بعد توقف 8 سنوات.. أفراح النصر تعود إلى “حب قديم” في تصميم الأزياء الفنانة "وعد" تحضر افتتاح المشروع الجديد مساء الليلة في سيهات

وصفت نفسها بـ "ملكة الأزياء"، وقالت "لا أخشى المنافسة"

أفراح النصرأفراح النصر

القطيف: صُبرة

بعد أكثر من 8 سنوات من التوقف؛ تعود مصممة الأزياء السعودية أفراح النصر إلى مهنتها في التصميم، عبر مشروع جديد تفتتحه مساء اليوم، الجمعة، في مسقط رأسها مدينة سيهات. ومن المخطط له أن تحضر الفنانة “وعد” حفل الافتتاح، ضمن عدد محدود من المدعوين.

وأفراح النصر مصمّمة حظيت بشهرة واسعة في العقد الماضي، وأسّست مشروعاً خاصاً بالأزياء في سيهات، وقدّمت عروضاً في دور أزياء خليجية، وكُرّمت من قبل دور معروفة، كما حظيت بثناء نوعي من مصمّي أزياء عرب. لكنها توقفت عن ممارسة مهنتها لأسباب خاصة، وعاشت خارج المنطقة الشرقية سنواتٍ طويلة. وفي العام الماضي عادت إلى مدينتها، سيهات، لتؤسس عودة جديدة إلى عالم التصميم.

الفنانة وعد تحضر الافتتاح الليلة

رغبة ملحّة

وقال النصر لـ “صُبرة” إن سبب عودتها هو “رغبة ملحة في داخلي لعشق الأزياء والألوان وفن التصميم والإبداع.. عدت إلى حب قديم مهما بعدت يشدني بقوة.. هو حب..؟ هو هيام.. لا أعلم..”. وأضافت “ليس لدي خوف من المنافسة، لأني أعلم بأنني ما زلت متربعة على برج عالٍ لا يمكن لأحد منافستي فيه”، على حدّ قولها. وقالت “اعتبروها ثقة غروراً.. كيف ما يكون فأنا ملكة الأزياء”..!

وعن انقطاعها قالت “كانت الظروف تحدّ من عودتي إلى العمل، كذلك بسبب وجودي خارج المنطقة الشرقية.. لكني وجدتُ كثيراً من حولي يدفعونني إلى العودة”. وقالت “في البداية ترددت، لكنني حين وجدتُ الفرصة، حاولت تحديث مهاراتي واطلاعي على جديد الموضة، وبدأتُ الخطوة الأولى”.

وأضافت أنها تخطط منذ أكثر من سنة لتجهيز مشروعها الجديد الذي فكّرت في كل تفاصيله.

قبل الغياب

الظهور اللافت لأفراح النصر، في العقد الماضي، جعل منها مصممة مختلفة عن سائر المصممات. فعلى الرغم من حضورها دور أزياء وتقديم عروض، إلا أنها كانت تحضر كما هي، بهويتها المحلية، وعباءتها ونقابها. وفي كلّ بلاد العالم؛ تفرض تقاليد دور عرض الأزياء نظاماً واحداً، هو أن تقدّم العارضات أزياء المصمّم الواحدة تلو الأخرى. وبعد الانتهاء من العرض يأتي دور المصمّم الذي يمشي على “ستيج” (المنصة) العرض بين العارضات ليحيي الجمهور. وليس في هذا التقليد المتعارف ما يمكن أن يكون مفاجئاً، سواء كان المصمّم رجلاً أو امرأة.

أما في حالة أفراح النصر؛ فكان الأمر مختلفاً “جداً”، لأنه مفاجئ “جداً”، وفيه مفارقة مُدهشة “جداً”. وفي ملتقى الموضة والجمال الذي أقيم في دولة الكويت، عام 2008، فوجئ جمهور الملتقى بصاحبة تشكيلة لافتة من الأزياء والتصاميم تسير بين العارضات على منصة العرض وهي بعباءتها السعودية ونقابها المحلي تسير في خـُطى واثقة لتحيّي الجمهور المعجَب بما قدمته “هذه المنقبة” من أزياء على تماسّ شديد وخطوط الموضة.

