إيثار القطيف: 166 “مِسحة خد” لإنقاذ مرضى “اللوكيميا” طالبات كلية الغد الصحية وكادرها التعليمي يدعمن التبرع بالخلايا الجذعية في ساعتين
الدمام: ليلى العوامي
بدلاً عن وخز الإبرة الذي قد يُسبّب رهاباً؛ لجأ فريق العمل إلى أخذ مسحات من خدود المتبرعين والمتبرعات. وهكذا نجحت لجنة “إيثار القطيف”، اليوم، في جمع 166 عينةً من طالبات كلية الغد الصحية بالدمام وكادرها التعليمي، لاختبارها ضمن إجراءات التبرُّع بالخلايا الجذعية. وجاءت هذه الحصيلة من العينات في سياق حملة تطوعية نظتمتها اللجنة بهدف إيجاد قاعدة من المتبرعين بالخلايا الجذعية لصالح مرضى سرطان الدم “اللوكيميا”.
وأوضحت منسقة الحملة، إسراء البشراوي، أن اللجنة تطمح إلى توسيع نشاطها ليكون على مستوى المملكة، لتنشيط التبرع بالخلايا الجذعية، ودعم بنك الخلايا الجذعية بمعلومات المتبرعين في المنطقة الشرقية، لتكون ضمن قاعدة بيانات البنك، ومن ثم إيصال الخدمة للمريض المصاب، على نحو سريع، بعد التأكد من تطابق أنسجته مع المريض.
وأضافت البشراوي أن منظمي الحملة اتبعوا طريقة جديدة لجمع العينات، وهي أخذ مسحة من خلايا الخد، تجنّباً لرهاب خوف المتبرعين من أخذ قطرة دم، وبذلك ـ حسب البشراوي ـ “يجتذبون متبرعين أكثر”.
ابن خالتي
وفي موقع استقبال المتبرعات، قالت إحدى الطالبات إنها حينما سمعت عن وجود حملة للتبرع بالخلايا الجذعية “تذكرت ابن خالتي قبل عشر سنوات، فقد توفي في عمر الـ 13، ولم يتمكن الأطباء من إنقاده”. وأضافت “كان دمه يحترق احتراقاً”. وعن مشاركتها في التبرع اليوم قالت “بكيت، وأنا أنظر إلى زميلاتي وهن يتسابقن للتبرع.. تمالكت نفسي وذهبت معهن وكنت أشعر وأنا أتبرع بمسحة من خلايا خدي بأنني قد أنقد مريض ينتظر ودعوت الله بإسم ابن خالتي أن تكون عينتي مطابقة ويستفيد منها المرضى”.
لجنة إيثار
ولجنة “إيثار القطيف” مجموعة تطوعية، تشكّلت على خلفية مساعدة طفل في الـ 9، كان مصاباً بسرطان الدم، قبل سنوات. وسعت اللجنة إلى إيجاد متبرعين بالخلايا الجذعية، لكن الحملة لم تصل إلى نتيجة مطابقة بين أنسجة المتبرعين وأنسجة الطفل. ولكن العناية الإلهية تدخلت لإنقاذ الصغير عبر تبرع من والده، على الرغم من أن تطابق أنسجته مع الطفل لم تتجاوز ٥٠٪.
وقالت البشراوي إن الحملات الثلاث الأولى كانت مخصصة لمساعدة الطفل الذي يحمل اسم “أمين”، وأول حملة كانت دون وجود مسؤول أو مخطط، بل كانت “فزعة إنسانية”. أما ثاني وثالث حملة باسم حملة إيثار بالتعاون مع أكثر من جهة، وكان المشرف العام عليها طبيب الامتياز محمد آل خليف. ومنها انطلقت فكرة الحملة للتبرع بالخلايا الجذعية ممارسة عملها منذ 2015 وكانت أول انطلاقة بجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل.
20 ألف متطوع
وعرّفت البشراوي الخلايا الجذعية بأنها “قادرة على الانقسام والتكاثر وتجديد نفسها، فهي تعمل عمل المهندس المكيانيكي الذي يقوم بإصلاح الخلايا التالفة واستبدالها بالخلايا السليمة، بالحفاظ على الوظيفة الأساسية للأجهزة بالجسم”، مضيفة أن “٦٠ ٪ من الأطفال لا يحصلون على مطابق و ٣٠٪ من الكبار أيضاً، وهناك ما يقارب 45% الى 65% من مرضى الدم لايجدون متبرعاً قريباً مطابقاً لحالاتهم المرضية”. وقالت إن “مثل هذه الحملة تكون عوناً لهم على تخطي المرض، وسجلت حملة “إيثار القطيف” أكثر من ٢٠ ألف متطوع، واستفاد من الحملات ١١ مريضاً”.