[فيديو] مريم.. أول قطيفية تحصل على دعم “ريادة” في قطاع السياحة أسست مشروعها برحلة قصيرة إلى البحرين وطوّرته إلى مكتب سياحي
فكرة التسويق تستهدف ذوي الدخل المحدود فما دون.. وتركز على النساء
القطيف: أمل سعيد
قصتها بدأت من الصفر، وبرحلة سياحية قصيرة إلى مملكة البحرين. خططت للفكرة بحرص، ووضعت أسعاراً معقولة، ثم سوّقت فكرتها. كان هدفها أن تملأ حافلة واحدةً وتتجول بركابها في البحرين، وتقدم بعض الخدمات.
لكن المفاجأة؛ هي أن الحجوزات ملأت 3 حافلات دفعة واحدة. وأثبتت تجربتها أن القدرة على صناعة المال من العمل المشروع؛ لا تحتاج إلا الإصرار والتخطيط..!
حدث ذلك في نهايات عام 2015. وصاحبة تلك المغامرة هي السيدة هي حصة عيسى أحمد التي يعرفها الناس باسم “مريم”. ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن؛ لم تهدأ عن العمل، ولم تبحث عن وظيفة براتب، بل صنعت لنفسها العمل، وطوّرت عملها من الطريقة البدائية في التنظيم والحجز والتواصل، ودخلت برنامج “ريادة”، وحصلت على التدريب والتمويل المالي، لتصبح أول سيدة في القطيف تدخل قطاع السياحة عبر هذا البرنامج الوطني الطموح، وتجمع أكثر من 5 آلاف عميل في قاعدة بياناتها..!
مكتب مريم
افتتحت مكتبها في منتصف الشهر الجاري، لكنها استلمت آخر التصاريح الرسمية الخميس الماضي. هذا الإنجاز لم يتمّ بين ليلة وضحاها، بل هو خلاصة سعي دؤوب سارت فيه قدماً، حتى وجدت طريقها الأكثر نجاحاً بعد التعرف إلى برنامج “ريادة”.
إنها مالكة “مكتب مريم الشرق للسفر والسياحة”، ومديرته أيضاً.. تعمل فيه هي وسيدة أخرى بالإضافة إلى زوجها، على تنظيم الرحلات السياحية، وتخوض يومياً تجربة التواصل والتنسيق في أعمال توفير السكن والمواصلات واستخراج الفيز الدولية، بالإضافة إلى الخدمات الصحية للزوار.
اسمها حصة..!
حين التقتها “صُبرة تحدثت عن اسمها.. إنه ليس “مريم” بل “حصة عيسى أحمد”.. وهي متزوجة ولديها 3 أولاد، بنت وولدان.. وقالت عن نفسها “أحببتُ العمل في السياحة، وحين بدأتُ كان ولدي يعمل معي في تحضير البرامج، استهوتني الفكرة منذ أول تجربة إلى البحرين.. وكان برنامج الرحلة جميلاً جداً، وربما هو ما أعطى انطلاقتي سمعة جيدة”.
أضافت “بعد ذلك أعددت رحلة للمدينة، ورأيت أنك إذا وضعت أسعاراً جيدة وفي متناول الشريحة الأكبر من الناس؛ فسوف تحصل على عملاء أكثر، وهؤلاء العملاء يظلون مرتبطين بك”.
توسُّع
وسألناها: ماذا فعلت بعد ذلك..؟
فقالت “توسعت شيئاً فشيئاً، صرتُ أسيّر رحلات إلى مكة المكرمة، وفي العمرة الرجبية، بمعدل 3 إلى 4 رحلات، وأيضاً رحلات إلى العراق والكويت”.
فكرة التسويق لدى “مريم” تكمن في التسعيرة.. وهي تشرح الموضوع بقولها “حينما أضع تسعيرة الحجوزات؛ لا أنسى فئة ذوي الدخل المحدود وما دون ذلك، هذه الشريحة هي أكبر شريحة مستهدفة بالنسبة لي”.
تضيف “وفي سبيل ذلك صرت أعتبر نفسي موظفة بأجر، وبناء عليه أحسب تكلفة الحجز للفرد الواحد، من أجل أن أصل إلى الحد الأدنى للتكلفة، لتكون ميسورة للناس البسطاء وذوي الدخل المحدود”.
دعم عائلي
تدير “مريم” مشروعها الرسمي الآن، وهو مكتب سياحي رسمي تماماً.. لكنه لم يكن كذلك.. هذه القصة لم تكتمل بسهولة.. تقول “في بداية الأمر حصل بيني وبن زوجي مناقشات حول الاختلاط وتكرار السفر، وبعض الأمور المشابهة، لكنه عندما رأى حبي للعمل الذي أقوم به وإصراري عليه، بدأ يشجعني ويساندني بقوة. وقال لي “لابد أن تعملي بشكل رسمي”. كان ضد أن أعمل من البيت وأن يأتيني العملاء هناك، لكن رأس المال كان عائقاً حقيقياً بالنسبة لي”.
