العيد.. منصّة لتدريب الأبناء.. تربوياً

غادة الشماسي

وصف الله سبحانه وتعالى البنين في محكم كتابه بأنّهم من زينة الحياة الدّنيا، وقد أبدع جلّ جلاله بهذا الوصف لأنّهم أجمل ما في الوجود، فهم من يُبهج الوالدين.

لكنّ لهم مسؤوليّة كبيرة يحاسب عليها الوالدان يوم الحساب، إذ إنّ تربيتهم مهمّة صعبة وبحاجة إلى تقويم مستمر، لينشِأوا جيلاً واعياً، وواثقاً، ويضع مخافة الله قبل كلّ شيء.

قد يقع الأطفال في أخطاء نتيجة لفضولهم اللّامتناهي، ورغبتهم المستمرّة في إشباع هذا الفضول، فهم أفراد جدد في الحياة، لذلك يحاولون التعلم من خلال الممارسة، وعلى الوالدين ألا يمنعاهم من التعلّم الفردي. ونضع خطاً أحمرَ على التعلم، لكن يُبيّنوا لهم الخطأ والصّواب لتشجيعهم على الالتزام به.

انتبه ايها الاب وايتها الام عند ارتكاب اطفالكم الاخطاء والايذاء للآخرين.

أن تتلفظ امامهم بعبارات تشجعهم على استمرارية الخطأ  (هذا طفل صغير!!.. إنه لا يعي الصح من الخطأ)، وتبرر له أخطاءه.

كلها عبارات غير تربوية، بل انت تدعم الجانب السلبي وتعززه بداخله.

الطفل يدرك كل شيء حوله بما إنه ينطق بعض الكلمات، ويستجيب لنداء الآخرين ويخطي خطواته، فهو كالذاكرة الواسعة المجال، مهيأة لاستيعاب ما حوله من خطأ وصواب..

لا تجعل اطفالك في محط يثير الجدل أمام الآخرين، فالطفل مرآة لأبويه.. اجعل مرآتك جميلة حين النظر لها، أحسن تربيتهم في الصغر، كي تجني ثمار تربيتك في الكبر، وجههم بلطف ودون إحراج لهم امام الآخرين، وأحرص على هدوئك كي لا تثير غضب اطفالك حولك وتنافرهم منك.

يقول الإمام علي ع: “لا أدَبَ مَع غَضَبٍ”. وفي حديث أكد مبيِّناً أهميَّة الأدب وأرجحيَّته على غيره “خَيْرُ مَا وَرَّثَ الآبَاءُ الأبْنَاءَ الأدَبَ”.

توجيه يحضرني بقرب العيد وكل عام وانتم بألف خير وصحه وعافيه وأعاده الله عليكم باليمن والبركات.

اجعل العيد أجمل عيد بتوجيه اطفالك حين دخول مجالس الاهل والاصدقاء، فهذه فرصه جميلة ومحط تربوي. وجّه نصائحك الثمينة لهم بتدريج ما هو واجب ومستحب .

ابدأ بأولها:

1 ـ عليكم بالسلام واستعمال جمل المعايدة المتعارف عليها وطريقة ردها.

2ـ عليكم بتوقير الكبير واحترام الصغير.

3 ـ التزموا الهدوء وعدم إزعاج الآخرين.

4 ـ التزموا عدم العبث فيما هو متاح لكم من أكل وشرب، وما هو يسر ناظركم سيجعل منكم اطفالاً مثاليين.

عند المغادرة؛ أخبرهم بحسن تصرفهم وبأنهم يستحقون الثناء، وجّه لهم الكلمات الإيجابية التي تصقل شخصياتهم لتجعل منهم جيلاً واعياً ومهذباً.

نحن جميعنا مسؤولون ومحاسبون، والدين الاسلامي حثنا على ذلك وجاء في الحديث، عن النبي الأكرم  صل الله عليه وآله وسلم قال “أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رعيته”. 

فلنتحلَّ بأخلاق نبينا محمد صل الله عليه وآله وسلم الذي قال “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

وقال تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، الآية (21) سورة الأحزاب.

بهذه الطريقة ستكون انت افضل مدرسة ومعلم لهم..

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×