القديحي.. كرّمه الملك خالد بميدالية “المسجد الحرام” بعد حادثة جهيمان القصة الكاملة لتكريم "القديحي" من الملك والأمير سلطان
القطيف: فاطمة المحسن
في الـ 11 من شهر محرم الحرام عام 1401؛ سلّم وزير الدفاع ـ وقتها ـ الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، رئيس الرقباء الفني حسن عبدالله القديحي، رحمه الله، “ميدالية المسجد الحرام” بأمرٍ من الملك خالد، رحمه الله.
كانت الميدالية؛ خاصة بمن دافعوا ورابطوا في أحداث الحرم المعروفة بـ “حادثة جهيمان”. وكان القديحي واحداً من المرابطين وقت تلك الأحدث. وقد مُنح القديحي إياها وهو في رتبة “رقيب أول”.
ويتباهى أبناء القديحي بتاريخ أبيهم، ومراحل حياته، التي أفناها في طلب العلم تارة، ونضاله ودفاعه عن أطهر بقعة على وجه المعمورة، تارة أخرى.
بداية
التحق القديحي بالمعهد الفني عام 1392هـ، وحصل على عدة دورات وشهادات في اللغة الانجليزية، بجانب الكفاءة المتوسطة، وهو ما أهله للحصول على ابتعاث من قاعدة الملك عبد العزيز الجوية بالظهران، ليُكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية.
القديحي هو الابن الثاني من بين أفراد أسرته، كان محباً للعلم، وحريصاً على التفوق. تزوج من السيدة معصومة حسن الصفار، وأنجب منها خمسة أولاد، وخمس بنات.
وتقول عنه زوجته: “كان يقضي ساعاته في القراءة والاطلاع، ويلتحق بالدورات التدريبية، التي تطوره وظيفياً”، مضيفة “في الوقت نفسه، حرص على حقوق أفراد أسرته، فلم يغفل يوماً مجالسة أبنائه والحديث معهم، ففي ذاكرة كل واحد منهم، تقبع قصصه وحكاياته، كما أنه كان شخصا اجتماعياً، يصل رحمه وأصدقاءه”.
حادثة جهيمان
وكشف حادث الحرم المكي، الذي وقع عام 1979م، عن وطنية القديحي، وحبه لتراب الوطن، ففي 20 نوفمبر من هذا العام، استولى أكثر من 200 مسلح، على الحرم المكي، مدعين ظهور المهدي المنتظر، ولأن القديحي، الذي كان رئيس رقباء الفنيين العاملين في صيانة عدادات الطائرات الحربية الدقيقة في قاعدة الملك عبد العزيز الجوية، فكان من ضمن المرابطين في القاعدة، عقب إعلان حالة الطوارئ.
حرص القديحي، والمجموعة التي تعمل تحت إشرافه، على تأمين القاعدة من أي أعمال تخريبية مُحتملة آنذاك، ورغم أن حادث الحرم المكي انتهى بعد 16يوماً فقط، إلا أن المرابطين في القاعدة الجوية، استمروا في حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر متواصلة.
مرابطة
وتقول زوجته: “طوال الثلاثة أشهر، لم نره إلا ساعات قليلة، يأتينا، ليطمئن علينا، ثم يغادر مسرعاً لثكنته العسكرية، ملبياً نداء الوطن”.
وتضيف الزوجة، وهي تقلب ألبوم صور، يظهر فيها زوجها، مرتدياً بزته العسكرية، وملابس مدنية: “اليوم أبنائي فخورون بأبيهم، وبتضحياته من أجل الوطن”، مشيرة إلى أن “القديحي هو ابن القطيف، تلك المحافظة التي خرجت أجيالاً من المخلصين والمحبين لوطنهم، والمدافعين عن ترابه ومقدساته”.
تكريم
وتتابع: “حصل زوجي على تكريم من وزير الدفاع ـ آنذاك ـ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، حيث قلده وسام تقدير من الوطن، لجهاده ضمن أبطال المسجد الحرام، الذين شرّفهم الله بخوض معركة الفداء والتضحية، كما مُنح بأمر من الملك خالد ـ يرحمه الله ـ ميدالية المسجد الحرام، وذلك في 11 محرم لعام 1401هـ.
سرطان
وتواصل معصومة حديثها: “أصيب زوجي بعد ذلك، بمرض السرطان، وهو على رأس العمل، ولم يمنعه مرضه من مواصلة عمله الذي يحبه، ولكنه مع مرور الوقت، لم يستطع مقاومة آلام المرض، ووجه مسؤولو قاعدة الملك عبد العزيز الجوية، بنقله للعلاج في ألمانيا، على نفقة وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز عام 1407هـ، ووفاته المنية في عام 1414هـ”.