الجبير: المملكة لا تسعى للحرب.. وإذا اختارت إيران ذلك سنرد بقوة وحزم عدّد جرائم "طهران" ضد "الرياض" منذ عام 1979
الرياض: واس
أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل الجبير، أن المملكة لا تريد حرباً في المنطقة، ولا تسعى إلى ذلك، وستفعل ما في وسعها لمنع قيام هذه الحرب، وفي الوقت ذاته، تشدد على أنه في حال اختار الطرف الآخر الحرب، فإن المملكة سترد على ذلك وبكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها.
وأوضح أن المملكة “تتمنى من النظام الإيراني التحلي بالحكمة وأن يبتعد ووكلاؤه عن التهور والتصرفات الخرقاء وتجنيب المنطقة المخاطر، وألا يدفع النظام الإيراني المنطقة إلى ما لا تحمد عقباها”، وطالب المجتمع الدولي بـ”تحمل مسؤوليته باتخاذ موقف حازم من هذا النظام لإيقافه عند حده، ومنعه من نشر الدمار والفوضى في العالم أجمع”.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده الجبير بمقر وزارة الخارجية بالرياض اليوم، الذي استهله قائلاً: “تتابع المملكة العربية السعودية بقلق شديد تطورات الأوضاع على الصعيد الإقليمي والدولي، والتي تتصاعد نتيجة تصرفات النظام الإيراني ووكلائه العدوانية في المنطقة”، مبيناً أن “تؤكد على أن يديها دائماً ممتدة للسلم، وتسعى لتحقيقه، وترى أن من حق شعوب المنطقة، بما فيها الشعب الإيراني، أن تعيش في أمن واستقرار وأن تنصرف إلى تحقيق التنمية”.
وأضاف: “في هذا الإطار استجابت المملكة لنداء استغاثي من سفينة نفط إيرانية في عرض البحر الأحمر، وطلب رسمي من الحكومة الإيرانية بهذا الخصوص، وقدمت على الفور المساعدات اللازمة للسفينة وأفراد طاقمها، ولا يزالون يتلقون الرعاية اللازمة، التزاماً من المملكة بمسؤولياتها الدولية والإنسانية والبيئية، في الوقت الذي تعرضت فيه ناقلتا نفط سعوديتان في الخليج العربي إلى هجوم تخريبي، وكذلك تم استهداف محطة ضخ لخط الأنابيب شرق غرب، الذي ينقل النفط السعودي من حقل نفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء التصدير على ساحل البحر الأحمر”.
وتابع الجبير: “في المقابل فإن النظام الإيراني لا يبحث عن الأمن والاستقرار في المنطقة، بل إن المشاكل في المنطقة بدأت منذ وصول هذا النظام للحكم في إيران في عام 1979م، الذي يقوم دستوره على تصدير الثورة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأكد قادته على ذلك مراراً، كما سعى مباشرة ومن خلال وكلائه إلى إثارة القلاقل ودعم المنظمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة”.
بين الجبير أن دول المنطقة “عانت من جرائم النظام الإيراني ومن تدخلاته على مدى العقود الماضية، وهي جرائم أكثر من أن تُحصى”، مستشهداً باستغلال موسمي الحج عام 1986 و 1987م بإرسال متفجرات مع الحجاج وتحريض حجاجها على القيام بأعمال شغب في موسم الحج، كذلك الاعتداء على سفارة المملكة في طهران، واغتيال أحد دبلوماسيي المملكة هناك، والاعتداء على دبلوماسيين آخرين, إضافة إلى قيام عناصر إرهابية من حزب الله الحجاز، المدعومة من النظام الإيراني، بهجمات على المجمع النفطي في رأس تنورة وشركة صدف كل ذلك عام 1987م, واغتيال الدبلوماسيين السعوديين في تايلند عام 1990 و 1991م , بالإضافة إلى حوادث التفجيرات التي وقعت في المملكة، التي كان النظام الإيراني وراءها، كتفجير أبراج الخبر عام 1996م وتفجيرات الرياض عام 2003م التي تمت بأوامر مباشرة من زعامات تنظيم القاعدة الإرهابية المتواجدين في إيران، وتحت رعاية وحماية النظام الإيراني وبالتأكيد هو سيف العدل قائد العمليات في تنظيم القاعدة”.
