24 قصة بيئية تسردها صور الطيور في “أمم أمثالكم” معرض فوتوغرافيّ نظّمه الراصدون وافتتحه مهدي الصغير
القطيف: فاطمة المحسن
24 لوحة فوتوغرافية لـ 24 فوتوغرافياً، كلها تحوم حول فكرة واحدة، فكرة البيئة التي تشكّل الطيور جزءاً منها. هذا ما ظهرت عليه النسخة الثانية من معرض “أمم أمثالكم” التي افتتحها الراصد مهدي الصغير، مساء البارحة، في صالة الشعلة التعليمية بالقطيف، بحضور لفيف من راصدين الطيور والمهتمين بالحركة الفنية في المنطقة.
ووصف “الصغير” المعرض بأنه امتداد لمسيرة معرض “أمم أمثالكم” الذي أقيمت نسخته الأولى في الأحساء بعد أن لقي نجاح كبير بإشادة من المختصين والهواة والمهتمين.
وتابع “نحن مجموعة هواة نسعى لتطوير هواية التصوير إلى حماية الطيور في المركز الأول والتوعية بأهمية وجودهم في النظام البيئي والبعد عن الصيد الجائر لها وأن يكون لها حرية التمتع في أجواء المنطقة دون عبث العابثين في اصطيادها واجترار بيئتها”.
كما وصف المعرض بأنه جمالي يدعو لتأمل خلق الخالق فيهم والاجابة عن بعض التساؤلات حول معيشة الطيور وخط سير هجرة بعضها أو استيطانها. وهي جزء بسيط من المنظومة التي نسعى أن نوثقها لتحقيق أهداف مجموعة رصد الطيور.
وقال إن لكل عمل في هذا المعرض حكاية، فبالإضافة للمدة الطويلة التي قد تصل إلى أيام من أجل تصوير أحد الطيور والذهاب لمسافات بعيدة من أجل السبب ذاته، يأتي دور المجموعة المنظمة لهذا المعرض والجهد المبذول لتحقيق هدف من أهدافه.
محطات
المعرض يضم ٢٤ عمل لـ ٢٤ راصداً من مجموعة رصد الطيور. إضافة إلى ثلاثة أعمال لضيوف شرف للمعرض هم راشد الحجي من الكويت، وعلي المبارك، ومحمد الناصر.
هذا ما قاله رئيس المجموعة محمد الزاير الذي أراد للمعرض أن تكون له محطات وكان أن تم اختيار القطيف ذات الحركة الفنية الأبرز في المنطقة كمحطة ثانية للمعرض بالرغم من عدم توفر قاعة عرض فنية كافية لعرض جميع الأعمال في نسخته الأولى. وذلك لم يثنه عن اقامته لوجود مهتمين بشأن الطيور، واستجابة لرغبتهم في نقل المعرض، تم اختيار عمل واحد لكل مشارك ليتم تقليص العدد الكلي من الأعمال المعروضة في نسخته الأولى ليكون عمل واحد لكل مشارك والمتضمنة أعمالهم طيور شرق شبه الجزيرة العربية.
عنصر نسائي
لم ترغب عضو مجموعة رصد الطيور ليلى عاشور من دولة الكويت المشاركة في المعارض ولم يكن هدفها يوماً ما، فقد أولت كل جهدها لمراقبة الطيور ورصدها وليس تصويرها، ولأنه علم بحد ذاته تتجسد من خلاله عظمة ودقة الخالق، أرادت أن تثري علومها به من خلال تصويره كتوثيق عبر مقاطع الفيديو أو صور توثيقية لا احترافية وذلك ليتم تصنيفه، وعندما طلب مني فريق رصد الطيور في المجموعة المشاركة في المعرض، ترددت ثم وافقت من قبيل مشاركة الفريق في الأنشطة المقامة والاندماج معهم فيها.
عشق أبدي
لم تكن هواية، هي عشق أبدي، أن أُسحر بتفاصيل الطيور ودراسة سلوكهم ومتابعة اختلافهم وأنواعهم كان هذا هو مفتاح الطريق ، وتتابع العاشور قبل أربع سنوات لأقترب من عالمهم أكثر عبر تصويرهم ومعرفة أوقات هجرتهم وخطها وما اذا كانت مستوطنة أو مقيمة، وبعد التقصي والتحري عن حسابات الراصدين في الخليج بشكل خاص وفي العالم بشكل عام، ومن خلال متابعتي لأنشطة مجموعة رصد الطيور تكونت لدي رغبة في الانضمام لفريقهم لتكون بدايتي في الرصد من خلال فريق متخصص ومنظومة متكاملة اجد فيها اجابه على كل تساؤلاتي وبالفعل تشرفت بالانضمام لهم وتعلمت ابجديات الرصد منهم ولازلت ببداية خطواتي.
رؤية المستقبلية
لهذه اللحظة لم تتكون لدى العاشور رؤية واضحة أو محددة، باستثناء هدف واحد تسعى لتحقيقه وان كان صعب التحقيق، هو توثيق كل الطيور الموجودة في شبه الجزيرة العربية، مقيمة او مستوطنة او مهاجرة، بكل انواعها الشائعة والنادرة والطارئة. وسأكون قادرة على ذلك في ظل دعم عائلتي والراصدين في مجموعة رصد الطيور.
المصورون و “أمم أمثالكم”
الالتفات للبيئة المحلية هو التفات محمود ووجود مفردة الطيور التي تعتبر جزء من المكون البيئي من بيئتنا المحلية هو أمر جيد، ذلك ما أفاده أثير السادة الذي رأى بأن المعرض له جانب جمالي وعلمي ثقافي يخدم الهدف المنشود منه، وتسليط الضوء على هذه الأعمال وهذه الطيور التي منها طيور محلية ومنها طيور مهاجرة تلفت الانتباه للجانب البيئي المجهول للأجيال الجديدة، وقد استطاع المعرض توجيه الأنظار لمكون بيئي إضافة للشأن الثقافي البيئي لهم.