حلم الحجّ البعيد.. تُقرّبه أيادي فاعلي الخير
القطيف: ليلى العوامي
لم يكن أداء مناسك الحج وارداً في أذاهنهن يوماً ما، كنّ يعتقدن أن موعد زيارة بيت الله والمشاعر المقدسة لم يحن بعد، ولكن الله كتب لهن الحج من فوق سبع سماوات، ووقع عليهن الاختيار، ليكن ضمن حملة الحج، التي نظمتها “خيرية القطيف” هذا العام، وتكفلت بها شركة العصفور لخدمات حجاج الداخل، وضمت 4 نساء من مستفيدات الجمعية وفتى واحدًا تكفل به أحد المحسنين.
وبدموع تعبر عن فرحتهن الغامرة، عبرت الحاجات في حديثهن لـ”صُبرة” عن سعادتهن بأداء فريضة الحج، وأكدن أنهن وجدن كل تعاون ومساعدة وكرم الضيافة من القائمين على الحملة، مشيرات إلى أن خيرية القطيف، كانت سباقة في تعزيز عمل الخير، من خلال إتاحة الفرصة لهن بالحج.
وتسعى “خيرية القطيف” لاتاحة الفرصة لأبنائها المستفيدين وأمهاتهم، ممن لم يسبق لهم تأدية مناسك الحج، من خلال قيام رجال الأعمال وفاعلي الخير، بدعم حملات الحج، تجسيدًا لتعاليم الدين الحنيف الداعي إلى تعزيز قيم التراحم والتكافل والعطاء.
حلم يراودني
“كانت زيارة بيت الله، والطواف به، حلماً يراودني، وأخيراً تحقق”، بهذه الجملة، عبرت إحدى مستفيدات خيرية القطيف، عن سعادتها بأداء مناسك الحج عن هذا العام، وقالت: “الحمد لله على إتمام هذه الفريضة ونسأل الله القبول”. وتابعت “هذا الحج كان بمثابة هدية من الله عز وجل، تسببت فيه خيرية القطيف”. وتذكرت الحاجة تفاصيل رحلة الحج قائلة: “الجمعة هو يوم الرحلة إلى بيت الله الحرام، لا أعلم كيف أصف مشاعري في هذا اليوم، فهي خليط بين الحقيقة الحلم، وكنت أرتجي من الله التوفيق، فتاريخ 30/11 يوم لا أنساه أبداً، والحمد لله على هذه النعمة، التي أعطاني إياها، حيث كنت في أجمل البقاع وأطهرها، وهذه التجربة زادت من نضجي، وعلمتني الصبر، حيث كنتُ قريبة إلى الله، ففي الحج، تعلمنا أن الله لا ينظر إلى أشكالنا وطبقاتنا الاجتماعية، بل إلى ما دواخلنا، ومع المطر، شعرنا بطهر الروح واستجابة الدعاء، فأبواب السماء كانت مشرعة طوال حجنا”.
الحج توفيق من الله
وتقول الحاجة الثانية: “مشاعري عندما تم اختياري للذهاب للحج، كانت مزيجاً ما بين الامتنان، والتردد، لكوني سأخوض رحلة لا أفقه فيها الكثير، ولكن ولله الحمد، الحملة تولت تعليمنا أحكام الحج والمناسك اللازم تأديتها في المشاعر المقدسة”.
وأضافت “اندهشت للأجواء الماطرة في يوم عرفة، ففي بداية اليوم، كان المناخ لا يوحي بنزول أي أمطار، وما أن تعالت الاصوات بالدعاء والبكاء، إلا وبدأ نزول المطر، وتملكتني حالة من الاندهاش والاعجاب الممزوجة بالفرحة والأمل والتفاؤل”.
وتابعت: “المواقف التي صادفتني كثيرة، وقد يكون أجملها العلم الذي بقي معي حتى عودتي، وطريقة الطواف، والسعي، فضلاً عن بعض العادات الجميلة، مثل التعقيبات بعد الصلوات ودعاء الصباح”. وقالت: “اسأل الله تعالى ان يثبتني عليها”. واختتمت قولها “استطيع اختصار تجربتي بالتأكيد على إن “الشخص بعد الحج يكون انساناً مختلفاً عما كان عليه”. وقالت: “أظن أن هذه الحجة، لم تكن سوى توفيق من الله، وحكمة منه سبحانه وتعالى، والله اذا أراد خيرًا لأي مخلوقٍ كان، فلا راد له، والحمدلله الذي رزقنا نعمة رؤية بيته الحرام ونسأله القبول والعودة”.
مغفرة ورجاء
“تغبنت حيل وصرت أضحك”، هذا ما ذكرته الحاجة الثالثة (35 عاماً)، التي رزقها الله حجة الإسلام. وقالت: “بالنسبة لي، كان حلماً مستحيلاً، وسبحان الله على نعمه لعبيده، فالمستحيل يتحول بلمح البصر، وبدون سابق انذار إلى واقع معاش، يستحق سجدة الشكر لله تعالى، ودعوت كثيرة في صلواتي لأصحاب الهدية، ففي الحملة، شعرت أنني بين أهلي”. وأضافت “ذهبت لأداء العمرة من قبل، ولكن تجربة الحج مختلفة جداً، ويوم عرفه كان يوماً جميلاً، لا يوجد شيء يفصلك عن رب العالمين، قضينا هذا اليوم في دعاء وبكاء وتجرد من كل المشاعر، حيث ركزنا على طلب الرحمة والمغفرة”.
شعور لا يوصف
حاجة أخرى (29 عاماً) قالت: “خرجنا لأداء مناسك الحج، والرهبة والرغبة تخالجنا، لم أتوقع يوماً أن أؤدي حجة الإسلام، ولكن فضل الله كان أكبر من توقعاتي، فما أن تم اختيار لأداء المناسك، حتى غلبتني الدموع، وشكرت الله كثيراً، أتمنى أن تكون حجتي مقبولة، فشعوري بالراحة بعد أداء المناسك، شيء جميل، يبعث عل الاطمئنان”.
فاعلو الخير
وأوضحت سكرتيرة لجنة كافل اليتيم أسماء العلي أن “هناك حملات كثيرة، تنتهج هذا النهج سنويًا، ورجال الأعمال وفاعلو الخير لايبخلوا على دعم مستفيدي الجمعية، على أداء ركنهم الخامس، والذي يُعد من أفضل الأعمال عند الله. وتقدم عضو كافل اليتيم حسن الجزير بالشكر والتقدير لكل من دعم وساهم في تمكين المستفيدين من تأدية مناسك الحج، وإحاطتهم بكافة أنواع الرعاية والإرشاد اللازمين، وعلى أفضل المستويات.