حريص على التوجيه والإرشاد

عبد الحميد الباقر

كان عمي الملا حسن آل باقر في كل سكناته وحركاته يحرص دائماً على التوجيه مذ كنّا أطفالاً حتى أصبحنا آباء. لا يبخل علينا بالتوجيه فيما ينفعنا لديننا ودنيانا، كان أباً رحيماً حنوناً احتضن الكل فأحبه الكل.

يعجز لساني عن سرد صفحات حياته المكللة بالعطاء، كان حنوناً إذا غضب، رحيماً بالصغير والكبير، قائداً وموجهاً، عملاقاً في الأخلاق وسعة الصدر.

كان أديباً محدّثاً مؤرخاً خطيباً بارعاً له باعٌ طويل في علم الأنساب، وشيخاً فاضلاً لا تمل من مجالسته، سريع البديهة قوي الذاكرة والحافظة، يجلس من نومه وفي نفس اليوم يعتلي المنبر، فيلقي قصيدة كان قد حلم بأنه ألفها. تتعجب من قوة حافظته.

يمتاز بالاختصار الشديد في المجالس الحسينية يشهد الناس له بأنه في خمس دقائق يبحث موضوعاً ما ويناقش مسألة دينية وينعى الحسين عليه السلام فيبكي ويبكي.

كان يلقي المجالس الحسينية بمثابة المحاضرات في مصطلح اليوم من الساعة ٦:٣٠ صباحاً وحتى ١٠:٠٠ مساءً بما يقارب ٣٠ محاضرة تكاد كل محاضرة ان تكون مستقلة لا تشبه الأخريات بوقت قصير ويعطيها حقها من كل النواحي

خسره المجتمع والدين ولكن لنا في نبينا محمد وأهل بيته الطاهرين الأسوة الحسنة.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×