[شعر] أمجد المحسن: سفُّ جديلةِ خُوص
أمجد المحسن
إنَّما الإدهاشُ أرزاقُ
سفُّ خُوصٍ، جلَّ خلاقُ
ناسِجاتٌ واهْتَدَيْنَ إلى
ما اهْتدَتْ ساقٌ وأوراقُ
يتجلى في أصابعها
من يبيسِ الخوصِ إيراقُ
فإذا تُتلى حدائقُها
كم عناقِيدٌ وأعذاقُ
دِرْعُنا الخوصيُّ ما نسَجَتْ
لا سراريدٌ وأطباقُ
لا على نوْلٍ سفائفُها
إنَّهُ حدْسٌ وأذواقُ
عُروةٌ وُثقى لعاشِقها
إنَّ عشقَ الأرضِ ميثاقُ
فإذا فلَّتْ جدائلَها
سبَّحَ الخلاقَ عُشَّاقُ ..
ليس سَفُّ الخوصِ ذاكرةً
بل هويَّاتٌ وأخلاقُ
سرْدُ أقدارٍ ملوَّنةٍ
إذْ غُرابُ الَّليلِ سَرَّاقُ
إذْ نقيعُ الخوصِ يُنعشُهُ
بَلَّ جِنْحَ الطَّيْرِ إشراقُ
إنَّهُ للصَّمتِ إنطاقُ
ولحقِّ اللونِ إحقاقُ
ومن الطاووسِ ريشتُهُ ،
ومن الأعراسِ أطواقُ
وخصَفْنَ الخُوصَ واحتفَلَتْ
فيه ألوانٌ وأَنْساقُ
إنْ يكنْ فنَّاً فمُبْتدَعٌ ،
أو يكنْ نَسيٌ فترياقُ
مَشَتِ الدنيا وهُنَّ على
نخلةِ البُستانِ إشفاقُ
لا كَمَنْ يُلقي بعُدَّتِهِ ،
يطلُبُ المنفى ويشتاقُ !