمام: صبرة
ناشد أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، كافة الإعلاميين والإعلاميات بالإخلاص لله عز وجل أولاً والخوف منه، والحرص على كل ما يكتب أو ينشر سواء على الورق ‏أو في التلفزيون أو في الإذاعة أو في الكتب أو في وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة.
جاء ذلك خلال لقائه في مجلس الاثنينية الأسبوعي بمقر إمارة المنطقة،أمس, عددا من إعلاميي المنطقة.
وقال الأمير سعود بن نايف خلال اللقاء “أخاطبكم بلسان مواطن مسلم عربي سعودي له أسرة ويحرص على أسرته ‏أن تتحلى بمكارم الأخلاق وأن تتربى على تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، وأن تكون محمية من كل ما يشوبها من أي أمر، فعليكم المعول والدور الأكبر ‏في إيصال المعلومة بالشكل الذي يمليه عليكم دينكم وأمانتكم ووطنيتكم وعروبتكم”.
وأضاف “نحن الآن في أشد الحاجة إلى الإعلام الصادق الذي ينافح عن ديننا أولاً وطننا ثانياً، فبلادكم تحتاجكم وهي بحاجة لكل صوت ‏يستطيع أن يصل إلى أي مكان وتحتاج وجهة نظركم وتحتاجكم في كل مناحي الحياة في شتى شؤونها اليومية وشؤونها الخاصة في أطروحاتكم في ما تضعونه من أفكار من رؤى من آراء كل هذه نتلقاها بشكل يومي وبعض الأحيان يمكن على مدار الساعة نتلقى ما يرد منكم ونتابعه بشكل حثيث، وأتمنى من الجميع أن يبحث ‏عن الحقيقة ولا يبحث عن الفضيحة، وأن يتوخى الحذر كل الحذر فيما يطرح وأن يعرف أن هناك ‏من سيراجع وما يكتب لا يمحى بل سيبقى، وما يسجل عبر الأثير سواء كان عن طريق التلفزيون أو عن طريق الإذاعة أو عن طريق التواصل الاجتماعي سيبقى في السجل وهذا السجل سيبقى معك إلى آخر العمر، فانظر ماذا تريد أن تحمل هل تريد أن تحمل ‏أزر نقل خبر بمجرد أن يكون خبر عاجل وقد يكون هذا الخبر العاجل خبر خاطئ، أو هل تريد أن تنتظر وأن لا تكون من ‏المرجفين فبالتالي يكون لك مصداقية”.
وتابع “يعلم الله أننا نبحث عن ما يهم هذا الوطن، ويعلم الله أننا نبحث عن الحقيقة أينما وجدت، ولا يضيرنا في أي قطاع من قطاعات الدولة أن يقال فلان أو هذه الجهات ‏لم تقم بعملها، بل بالعكس كما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز “بارك الله في من أهدى إلي عيوبي”, وكل مسؤول في هذه المنطقة يتمثل بهذه المقولة”، لافتاً الانتباه إلى أن الطرح والنصيحة لها ثلاثة أسس وهي اختيار المكان المناسب والوقت المناسب والأسلوب المناسب فإذا توفرت هذه الثلاثة أركان سيستمع المتلقي وسيصغي وستقع موقعا حسناً في الأذن وفي القلب”.
وأشار إلى أن كثيراً من الإعلاميين في العالم، وكثيراً من الإعلاميين الذين مروا على وسائل الإعلام المختلفة في عصور مختلفة ‏وسجلت كلماتهم سواء في كتب أو على أشرطة أو في أي طريقة أو وسيلة من وسائل النقل لا تزال كتبهم وكلماتهم مدونة وستبقى إلى نهاية العالم، ‏قائلاً “إن هذه الأمانة تحملتموها وهذا الدرب سلكتموه ولم تجبروا عليه ولم يفرض عليكم ولم ترغموا, فعليكم مخافة الله فينا وفي أبنائنا وفي بناتنا، وفي محارمنا وأن لا تجعلوا أمورا تبدو لكم مثيرة فتستعجلوا في بثها”.
وأعرب الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز عن سعادته بمقترح رئيس تحرير جريدة اليوم سليمان أبا حسين حول وجود منتدى لإعلاميي الشرقية وطلب منه أن يقوم بإعداد مسودة لما طرح وسينظر فيها إيجابياً، كما أبدى تجاوبه من مقترح إيجاد المجلس الإعلامي الشهري وتكريم رواد الإعلام في المنطقة الشرقية بشكل سنوي والذي قدمه مدير إذاعة الدمام صالح العجرفي.
