آل رمضان ينقذ سائحة أوربية من مياه وادي الموجب شاءت الأقدار ألا يغادر بلد الغربة في العيد
الأردن : علي آل رمضان
شاءت الأقدار، أن يبقى الشاب السعودي مهدي آل رمضان، خلال إجازة عيد الفطر المبارك، في الأردن، التي يدرس فيها تخصص طب الطوارئ، ليكون سبباً، في إنقاذ فتاة، كادت تنجرف مع تيار المياه في أحد الأودية هناك، إلى المجهول، وذلك في أول أيام العيد.
ويقول مهدي، الذي يرجع أصله من بلدة الجارودية، بمحافظة القطيف: “لم أتوجه إلى القطيف لقضاء إجازة عيد الفطر، وفضَّلت البقاء مع أصدقائي في وادي الموجب بالأردن، افلذي يُعتبر من أهم المناطق السياحية هناك”.
ويتابع “أثناء وجودي مع رفاقي داخل الوادي، وتحديداً في الممر المائي، كان أمامنا مجموعة من السياح الأجانب، ومن ضمنهم فتاة، لاحظت عليها عدم التوازن، وفجأة سقطت مغمًا عليها، وجرفتها المياه بشكل سريع، واصطدم رأسها بالصخور، فتحركت سريعًا مع صديق لي، واستطعنا اللحاق بها، وسحبها سريعًا من التيار المائي، ووضعها على صخرة، وقمت بالعمليات الإسعافية اللازمة لها، حتى عاد إليها الوعي”.
ويكشف مهدي عن العوائق التي صادفته أثناء عملية الإنقاذ “أكثر ما أزعجني تجمهر الناس حول الفتاة، وعدم قدرتهم على التصرف، وبدأ رفاقها يسألونني بعد سحبها، عن معرفتي وخبرتي في هذا المجال”. وأضاف “المشكلة الأخرى هي طبيعة المكان الذي وقعت فيها الحادثة، فهو ممر مائي، والفتاة كانت بالقرب من صخور، ولكن استطعنا تدارك الامر والتغلب على المعوقات”.
ويضيف مهدي “بعد ذلك أكملنا رحلتنا كالمعتاد، ولم يكن يدور بذهني أكثر من أنني أديت الدور المطلوب مني، وكنت موقنا أن أي شخص في مكاني، كان سيفعل ما فعلته، خصوصاً عندما يكون الحدث متعلقًا بتخصصي، وهو طب الطوارئ”.
وأضاف “مع خروجنا من الوادي، أتى لي موظف وسأني هل أنت من أنقذت الفتاة؟ فقلت له “نعم”، وأخبرني أن موظفاً آخر عند البوابة يريد التحدث معي، ومع خروجي، كان الموظف الآخر يود تقديم الشكر لي، على ما قمت به، فشعرت بسعادة تغمرني، وودت توثيق تلك اللحظة، خاصة وأنا في الغربة، وبعيد عن أهلي، فكان هذا الموقف من صنع يومي والعيد صار بالنسبة لي عيدين”.
ويستحضر مهدي، بعد هذه الحادثة، مشروعه الفائز في المسابقة التي نظمها مركز الملك سلمان للشباب والموجهة للطلبة السعوديين الدارسين في الخارج تحت شعار “سعودي مر من هنا”، حيث تقدّم للمسابقة 101 مشروع ليتأهل للتصفية النهائية 22 مشروعًا، وكانت من ضمنها مشروع “انقذ حياة”، والذي كان يشرف عليه مهدي، وذلك في 5 ديسمبر 2017م وتم الإعلان عن خمسة مشاريع فائزة، من ضمنها مشروع مهدي آل رمضان.