البسملة.. فائدة لغوية وتعليق

جلال الجارودي

 

جاء في كتاب أخطاء لغوية شائعة (تأليف خالد بن هلال العبري) من ضوابط كتابة البسملة:

للبسملة أحكام كتابية تعارف عليها أهل العربية بينهم، ومن هذه الأحكام:

1- تعارف على كتابة “بسم الله” عندما يبتدأ بها بغير الألف، وذلك لكثرة استعمالها خطاباً وكتابةً، وهذا خاص بالبسملة فلا يكون إلا فيها.

2- أكثر أهل اللغة على أنه إذا حذفت (الرحمن الرحيم)؛ رجعت ألف (بسم)، فتكتبها باسم الله.

3- إذا أتيت بها في وسط الكلام أثبت الألف فيها، تقول: “أدعو باسم الله”، و”ابتهل باسم الله”، و”أبدأ باسم الله”، و”أختم باسم الله”

4- إذا أضفت (باسم الله) إلى غير (الرحمن الرحيم) من أسماء الجلالة؛ أثبت فيها، فتكتب: باسم الله القاهر المعز مثلاً.

*التعليق

إضافة إلى ما ذكره المؤلف فقد وردت باسم الله بـ الألف في القرآن الكريم: فسبح باسم ربك العظيم، اقرأ باسم ربك الذي خلق .. ويتضح من تعليل المؤلف وآخرين – حسب الاطلاع البسيط – أنهم يكادون يتفقون على أن حذف الألف من البسملة، مجرد احتكام إلى العادات والتقاليد، وهذا النوع من الاحتكام يعد مغالطة عند المناطقة، فـ ما تسالم عليه القدماء غير ذي صلة بخطأ هذه الممارسة من صوابها، فالصواب والخطأ يثبت مكانته بمدى مطابقته للواقع عند الكشف عليه ..

كثير من العادات والتقاليد وليدة حالة اجتماعية واقتصادية ومؤثرات خارجية – مثل وأد البنات، ختان الإناث، العبيد، والتي كانت متسالم عليها في الماضي، ولكن اليوم تبدو ممارسات جاهلية .. وتمتد قائمة الاحتكام إلى العادات حتى في أطعمتنا، فأغلبنا اليوم ما زال يتبع آبائه في أكل وجبة الغداء المشبعة بـ الرز ودهن اللحم التي كانت وجبة تعين على الفلاحة وصيد الأسماك والتنقل بالدابة، لكن اليوم هي ضارة لمن عمله مكتبي إذ يخف فيه المجهود الجسدي ..

وعليه فإن كانت كما يقول المؤلف أن البسملة حذفت ألفها لكثرة استعمالها، فـ اليوم في ظل وجود الأجهزة والنسخ واللصق التي يسهل معها الكتابة، فما أجدرنا لو فكرنا في إعادة كتابتها، مثل ما جرى مع كلمة (مئة).. التي كانت تكتب قبل النقط بالألف (مائة) للتفريق بينها وبين (منه) و(منة) فلو لم تكن الألف لالتبس القارئ، وقد استغني العربي اليوم عنها مع وجود النقط.

وبعد.. فهل ترى (بسم الله) أم (باسم الله) ؟ آخذاً بعين الاعتبار أن (رسم القرآن) ليس توقيفياً ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×