من جهته، أوضح رئيس تحرير جريدة اليوم سليمان أبا حسين خلال كلمته في اللقاء أن الفضاءِ الإلكتروني والتكنولوجيا والإعلامِ الجديد بات يُمثّلُ تحدّياً كبيراً، يفرضُ علينا تطويرَ الخطابِ الإعلاميّ، وإطلاقَ المنصّاتِ المُحسَّنة، وإدارة مُحتوىً وطنيٍّ غير تقليديّ، يُراعي الأساليبَ الجديدة والكلمةَ الصادقةَ الواعدةَ المُخلصةَ لإنسانِ هذا الوطن؛ الأمرُ الذي يتطلبُ الاجتهادَ والانتباهَ والتوجيه والحِرص.
وأشار أبا حسين إلى أن الحضورَ الإعلاميَّ تعود من أمير المنطقة الشرقية دعمِ كافةِ المشاريع التأسيسيةِ ويتطلع إلى تجمُّعٍ تحت رعايته وبمشاركةِ خُبرَاء لتوحيد كافة الجهود لجميع المنصَّات؛ وذلك للخروج برؤى وأفكار توازي الجَهْدَ المَبذولَ، وتدعَم كافة الجهود، وتُوحِّد الهَدفَ من أجل إبراز المنطقة الشرقية في محيطِها الإقليمي كمنطقةٍ فاعلةٍ في كل شيء، ضمنَ منظومةِ مناطقِ المملكة، مضيفاً أن تسليطَ الضوءِ على المُحتوى الإبداعي للحِرَاك المجتمعيّ والخدميّ والاقتصاديِّ بالمنطقة، الذي تقودُه إمارةُ الشرقيةِ يوميًّا عبر بوابَتِها وكافة المؤسساتِ العاملةِ بها، وأبنائها وبناتها، يتطلب أن يكون هذا التجمُّع بكافة منصَّاتِه الأهليةِ والرسميةِ تحتَ هدفٍ واحد وفكرةٍ واحدةٍ متنوعةٍ بأساليبِهَا، وذلك من خلالِ مُنتدىً يهتمُّ بالمُحتوى، وهو كثيرٌ في هذه المنطقةِ المِعطَاء.
إلى ذلك، قال مدير إذاعة الدمام صالح العجرفي إن المنطقة الشرقية تزخر بكوكبة من الإعلاميين المتميزين والممارسين بدقة ومهنية عالية، وأضاف “إن الخطاب الإعلامي في العالم كله لا يخلو من تحيزات، ولكن بدرجات مختلفة، تتضخم لتصل إلى مستوى الأكاذيب والدعاية الفجة، وهنا يأتى دور تحليل الخطاب الإعلامي في كشف ونقد عملية إنتاج وتوزيع واستهلاك الخطاب في كل مجتمع ومستويات الغش والخداع والتضليل في أي ممارسة خطابية، ومن هنا كانت الفكرة في عقد أمسية شهرية لكافة الممارسين والمهتمين للعمل الإعلامي التقليدي والحديث، ومن الجنسين تحت مسمى “المجلس الإعلامي” يعقد مرة كل شهر وفي موقع مختلف، تحت مظلة إدارة الإعلام في أمارة المنطقة الشرقية، ويتحدث فيها أحد المؤثرين من أنحاء المملكة والخليج، بهدف رفع مهنية العاملين في مجال الإعلام والاستفادة من الاحتكاك بالخبرات والمؤثرين، وتقديم مادة علمية تسهم في الحراك الإعلامي بما يؤثر بشكل إيجابي على حضور المنطقة الشرقية إعلامياً وثقافيا على المستوى المحلي والإقليمي، وفي نهاية كل موسم ستكون هناك احتفالية خاصة لتكريم رواد الإعلام من أبناء المنطقة ممن كان لجهودهم بصمات واضحة ونيرة في مسيرة المنطقة إعلامياً”.
وكرم أمير المنطقة الشرقية خلال مجلس الإثنينية الأسبوعي، المواطن طلال سعد الحربي الذي أنقذ مقيماً في سيارة تحترق في الدمام، مشيداً بعمله الإنساني غير المستغرب على أبناء هذا الوطن، كما كرم الطفل معاذ عبدالله الجمعان الذي أنقذ طفلة بإخراجها من سيارة تحترق في محافظة الأحساء، قائلاً “الابن معاذ صغير في السن ولكنه كبير في العمل وكبير في الفكر، نسأل الله عز وجل أن يحفظه لوالديه ويجعله من الخيار وأن يكلأه برعايته ويوفقه في حياته”.
وأشاد الأمير سعود بن نايف بمبادرة ترميم طلاب مدرسة رحيمة الثانوية للمصاحف، معرباً عن شكره لطلاب المدرسة على مبادرتهم الرائدة لخدمة كتاب الله وإصلاح ‏التالف منه، مخاطباً الطلاب بقوله “هذا ليس مستغرب على أبناء هذه البلاد أبناء الفطرة الإسلامية الصادقة”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×