وأضاف: “هناك أيضاً محاولة اغتيال سفير المملكة في واشنطن، والتورط في اغتيال دبلوماسي سعودي في كراتشي باكستان عام 2011م والقيام بهجمات الكترونية ضد شركات النفط والغاز في المملكة عام 2012م والاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد عام 2016م, إضافة إلى الخلايا الإرهابية والتجسسية التي أنشأها النظام الإيراني في المملكة، التي تم اكتشافها، فضلاً عن شن حرب على المملكة بالوكالة عن طريق دعم وتبني الميليشيات الإرهابية التي تسعى للتخريب وتهديد أمن المملكة كالميليشيات الحوثية الإرهابية، التي أطلقت على المملكة ما يزيد على 225 صاروخاً باليستياً، وما يزيد على 145 طائرة مسيرة وبعضها كان موجهاً لقبلة المسلمين مكة المكرمة والهجوم على منشآت حيوية”.
وأشار الوزير الجبير إلى أن “المسؤولين في النظام الإيراني ابتهجوا في الإعلان صراحةً عن تأييدهم لهذه الميليشيات الإرهابية والاعتراف بأنهم وراءها والداعمون لها، وتهديد أمن واستقرار الممرات البحرية، التي تمر بها بعض من الإمدادات النفطية، بما يهدد المصالح الاقتصادية للعالم أجمع”.
وقال: “إن المشكلة هي في النظام الإيراني الذي بإمكانه تجنيب المنطقة مخاطر الحروب، بالتزامه بالقوانين والمواثيق الدولية، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وعن دعم الجماعات والميليشيات الإرهابية، كذلك التوقف عن تطوير أسلحته الصاروخية وبرنامجه النووي وتهديد أمن الممرات البحرية”.
وحول استهداف المليشيات الحوثية لمنشآت النفط في المملكة، أوضح الجبير أن “المليشيات الحوثية تدار من قبل إيران وهدفهم واضح، وهو زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ومن الواضح أن الطائرات المسيرة، طائرات حوثية، حيث أعلنوا عن أنهم أطلقوا هذه الطائرات ضد منشآت في المملكة”، مبيناً أن المملكة “قامت بأعمال لمعاقبة الحوثيين على هذا الاستهداف”، مشدداً على أن المملكة “لن تسمح لأحد أن يسيء لأمنها واستقرارها الذي تعده خطاً أحمر لن تسمح بتجاوزه”.
وعن القمتين الخليجية والعربية الطارئة في مكة المكرمة، التي ستعقد الخميس 25 رمضان 1440 هـ الموافق 30 مايو 2019 م، أوضح الجبير أنه “سيتم خلال هاتين القمتين بحث العدوان الإيراني في المنطقة، لما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي”، مبدياً أمله في “الخروج بموقف موحد، وحث إيران على الكف عن تبني مثل هذه السياسات”.
وحول ما يتعلق بموافقة المملكة ودول خليجية على نشر قوات أمريكية في الخليج قال الجبير: “إن دول مجلس التعاون لديها اتفاقيات مع الولايات المتحدة، والولايات المتحدة دولة صديقة ودولة حليفة”، مؤكداً أهمية “الحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة الحساسة جداً والمهمة جداً فيما يتعلق بأمن واستقرار الاقتصاد الدولي، لاسيما وأنها المصدر الأساسي بالنسبة للنفط، وأن ما يحدث في الخليج يؤثر على العالم بأجمعه، لذلك يحرص العالم على أمن واستقرار هذه المنطقة”.
وعن الموقف الروسي من هذا التصعيد، أوضح أن الموقف الروسي “يدعو لضبط النفس، وعدم التصعيد، حيث أن روسيا لديها مصالح في المنطقة، ولا تريد عدم الاستقرار فيها، وتدعو لتبني سياسات تتماشى مع القوانين الدولية والأعراف الدولية والتخلي عن السياسات التخريبية أو العدوانية أو التدخلات في شؤون الدول الأخرى”.