استهداف مطار أبها.. عمل إجرامي يستهدف أمن الشرق الأوسط والعالم الصحف المحلية والعربية تتعامل مع الحدث بشمولية وواقعية
القطيف: صُبرة
تعاملت الصحف المحلية والعربية، مع حادث مطار أبها، بنوع من الشمولية والواقعية، التي أكدت خطورة هذا العمل الإجرامي، ليس على المملكة العربية السعودية فحسب، وإنما على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم، وشددت الصحف على أن المملكة لن تلتزم الصمت تجاه هذا الحادث، وإنها قادرة على حماية أراضيها وشعبها من عبث الإرهابيين.
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات «تحالف دعم الشرعية في اليمن» العقيد الركن المالكي، أعلن أنه عند الساعة (02:21) من صباح أمس، سقط مقذوف معادٍ (حوثي) بصالة القدوم بمطار أبها الدولي، الذي يمر من خلاله يومياً آلاف المسافرين المدنيين من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة. وأوضح أن سقوط المقذوف أدى إلى إصابة 26 شخصاً مدنياً من المسافرين من جنسيات مختلفة من بينهم: 3 نساء (يمنية، هندية، سعودية) وطفلان سعوديان، وتم نقل 8 حالات إلى المستشفى لتلقي العلاج جراء إصابات متوسطة، وعلاج 18 حالة بالموقع إصاباتهم طفيفة، إضافة إلى وجود بعض الأضرار المادية بصالة المطار. اختتم المالكي تصريحه بالتأكيد على أن قيادة القوات المشتركة للتحالف وأمام هذه الأعمال الإرهابية والتجاوزات غير الأخلاقية من الميليشيات الحوثية الإرهابية ستتخذ إجراءات صارمة، عاجلة وآنية، لردع هذه الميليشيات الإرهابية، بما يكفل حماية الأعيان المدنية والمدنيين، وستتم محاسبة العناصر الإرهابية المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم الإرهابي، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
أول جماعة إرهابية
ووصفت الصحف مليشيات الحوثي بأنها أول جماعة إرهابية، لديها صواريخ باليستية وقوارب مفخخة وطائرات بدون طيار. وهذه الصواريخ الخطيرة جاءت من النظام الإيراني، وتعد شكلا من أشكال التدمير الإيراني للمنطقة والذي يعتبر انتهاكاً أيضا للقرار الأممي 2216 و2231، مشيرة إلى أن المملكة سعت على الدوام على استقرار المنطقة ورفض التدخلات الإيرانية في اليمن والحفاظ على أمن وسيادة واستقرار الأراضي السعودية.
العقارب الصارم
وشددت الصحف، على أن هذا العمل العدواني الإرهابي، ضد مطار أبها الدولي، لن يمر دون عقاب أليم يزلزل الكيان الإرهابي، ليس فقط في صعدة معقل مليشيات الانقلاب الحوثية؛ بل قم معقل الإرهاب في العالم، وأكدت أن العمل العدواني الحوثي، الذي اعترفت المليشيات بالقيام به أمام الملأ وفي إعلامه، تم تنفيذه بأوامر عليا من نظام خامنئي الإرهابي، الذي وضع حبل المشنقة في عنقه.
وأشارت الصحف إلى أن المملكة تحملت الكثير، في مشوار دفاعها عن الشرعية اليمنية، وشكلت التحالف العربي لإنهاء انقلاب الحوثي على الشرعية، بناء على طلب رسمي من الرئيس هادي؛ وتحملت الكثير والكثير من الأعمال العدوانية ضد أراضيها من خلال إطلاق الصواريخ على الرياض ومكة وجدة مراراً وتكراراً؛ وكان آخر ما قامت به المليشيات الحوثية المدعومة من إيران من هجوم إرهابي على محطتي الضخ التابعتين لشركة أرامكو والسفن التجارية السعودية والإماراتية وهو ما يؤكد على أن مليشيات الحوثي ليست سوى أداة لتنفيذ أجندة نظام قم خدمة لمشروعها التوسعي الطائفي الإرهابي في المنطقة، لا لحماية المواطن اليمني كما يدعون ويزعمون، لأن الشعب اليمني الأصيل يواجه آلة الحرب الإيرانية، التي يستخدمها الحوثيون ضدهم. وأكدت الصحف على أن الحوثي يؤكد يوماً بعد يوم أنه ينفذ الأجندة الإيرانية ويبيع مقدرات الشعب اليمني، وقراراته لصالح نظام خامنئي الإرهابي والحوثي هو بالأساس جزء لا يتجزأ من قوات الحرس الثوري الإيراني، الذي تم تصنيفه كمنظمة إرهابية، ويأتمرون بأوامره.
