عشاق الخليج يختلفون في الشعار و”يتراشقون” بالحب تم التدشين على أرض الواقع.. والاختلاف مازال قائماً حتى اللحظة
سيهات: شذى المرزوق
مازال الشعار الجديد، لنادي الخليج في سيهات، محل خلاف وتباين في الآراء بين “مؤيد” و”معارض”، ولكل فريق منهما وجهة نظره الخاصة. ولم يمنع هذا التباين، من تدشين الشعار أمس (الأحد)، على هامش احتفال النادي باليوبيل الماسي، ومرور 75 عاماً على تأسيسه، بحضور عدد كبير من الشخصيات العامة، ومحبي الخليج والمهتمين بالشأن الرياضي من مسؤولين وإعلاميين ولاعبين.
وفي الحفل، مال رأي كثير من الحاضرين والحاضرات على أن الشعار الجديد، يمثل انطلاقة واعدة للخليج، على كافة المستويات، وأشادوا بتصميم الشعار، واختيار مكوناته الأساسية وألوانه، فيما حمل الواقع الافتراضي، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، انتقادات شديدة لهوية النادي، بعضها كان لاذعاً، عندما وصف أحدهم الشعار بـ”قشر الموز”.. “صُبرة” كانت في قلب الحدث، وجمعت كل الآراء في هذا الحيز، وننقلها كما هي..
شاشة عرض
حفل اليوبيل الماسي، شهد في فقرته الرابعة ـ وهي الأهم على الإطلاق ـ عرض فلم قصير، تحت عنوان “شعارنا هويتنا”، ليكون مسك الختام، وسط الدخان المتصاعد، وأضواء الليزر المتحركة. الفقرة حملت عنوان “الخليج.. إرث كبير ومستقبل واعد”، حيث كشف النادي عن الشعار الجديد، وطلب من 5 شخصيات بارزة في تاريخ الخليج، الصعود إلى مسرح الحفل، يتقدمهم رئيس النادي فوزي الباشا، وسلمان المطرود، ونصر هلال، والشاعر حبيب حميدي، وأحمد خريدة، حيث وضعوا بصماتهم على شاشة العرض، إذاناً بتدشين الشعار الجديد، الذي يتكون من 3 عناصر، وهي “صدفة وسفينة ونسر”، وتحلى الشعار بلوني الشهرة “الأخضر والأصفر”.
مجهود رائع
في البداية، أشاد رئيس النادي السابق سلمان المطرود في حديثه لـ”صُبرة” بمجهود جميع القائمين على الحفل، واعتبر مهرجان اليوبيل الماسي للنادي، بمثابة ملتقى لابناء سيهات. وطالب المطرود بفتح صفحة جديدة على مستوى العلاقات والمناسبات والمكتسبات، وخص منها الرياضية، متمنياً أن يكون للمهرجان بصمته في قلوب السيهاتيين والمحبين للنادي قائلا: “هي ليلة لسيهات، والأهم في المرحلة القادمة، حضور المجتمع السيهاتي والتفافه حول النادي”، شاكرأ إدارة النادي وجهودها الملموسة، متمنيًا للجميع التوفيق.
ومن جانبه، بارك هاني هلال كابتن ولاعب كرة اليد السابق بالنادي لجميع الخليجاويين هذه المناسبة، وأشار إلى مدى الفخر والإعتزاز الذي يشعر به، برؤية هذا الحضور. وعن رأيه في الشعار الجديد. قال هاني: “تم تصميم الشعار بشكل راق، وأتمنى أن ينال اعجاب الجميع”.
انطلاقة جديدة
وفي حديث لحسام النصر اللاعب السابق في النادي، والاعلامي الرياضي حالياً، اعتبر “الهوية الجديدة للنادي انطلاقة جديدة في الوسط السيهاتي، أساسه لم الشمل”، مشيرأ الى ان “التغيير ليس تغيير شعار فحسب، وانما هو تغيير نحو الأفضل لسيهات وناديها”. كما أشاد النصر بالعرض الخاص بشرح تفاصيل الشعار، من قبل عبدالله الكابه العضو الاداري بالنادي. وأضاف “سواء كنت مؤيداً أم معارضاً، الشعار تم اطلاقه بطريقة نظامية، وبموافقة من الجمعية العمومية، وهو في النهاية شعارنا وشعار نادينا ومدينتنا، وعلينا أن نقف معه ولأجله”.