تجربة كويتية

وقتها؛ كان المصمّمان العالميان اللبناني جميل الخنسا والمصري هاني البحيري ضمن المشاركين في العرض إلى جانب الكويتيين نواف العنزي ونوال العنزي. ومن الطبيعي أن يلتفتوا ـ مثل الحضور ـ إلى هذه المفارقة.

وقتها أيضاً؛ لم يكن عمرها المهني يتجاوز السنوات الخمس بعد. ومع ذلك تسارعت خطواتها. ومن محترَفها الصغير، في مدينة سيهات، كانت تُطالع ما يجري في عالم الموضة لتُحدّد موقعها من هذا العالم الذي يُخاطب الجمال من خلال خامات وتصاميم بلا نهاية.

موهبة

أفراح النصر لم تدخل في حياتها معهداً أو أكاديمية ذات صلة بالأزياء أو الفنون الجميلة. بل تستعين بموهبة وذائقة خاصة وإحساس بصري درّبته بكثافة عبر متابعة بيوت الأزياء. وتقول عن نفسها “أتقبل الإخفاق بحثاً عن خطوة نجاح مقبلة”. وفهمها لطبيعة الجمال الأنثوي “أعبّر عنه من خلال فساتيني”. وجمال المرأة “يجب أن يعبّر عن نفسه”، وهذا التعبير “يعتمد على تصاميم بسيطة أو مركـّبة حسب طبيعة الأنثى”، ومن هنا تتنوّع أعمال السيدة النصر بين البساطة المشرقة والتعقيد القائم على الزركشة والمنمنمات والتفاصيل الكثيرة التي تتداخل فيها الخامات والألوان” بأسلوبها. وعلى هذا الحسّ تصمّم النصر فستان سهرة، أو فستان زفاف، أو ثوب جلوة شعبية، واضعة في اعتبارها “من سترتدي الفستان؟ وأين؟ ومتى؟”، ومدى “انسجام الزيّ والموضة”. وأمام هذه التساؤلات تحبّ صُداعها وقلقها كثيراً.

مشاركات

مشاركات العرض التي قدمتها النصر كثيرة، بدأتها من مدينتها الواقعة على شاطئ الخليج.. سيهات، ومنها إلى معارض في أرامكو السعودية. وسرعان ما وجدت نفسها في موقع المنافسة في عُروض مهرجانات ومناسبات أزياء داخل السعودية. وفي مشاركتها في معرض السيف بالخبر، مايو 2008، بدأت بصمتها تظهر أكثر وسط منافسة صريحة، ونالت عُروضها المركز الأول.

بقدر حماسها تكدّ أفراح النصر وتتردد وتستنفذ كثيراً من طاقتها النفسية “قبل أن أقرر البداية”، و”إذا أحببتُ القطعة؛ فإنني أكون قد قررت”. وعلى الرغم من أنها متنوّعة وكثيرة التجريب؛ فإن بينها وبين “الشيفون والمخمل والتفتة صلة من نوع خاص”، ويكشف تركيزها على هذه الخامات، بالذات، فهمها للحس الشرقي في تعامله مع الشفافية والنعومة، “خاصة حين ترتبط هذه الخامات بتصاميم فساتين السهرة”. وهي تعترف بميلها الشرقيّ باعتبارها “البيئة التي نشأتُ فيها”، لكنها ـ بالمقابل ـ تــُنكر وبشدة “الانغلاق على الذوق الشرقيّ وحده”.

وتعتبر “فستان السهرة هو منطقة الابتكار الأوسع في كلّ البلاد”.. فستان السهرة هو “ما يجمع كلّ نساء الدنيا”، وهو “الشغل الشاغل للمصمّمين”. وعلى هذا الأساس فإن ما يُقلق أفراح النصر في عملها هو “الجمع بين جمال العالم والجمال المحلي”، و”السعوديات لديهنّ شغف كبير بالأزياء، ولم يعد الحسّ الشرقيّ وحده مسيطراً على الذوق.. السعوديات يفتحن عيونهنّ على الموضات العالمية ويتابعن بحرص”

 

من تصاميمها القديمة التي عرضتها في دور أزياء

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×