خالد بن سلمان يحذر
ولم تتغافل الصحف المحلية والعربية والعالمية تغريدات نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، الذي أكد فيها أن المملكة ستواجه جرائم ميليشيا الحوثي بحزم وصرامة، بعد استهدافهم لمطار مدني، في تجاوز يوضح للعالم فداحة التصعيد الإيراني للإضرار بأمن المنطقة واستقرارها.
وأضاف الأمير خالد بن سلمان أن “ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران مستمرة في جرائمها الخارجة عن القانون والبعيدة عن الأخلاق والمتسقة مع سلوك داعميها، باستهداف مطار أبها الدولي والتسبب بإصابة مدنيين أبرياء من جنسيات مختلفة”.
وتابع “إن وسائل الردع الحازمة سوف يتم اتخاذها للتصدي لهذه المليشيات الإرهابية، وأؤكد أننا سنردع كل من يحاول المساس بأمننا ومصالحنا، مع التزامنا بكافة القوانين الدولية وقواعده العرفية حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة”.
وتابع الأمير خالد بن سلمان إنه “منذ 40 عاماً والنظام الإيراني يعبث في منطقتنا، يصنع الموت، وينشر الفوضى والدمار، ويرعى الإرهاب ويمول الإرهابيين ومنهم ميليشيا الحوثي..”. وأردف، أن “على المجتمع الدولي وكل الدول الداعية للأمن والسلم الدوليين القيام بواجباتها لوقف هذه الممارسات الخطيرة التي قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه”.
تنديد واستنكار
وأوردت الصحف تنديد دول عربية، بالهجوم الإرهابي، حيث دانت البحرين الهجوم، وغرد وزير خارجيتها، الشيخ خالد بن أحمد عبر تويتر: “استهداف الاٍرهاب الحوثي لمطار أبها الدولي، هو تصعيد خطير تم بسلاح إيراني، وأدى إلى وقوع إصابات بين الأبرياء”. وأضاف: “المطلوب هو موقف دولي واضح وصارم تجاه الاٍرهاب الحوثي والدعم الإيراني المتوفر له”.
ودانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الحوثي بمقذوف عسكري على المطار، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإماراتية (وام). واعتبرت وزارة الخارجية الإماراتية في البيان، الهجوم “دليلاً جديداً على التوجهات الحوثية العدائية والإرهابية والسعي إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وجددت الوزارة “تضامن الإمارات الكامل مع المملكة الشقيقة ووقوفها مع الرياض في صف واحد ضد كل تهديد لأمن واستقرار المملكة، ودعمها كافة الإجراءات في مواجهة التطرف والإرهاب الحوثي، ووقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها”.
وأضافت “أن أمن دولة الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كل لا يتجزأ وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار في الإمارات”. كما أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن “إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الإجرامي الآثم الذي تعرض له مطار أبها في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وأدى إلى إصابة عدد من الأبرياء”.
وأوضحت الوزارة أن “هذا الاعتداء الآثم الذي يستهدف أمن المملكة وأمان شعبها الشقيق يمثل تصعيدا خطيراً وتقويضاً للجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي”، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الكويتية “كونا”.
وأكدت الكويت “وقوفها التام إلى جانب الأشقاء في السعودية، وتأييدها ومساندتها لها في كل ما تتخذه من إجراءات لصيانة أمنها واستقرارها”.
هيئة كبار العلماء
وأشارت الصحف إلى ما أعربت عنه الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء عن إدانتها واستنكارها الشديدين للعمل الإجرامي. وقالت: “إن إطلاق هذه المقذوفات باتجاه المنشآت المدنية يؤكد الطبيعة الإجرامية لجماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من نظام إيران، وتهديدها الأمن الإقليمي والسلم الدولي”، مؤكدة أن “جماعة الحوثي الإرهابية لا تختلف عن “داعش” و”القاعدة” الإرهابيتين في استهداف المدنيين وقتل الأبرياء وتجنيد الأطفال والاحتماء بالتجمعات السكنية”.
ودعت الأمانة العامة للهيئة، العالم الإسلامي، ولا سيما مؤسساته الإفتائية والعلماء إلى إدانة هذا العمل العدواني العشوائي من جماعة الحوثي المدعومة من إيران التي تزود هذه الجماعة الإرهابية بقدرات نوعية، مؤكدة ثقتها التامة في قدرات الدفاع الجوي وقطاعاتنا العسكرية والأمنية كافة، التي تحمي وتدافع عن بلاد الحرمين الشريفين بكل قوة واقتدار، ما يحفظ للمملكة أمنها ورخاءها ومقدساتها في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده. ودعا الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد الماجد، الله تعالى أن يكف عنّا وعن المسلمين شرّ الأشرار وكيد الفجار، ويحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء، وأن يعيد لليمن وحدته واستقراره وأمنه ورخاءه.