ووصف الإعلامي ياسر سهوان، الإعلان عن شعار الخليج بأنه “مفاجأة جميلة”. وقال: “الشعار الجديد مُعبر، ويواكب التطور الذي تعيشه الأندية الرياضية، في ظل الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده للقطاع الرياضي”، مشيدًا بوقت الإعلان عن الشعار. وقال: “تزامن مع الاحتفال بمرور 75 عاماً على تأسيس النادي، في ظل تنفيذ مستهدفات رؤية 2030، الساعية إلى الارتقاء بالرياضة السعودية لمستوى أفضل”.
استنطاق الأناقة
ونسائياً، شكرت امتثال أبو السعود (ناشطة اجتماعية)، للنادي، تقديمه الدعوة لها، لمشاركة أبناء الخليج فرحة اليوبيل الماسي. وقالت: “تدشين شعار الخليج، يعد إنجازاً يليق بنا جميعاً” أجد أن القائمين على إخراج هذه الهوية، قد وفقوا كثيرا من خلال الارتكاز على الهدف تعبيراً ومضموناً، اضافة إلى استنطاق الأناقة والقوة معاً بشكل جلي”. وأضافت “لمست في الشعار الابداع في التصميم الفني، والقدرة على تسخير كل العناصر، مثل تداخل الألوان والأشكال وغير ذلك، سعياً لضمان التوافق مع الرؤية والرسالة، دون تكلف أو تجاوز لتاريخ النادي العريق، فجاءت الهوية مصقولة جسداً ومعنى. وفي رأيي، فإن هذا يعزز روابط قوية بين طرفي العلاقة (الرائي والمرئي)”. وعن الحفل بشكل عام، قالت: “كان رائعاً وبهيجاً بكل المقاييس، زانته السعادة التي ارتسمت على وجوه الحاضرين، استبشارأ بدوام التميز والتألق لهذا النادي، الذي وبكل شرف، يحمل اسم منطقة اتسعت تاريخًا وحضارة”.
وشبهت الكاتبة رائدة السبع الاحتفالية بـ”الحلم الجميل الذي جمع مختلف فئات المجتمع رجالًا ونساءً وأطفالاً وشباباً على حب النادي”، مشيدة بالجهود المبذولة في التنظيم، وقالت: “الشعار الجديد مستلهم من تاريخ النادي، ويواكب المرحلة القادمة”. وقالت خيرية الحكيم صاحبة مبادرة مشاة سيهات النسائية، إنها ترى في الشعار لمحة عالمية، تستحق الإشادة والشكر لجميع القائمين عليها”.
خيبة أمل
وفي العالم الافتراضي (مواقع التواصل الاجتماعي)، تغيرت بوصلة الآراء، إذ كان هناك تباين فيها، تجاه الشعار الجديد لنادي الخليج، فهناك فريق فضل بقاء الشعار القديم، وأعرب عن خيبة الأمل، لإقدام النادي على تغيير الشعار القديم، في المقابل، قال أنصار فريق آخر إن الشعار الجديد، يعد تطويراً وتحديثاً للهوية البصرية للنادي، مثمنين الجهود التي قام بها مصمم الشعار احمد الزبيدي والتعديلات التي أجرتها اللجنة المختصة، ومتابعة ادارة النادي للعمل.
ومن أنصار الفريق الأول، المخرج المسرحي محمد الحلال، الذي نشر بصفحته في فيسبوك رأياً، قال فيه: “شخصياً وعن رأيي، لم يدهشني الشعار، وأصبت بالخيبة، لا لأني ضد التجديد، ولكن الشعار أخذني إلى أفكار شركات الطيران التجارية”. وأضاف “في أول نظرة للشعار، شعرت بأنه “قشر موز” وعذراً على التشبيه، يضاف إلى ذلك أن الشعار الجديد، أبعدنا عن هويتنا التي أحببناها كثيراً، والتي تلامسنا بالفعل؛ البحر والسفينة والدانة وعدنا للنسر، وان كان النسر ليس سيئاً كرمز، ولكن لم يكن تعلقنا به كبقية الأشياء، فالنسر شاهدناه ربما طوال حياتنا 10 مرات أو أقل، بمسمى “واش واش ابو الدياي”، وهو يحلق بعيداً جداً، ونخاف منه ويخوفنا منه، بينما البحر صديقنا الأبدي والسفينة عروستنا كلنا، كلنا حين ننظر للسفن والشاطىء ترتاح أنفسنا وتغمرنا السكينة، والشعار الجديد جاف، يفقدنا الإنتماء”.