مجلس بلدي بعقلية بلدية…!

حبيب محمود

لماذا يصدر بيانٌ إعلاميٌّ عن المجلس البلدي من جهة..؟ ثم من جهة أخرى يضع عضوٌ في المجلس منشوراً يتناول تفصيلاً لم يذكره البيان..؟ ثم من جهة ثالثة يصدر تصريح من عضوٍ آخر فيه إشارة إلى مشكلة قائمة ورأي خاص بالعضو..؟

حديثٌ الناس ساخنٌ هذه الأيام حول معضلة مظلات السيارات المنتشرة في الساحات والشوارع. وحين اجتمع المجلس ناقش المشكلة، لكنّه في البيان لم ينبس ببنت شفةٍ عن الموضوع. وكلّ الذي قاله هو أنه مع إجراءات البلدية في التعامل مع ما تصفه وزارة الشؤون البلدية والقروية بـ “التشوُّه البصري”..!

من الناحية القانونية؛ فإن المجلس يؤيّد إجراءات البلدية في معالجة مشكلة مظلات السيارات المخالفة. لكن المجلس لم يقل ذلك بتاتاً. وحسب تسريبات العضوين فاضل الدهان ومحمد الخبّاز؛ فإن المجلس ناقش المشكلة نقاشاً مفصّلاً، وظهرت آراء من أعضاء حول آلية التنفيذ، وحول ما يصحُّ وصفه “تشوُّهاً بصرياً”، وما لا يصحُّ وصفه..!

أين المشكلة إذن..؟

المشكلة؛ هي أن المجلس البلدي يكرّس عزلته عن الناس. يجتمع أعضاؤه، ويتناقشون، وتتحاور أذهانهم وألسنتهم. ثم حين يصدرُ بيان المجلس؛ يبدو الأمر وكأن المجتمعين هم موظفو بلدية، لا أعضاء مجلس بلدي..!

اجتماعات الموظفين تتبنّى آلياتٍ تنفيذية مصدرها إدارات عُليا. إنه دورهم وواجبهم، ولا ملامة عليهم. وعليه؛ فإن رئيس البلدية ومساعديه؛ ليس عليهم أن يُفصحوا عن كلّ شيء يقولونه في اجتماعاتهم. إنهم يمتثلون لإجراءات رؤسائهم..!

أما المجالس البلدية؛ فلا رؤساء لهم. هم رؤساء أنفسهم. وهم أصحاب صلاحية رقابية على البلديات ذاتها. وهم أصحاب صلاحيات بالتصريح للإعلام أيضاً. وقبل ذلك؛ هم مسؤولون أمام الناس. ومن الطبيعيّ أن يُفصح المجلس عمّا يناقشه في أي شأن يشغل الناس…!

قد يؤجّل قرارات، أو توصيات، لكنه يناقش.

وفي اجتماعه الأخير؛ ترك الناس حيارى حول موضوع تصعّد بسرعة في اهتمام الناس. ذلك أن المجلس لم يعمل على أساس دوره ووصفه “مجلساً بلدياً”، بل استناداً إلى ذهنية “موظفين” خالصين، يصرحون بما يصرّحون، ويحجبون ما يحجبون.

ثم بعد ذلك؛ تتسرّب آراء أعضاء من المجلس لشرح بعض الجزئيات، وكأن الأمر محاولة لإبراء الذمة من المسرّبين.

كان على المجلس أن يشرح للناس أنه ناقش مشكلة المظلات على الأقل، وكان بإمكانه أي يقول إنه أجّلها لمزيد من الدراسة ومراجعة التنظيمات. التأجيل والدراسة من حق المجلس أيضاً.

أما الصمت المُطبِقُ؛ فهو غير معقولٌ من جهاز يمثّل الناس في المقام الأول. هذا الصمتُ هو ما أحرج المجلس أمام الناس أيضاً، فتسريبات الدهان والخباز تُشير إلى ذهنية الموظفين المسيطرة على المجلس. كأن الدهان والخباز أرادا أن يقولا “ما لينا شغل” ـ بالعامية…!

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×