ريادة
وكيف جاء الحل..؟
تقول “وفي يوم سمعت عن برنامج “ريادة” من أحد الأخوة أثناء النقاش، ونصحني بأن أقدم فيه. وبالفعل؛ قدمت أوراقي، وبعد أسبوع جاءني القبول في البرنامج. الشي المفاجئ الذي لم أتوقعه هو أنني وجدت تعاوناً كبيراً، ومساندة كبيرة.. كان هدف العاملين في البرنامج أن أنجح في مشروعي”.
ثم “خضعنا وقتها لدورة لمدة أسبوعين، من أجل دراسة المشروع. بعدها رُفعت الأوراق إلى بنك التسليف، وكان الحال معهم مشابهاً لما كانوا عليه في ريادة. صدقاً كانوا متعاونين جداً في بنك التسليف.
أتذكر أن موظفة البنك كانت تراجع معنا ما نقوم به خطوة خطوة، تنبهنا لأي خطأ أو تقصير، وتستحثنا على أن يُنجز العمل أسرع. وحقيقي كلمة شكر قليلة جداً لكل الموظفات في ريادة وبنك التسليف.
بعدها قدمت في هيئة السياحة، رغم تخويف المحيطين وإحباطهم بأنه لا يعطون تراخيص لأي أحد وأن الأمر يطول لسنوات.. رغم ذلك صدرت الموافقة المبدئية بعد 3 أشهر، من التقديم ثم حصلت على الموافقة النهائية، بفضل الله هذا الأسبوع”.
النساء
“في القطيف خصوصاً أكثر الزوار أو المسافرين للسياحة الدينية من النساء، تقريباً 90% نساء”.. هذا ما قالته، “لذا كان التعامل معهم سلساً، أصبحنا نقدم خدمات إضافية للخدمات المتعارف عليها، كالخدمات الصحية، فمتى ما احتاج الزائر إلى مستشفى أخذناه إليه، حتى وإن كلفنا ذلك مصروفات إضافية. وأتذكر أنني اضطررت إلى البقاء مع مريضة من الزوار في المستشفى كمرافق، حصل ذلك مرة في العراق ومرة في المدينة”.
وعن برامج مكتبها تقول “عندي برامج كثيرة أود لها أن تتحقق، منها ما هو خاص بالأرامل، ومنها ما يخص كبيرات السن ودار العجزة”.
نجاح الآخرين
السيدة “مريم” نجحت، وتتمنى النجاح لأمثالها، وتقول “نصيحتي لكل الشباب الرجال والنساء على حد سواء، ألا يرتبطوا بوظيفة.. من منكم يمتلك فكرة مشروع وطموحاً وتعوزه المادة، فإن عليه أن يسعى خلف طموحه وأحلامه، ففي وجود برنامج كـ “ريادة” ومع تعاون بنك التسليف لم يعد لكم من عذر في التقاعس وعدم بذل الجهد”.
وتصف تجربتها مع المؤسستين قائلة “التسهيلات التي تقدمها ريادة وبنك التسليف كفيلة بأن تجعل صاحب المشروع يقف على قدميه في سوق العمل، بدءاً من مساعدة المتقدم على عمل دراسة جدوى لمشروعه، مروراً بطريقة تقديم الأوراق وإرفاقها في النظام، وصولاً إلى حصول المتقدم على رأس المال المقرر لمشروعه، وانتهاءً بإعفائه من السداد لعام ونصف، بالإضافة إلى دفع رواتب صاحب المشروع ولجميع الموظفين الذين يعملون معه، لمدة ست شهور”.
من الهواية
وعن حبها لعملها تقول “أحب عملي جداً، لذا أصررت على أن أنتقل به من مجرد هواية إلى مرحلة أخرى أكثر جدية”.
تضيف “طموحي كبير جداً، فأنا أحلم بأن أفتتح فروعاً في أكثر من مدينة، كما أتمنى وأسعى جاهدة إلى تحقيق أمنية أخرى هي أن يكون أولادي شركاء لي في هذا العمل، فولدي الصغير يهوى هذا العمل، وها أنا أهيئ ابنتي لدراسة السياحة لكي تستطيع إدارة العمل مستقبلاً.
وتقول “بنيت قاعدة عريضة من العملاء، وصل عددهم خلال 3 سنوات إلى أكثر من 5000 عميل، وأتمنى أن أحتفظ بثقتهم الكبيرة”.
تضيف “هناك صورة مغلوطة رسمها المجتمع عن هذا المجال.. لابد أن يقود مثل هذا العمل رجلٌ، لكن مساندة زوجي لي ووقوفه معي أعطياني ثقة كبيرة في مقدرتي على إدارة هذا العمل”.
موقع السيدة مريم على إنستغرام
مريم الشرق لتنظيم الرحلات السياحية
تقدم السيد استشارات مجانية لمن يرغب الاستفادة من نظام “ريادة”، عبر الاتصال بها برقم الجوال
00966562919449