[تعقيب] لماذا أصبح شبابنا مصيدة للمغامرات المتهورة..؟ ليس كلنا عادل اللباد
ليس من سياسة النشر في “صُبرة” أن تنشر تعليقات في موضوعات مستقلة، خاصة حين تردها بأسماء غير صريحة. لكن في هذا التعليق كثيراً من الأهمية، علاوة على طوله الذي بلغ مبلغ المقال.. لذلك ارتأينا نشره بعد تصويبه لغوياً وضبط علامات الترقيم:
ليس كلنا عادل اللباد..
أبو محمد
فالكثير منا في مرحلة خطأ اللباد الأول والتغرير به وهو مراهق جنّب نفسه الانجرار وراء مغامرات العمائم السياسية وانشغل بدروسه أو بعمله وتربيه عياله.
ثم في مرحلة خطأه الثاني ـ في ما يسمى بالحراك وهو في الواقع خراب أيضاً ـ تيقظ الكثير منا وقالها صراحة بأن هذا سيجر الويلات على القطيف، لكن للأسف كان صراخ أصحاب المنابر السياسية المتلبسة بالدين أعلى وأقوى تأثير على الشباب . فمن هذا المنطلق ليس كلنا عادل اللباد.
لكن أؤيد ما طرحه الكاتب بأن على المجتمع أن يراجع نفسه:
ـ لماذا حدث كل هذا لمجتمعنا؟
ـ لماذا أصبح شبابنا مصيدة لأصحاب المنابر السياسية والمغامرات المتخبطة المتهورة التي أسالت الدماء وتسببت في ضرب الاعناق؟!
ـ لماذا لا توجد لدى الشباب قراءة للواقع ومعطياته يحددون بناء عليها ما يجب أن يكونوا عليه وليستطيعوا تبنّي مستقبلهم؟!
ـ لماذا استطاعت العمائم المتهورة التأثير في شبابنا أكثر حتى من تأثير الأب على ابنه؟!
كل هذه أمور على المجتمع إعادة المراجعة فيها، والعمل على تحصين شبابنا أكثر فأكثر، وعدم إعطاء صلاحية مطلقة للخطاب الديني وكأنه لسان الله الناطق، وقوله وفعله حجة على الناس بطريقة توحي للشباب لوجوب اتباعه في كل قول وفعل.
عادل اللباد يستحق أن يشكره جيل شباب القطيف الذي يجهل حقبة زمنية مهمة أثرت على مجتمع القطيف إلى اليوم.
نعم، عادل اللباد وثق حسب وجهة نظره وحسب أمانته النقلية مرحلة وحقبة مهمة من تاريخ المجتمع القطيفي، والمفروض يوجد أكثر من توثيق لهذه المرحلة وليس توثيق اللباد فقط. مرحلة خرج الشباب والشابات فيها من البلاد وعاشوا في المهجر وفق منظومة فكرية وحياتية معينة، وكان اهلهم داخل البلاد يعيشون الخوف والقلق عليهم.. كل هذا القى بظلاله وتأثيره على المجتمع القطيفي خاصة.
على الشباب ان يتعلموا من تجربة اللباد، وعدم تسليم عقولهم لكائن من كان تحت مسمى الدين، وليعلم جميع الشباب بأن أمن وطنك هو أمنك، وأمنك هو أمن وحماية دمك وعرضك ومالك، وحفظها ضرورة من ضرورات الدين في جميع الاديان السماوية. فلا تسمحوا لأحد بزعزعة أمن وطنكم وأمنكم بشعارات الحقوق والحرية والكرامة، فحقوقكم تأخذونها باجتهادكم داخل حرم وطنكم وفق انظمته الرسمية، وكرامتكم هي العيش الكريم وسط مجتمعكم بما تجنونه نتيجة تعبكم واجتهادكم في بناء وطنكم.