عشوائية الأداء في المجلس البلدي

السيد محمد المشعل

منذ تأسيس المجالس البلدية في العام ٢٠٠٥م و حتى تاريخه، غالباً ما يظفر بكراسي المجلس أعضاء يفتقرون للكفاءة والخبرة والدراية بأعمال ومهام وصلاحيات البلدية أو حتى صلاحيات المجلس البلدي نفسه..!!

والأدهى من ذلك أن يفوز بكرسي المجلس من لديه مصالح ومناقصات تجارية..!!

مضت ثلاث دورات انتخابية للمجالس البلدية، وها نحن مقبلون على دورة ترشيح رابعة بعد أقل من سنة.

وأنا وأنت وأنتِ من تسببنا في وصول هؤلاء الأعضاء لهذه المناصب، ولم نستفد ولم نتعلم من تجربة هذه السنوات، وما أفرزته من سلبيات وايجابيات. بل بقينا تقريبًا على نفس معايير الاختيار الاعتيادية والتقليدية (المنطقة- القرابة- العلاقات الاجتماعية- والتيارات- الوجاهة …الخ)، مما أسهم ذلك في إضعاف المجلس البلدي وخسارته الطاقات والكفاءات الجديرة التي كانت ستُسهِم في الإنجاز والتنمية بصورة أكثر فاعلية نحو تحقيق الأهداف المرجوة التي يتطلع إليها المواطن.

هذا الاختيار غير الصحي هو دائماً أساس أزمة التفاهم والتنافر بين المجلس البلدي والبلدية، بدلاً من بناء بيئة الشراكة والتعاون الدائم بينهما من أجل تطوير الخدمات والارتقاء بالعمل البلدي.

لذا سنشاهد التخبط في الأعمال، والأولويات، والمقترحات، والمبادرات، والتصريحات الاعلامية، والوعود غير الواقعية، وسيفرز تصويتنا أيضًا..

العضو الصامت، العضو الاعلامي، العضو تواصل على 940 …الخ.

وهذه العشوائية في القرارات والفوضى الاعلامية ضحيتها المواطن وتنمية البلد.

في الانتخابات القريبة المقبلة يجب أن نكون فيها أكثر وعيًا في ترشيح الأنموذج العامل المتعلم مـن ذوي الخبرة والصلاح والاصلاح (العضو الأمين) ليُمثل واقعنا واحتياجنا بعيدًا عن عواطفنا ومناطقيتنا الضيَّقة..!

بل يجب أن يكون يوم الانتخاب هو يوم اختبار لا ننحاز فيه إلا لمصلحة وتنمية الوطن عامة والقطيف خاصة ونبتعد عن كل الاصطفافات التي لم تُسمن سوى الخلافات والوهن.

لا يعني انتقادنا للمجلس البلدي هو عدم كفاءة جميع أعضائه وهدم جهوده وانجازاته خلال تلك السنوات، فمن المروءة أن يُقال للمنجز أحسنت، وليس من العيب أن نخطئ، بل هو دليل العمل. ولكن من الخطأ أن نُسهم في تجميل الأخطاء بدلاً عن تقويم الأداء ومعالجة السلبيات التي تهز الثقة بين المواطن ومجلسه المنتخب والبلدية.

وللإنصاف قد مرّ وما زال في المجلس البلدي أعضاء عاملون وذوو خبرة وكفاءة وأمانة يستحقون الشكر بل حتى التكريم من مجتمعهم.

مجتمع القطيف منبعٌ للخير والعطاء كعيونه النباعة، وهو من المبادرين دومًا لتكريم المنجزين والمبدعين وأصحاب الأيادي الكريمة ولن يتخلفوا يومًا عن وتقدير وتكريم من أحسن أمانته وعطائه.

ختامًا على جميع المرشحين والمرشحات والناخبين والناخبات أن يحملوا مسؤولية الأمانة في كل ما من شأنه ازدهار ورفعة الوطن عامة والمجتمع والأجيال القادمة.