صوموا يا سنة.. وأمسكوا يا شيعة
حبيب محمود
في يوم عاشوراء يصوم كثيرٌ من أبناء الطائفة السنية الكريمة استناداً إلى إرثٍ فقهيٍّ توصّل فيه علماؤه إلى استحباب صوم هذا اليوم.
وفي يوم عاشوراء؛ يُمسك كثيرٌ من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة إلى وقت الزوال، استناداً إلى إرثٍ تاريخيّ. يُمسكون تأسّياً بالإمام الحسين الذي استُشهد ظمآنَ.
كلا الحيّين ينصرُ مُدّعيه، كما يقول شاعر عربيٌّ قديم. أي أن كلّ فريق وثق في فقهائه وعمل على أساس هذه الثقة، التي نسمّيها “المرجعية الفقهية”.
هذا يعني ـ ببساطة ـ أن السلوكين المختلفين، مبنيٌّ كلٌّ منهما على مسألة فقهية. ومسائل الفقه هي أوسع المسائل اختلافاً في تاريخ المسلمين، وفي واقعهم أيضاً. وسوف يستمرُّ هذا الاختلاف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ثم يبعث الفقهاء في يوم البعث العظيم، ويؤتى كلٌّ منهم كتابه. مثل كلٍّ منا. وكلٌّ منّا يُسأل على قدر مسؤوليته.
وحتى ذلك اليوم الحقّ؛ يتعبّد المسلمون بنوايا القربة إلى الله. والله ـ وحده ـ صاحب الأمر في قبول العمل، أو وردّه، والإثابة عليه، أو إحباطه.
ومن المروءة أن يحترم كلّ طرفٍ ما لدى الطرف الآخر من قناعات. ذلك أن كل محاولات الجدل والنقاش والأخذ والردّ بهدفِ إقناع الطرف الآخر بخطأ ما لديه؛ ليس له إلا مُخرَج واحد.. هو إثارة الإحن، وتفريق الناس.
الإسلامُ جامعٌ للجميع، والوطن حاضنٌ للجميع. وما يجمع الجميع هو أكثر ـ بكثير ـ مما يفرّقهم. والطريق إلى الله متسعٌ، ونحن في حاجة ماسّة جداً؛ إلى أن نسعى إليه بقلوبٍ صافيةٍ وسلامٍ وانسجام.
تقبل الله من الجميع.
انا من يوم شفت شنبك وانا غاسل ايدي منك..
بارك الله فيك اخي حبيب كلام عاقل وواقعي ، نسأل الله ان يعز الاسلام والمسلمين ..
احسنت موضوع كافي ووافي وكما يقال خير الكلام ما قل ودل