ابن الجش حسن إسماعيل.. طائرٌ بـ “ماجستيرين” اثنين: الجيوفيزياء.. والإدارة تخرج من هونج كونج أمس، ونافس ١٠٠٠ موظف في مجلس أرامكو الاستشاري
القطيف: صُبرة
في عام 2010؛ وقف والده إلى جانبه في حفل تخرُّجه في جامعة وسكونسن ـ ماديسون بالولايات المتحدة الأمريكية. شهادة البكالوريوس في 2010 ليست المؤهَّل الذي يُنظر إليه كما كان في السبعينيات، أو حتى الثمانينيات. لكنها ـ حسن محمد إسماعيل ـ كانت محطَّةً أُولى وصل إليها منذ شغف أيام الثانوية.
في الثانوية؛ مال شغفه إلى تخصصين اثنين: الرياضيات والبرمجة، وحلمه أن يدرس تخصصاً يجمع الاثنين، وفي الوقت نفسه؛ يساعده على إيجاد فرصة في سوق العمل..!
سوق العمل
الفكرة الأخيرة؛ هي التي دفعته إلى البحث عن فرصة. جاءت الفرصة الأولى في جامعة الملك فيصل ليكون طالبَ طب. لكنه سرعان ما انسحب ليتقدم لشركة أرامكو السعودية التي قبلته وألحقته ببرنامج الابتعاث لغير الموظفين (المنتهي بالتوظيف).
وأمام فرص الابتعاث إلى الولايات المتحدة؛ قرر اختيار الجيوفيزياء في برنامج ابتعاث ارامكو.. إنه تخصص يجمع الرياضيات والبرمجة معاً، كما تمنّى أيام الثانوية. وبعد تخرّجه انضمّ إلى موظفي أرامكو الرسميين.
تفوق
وقد ظهرت إشارات التفوق لدى حسن آل إسماعيل مبكراً، ففي عام ٢٠١3، فاز بالمركز الأول في مسابقة Present Around The World التابعة لمعهد الهندسة والتقنية، على مستوى المشاركين من قطاع أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وتأهلت للنهائيات العالمية مع ٥ أخرين من مناطق أخرى حول العالم.
في كاوست
بعد سنتين من مرحلة التدريب في ارامكو، جاءت فرصة الابتعاث لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”. كثير من الموظفين يتمنون إكمال دراساتهم العليا، ولكن في العادة تأتي الفرصة بعد حوالي ٥ سنوات من التوظيف. بالنسبة لكاوست، كانت الحالة خاصة. الجامعة كانت جديدة نسبياً، ولم تنتهِ بعد من بناء سمعتها بين الموظفين. وأرامكو السعودية كانت تريد ابتعاث موظفين إلى هذه الجامعة بمنحة منها. فحظي بعض الموظفين بمنحة مبكرة للدراسة هناك.. والشاب حسن، كان منهم..!
ويقول آل إسماعيل “شخصياً جاءتني الفرصة في الوقت المناسب، حيث كنت أريد ان اقوّي قاعدتي المعرفية في تخصص ادق في الجيوفيزياء (التصوير السايزمي)”. يضيف “ذهبت لكاوست في ٢٠١٢ وتخرجت بماجستير في الجيوفيزياء في ٢٠١٤”.
أثناء دراسته في “كاوست”، وتحديداً عام 2013، انتُخب رئيساً للمجلس الطلابي بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في دورة لمدة سنة. وفي عام ٢٠١٤، تم اختياره لإلقاء خطاب التخرج بالنيابة عن خريجي الماجستير والدكتوراه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
دورة جديدة
ثم “بعد عودتي من كاوست ببضعة أشهر، تلقيت بريداً إلكترونياً يشجع الموظفين على الترشح للدورة الجديدة من (المجلس الاستشاري للقادة الشباب). وجدتُ الأمر مثيراً للاهتمام، لكني كنت اعرف أن المنافسة قوية للدخول فيه”.
مع ذلك “شجعني للترشح صديقان خدما سابقاً في دورتين منفصلتين في المجلس الاستشاري. فقررت الترشح”.
يضيف “التقدم للدخول في المجلس عملية طويلة فيها ٣ مراحل من المفاضلة لاختيار ١٦ شخصاً فقط من أصل حوالي ١٠٠٠ للدخول في الدورة الجديدة للمجلس”. ولكن “الحمدلله؛ في النهاية حالفني الحظ ودخلت”.
استراتيجيات أرامكو
أمضى آل إسماعيل عاماً ونصف العام في المجلس، وخلال هذه الفترة عمل وزملاؤه على كثير من المشاريع التي لها علاقة بالجانب الإداري والاستراتيجي للشركة. “وهذه الفترة فتحت عيني على الجانب الإداري بشكل جاد. أحببتُ طبيعة العمل. وقررت في نفسي أن أطلب من رئيسي الموافقة على ترشيحي لدراسة الماجستير في الادارة بالنظام الجزئي”. والمفاجيء أن “رئيسي رشحني للبرنامج فعلاً دون أن أطلب منه”.
جناحان
وصباح أمس الجمعة؛ كان حسن آل إسماعيل؛ واحداً من 57 موظفاً في شركة أرامكو السعودية، استثمرت عقولهم، وهيأتهم لحياة مهنية أعلى فيها، وحصلوا جميعاً على الماجستير في إدارة الأعمال.
ومن المقرر أن يعود إلى وطنه ويستأنف عمله جيوفيزيائياً قائداً لواحدة من فرق التنقيب. إنه عائدٌ بجناحين اثنين: جناح ماجستير في الجيوفيزياء، وجناح آخر؛ ماجستير في الإدارة.. إنه طائرٌ بجناحين..!
اقرأ أيضاً
[خاص، صور] القطيف تحصد 6 شهادات عُليا من هونغ كونغ في يوم واحد