سرطان البروستات.. تحت السواهي دواهي..! يبدأ صامتاً.. ومشكلات التبول إشارة.. وحقيقته محاطة بأوهام
ثاني السرطانات المنتشرة سعودياً.. وبينه وبين "الحميد" تشابه

العوامية: ياسمين الدرورة
وصف استشاري جراحة المسالك البولية وأورام المسالك البولية الدكتور حسين الغانم، سرطان البروستات بأنه يُعد ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال في المملكة، إذ يمثل نحو 7.6% من الأورام المسجلة، بينما ترتفع معدلات الإصابة في الدول الغربية مثل أوروبا وأمريكا، حيث تُسجَّل في بعض المستشفيات عدة حالات يوميًا.

وأضاف أن التضخم الحميد غالباً ما يسبب أعراضاً بولية، مثل صعوبة التبول، والإلحاح، والشعور بعدم الإفراغ الكامل، في حين يكون سرطان البروستات غالباً بلا أعراض في مراحله المبكرة.
جاء ذلك خلال ندوة توعية حملت عنوان “سرطان البروستات بين الحقيقة والوهم”، نظمتها جمعية الأمل لمكافحة السرطان بمحافظة القطيف، وذلك في مشروع وسط العوامية، واستضافت أيضاً استشاري جراحة المسالك البولية الدكتور محمد العسكري.
وحضر الندوة أطباء وقياديون في منشآت طبية في القطيف والمنطقة الشرقية.

طرق الكشف
وخلال الندوة، أوضح الدكتور حسين الغانم أن سرطان البروستات هو نمو خلايا غير طبيعية تنقسم بشكل مفرط وخارج عن السيطرة داخل غدة البروستات، وهي غدة ذكورية تقع أسفل عنق المثانة وتحيط بالإحليل، وتكمن وظيفتها الأساسية في إفراز جزء كبير من السائل المنوي.
وبيّن الفرق بين التضخم الحميد للبروستات، (وهو تغير طبيعي يحدث مع التقدم في العمر لدى معظم الرجال)، وبين السرطان الذي يتميز بنمو خلايا غير طبيعية تتطلب تدخلاً علاجياً.

وتطرق الدكتور الغانم إلى أهمية التشخيص المبكر، مبيناً أن الكشف يبدأ عادة بفحص مستوى بروتين PSA في الدم، الذي قد يشير ارتفاعه إلى وجود سرطان، مع التوصية بالبدء بالفحص من عمر 50 عاماً.
وأشار الغانم إلى حالات استثنائية يُنصح فيها بالفحص المبكر بين سن 40 و45 عاماً، مثل وجود تاريخ عائلي للإصابة، أو الانتماء إلى أعراق ذات خطورة أعلى، أو وجود متحورات جينية معينة مثل BRCA2.

وأضاف أن التشخيص قد يشمل الفحص السريري، والخزعة النسيجية عند الاشتباه، إضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي الذي أصبح أداة أساسية تقلل الحاجة للفحص التقليدي.
وأوضح أن تحديد انتشار المرض يتم عبر الأشعة المقطعية، وفحص العظام النووي، وفي بعض الحالات باستخدام فحص PSMA-PET-Scan الأكثر دقة، إلى جانب استخدام مقياس “غليسون” لتحديد درجة عدوانية السرطان ووضع الخطة العلاجية المناسبة.

العلاج
وفيما يتعلق بالعلاج، أوضح الغانم أن الخيارات تعتمد على درجة السرطان وانتشاره ونسبة PSA وعمر المريض وحالته الصحية العامة، وتشمل العلاج الهرموني، والجراحة لاستئصال البروستات، والعلاج الإشعاعي، إضافة إلى المراقبة النشطة لبعض الحالات منخفضة الخطورة، والعلاج التلطيفي في الحالات المتقدمة لتحسين جودة حياة المريض.
رسالة طمأنة
من جانبه، بدأ الدكتور محمد العسكري حديثه برسالة طمأنة، مؤكدًا أن الأعراض البولية الشائعة مثل تكرار التبول، صعوبة بدء التبول، انقطاع تدفق البول، أو وجود دم في البول أو السائل المنوي، لا تعني بالضرورة الإصابة بسرطان البروستات، إذ قد تكون ناتجة عن تضخم حميد أو حصوات أو مشكلات أخرى. وشدد على أهمية مراجعة طبيب المسالك البولية لتقييم الحالة وتجنب القلق غير المبرر.

وأوضح “العسكري”، أن الأعراض في المراحل المتقدمة من المرض، في حال انتشاره، قد تشمل آلام العظام، وكسوراً مرضية غير ناتجة عن حوادث، وآلاماً شديدة في أسفل الظهر والفخذين والوركين، إضافة إلى مشكلات في الوظائف الجنسية، مع التأكيد أن هذه المشكلات قد تكون أيضاً من الآثار الجانبية للعلاج.

مفاهيم خاطئة
كما ناقشت الندوة عددًا من المفاهيم الخاطئة الشائعة، من بينها الاعتقاد أن سرطان البروستات يصيب كبار السن فقط، أو أن عدم وجود أعراض يعني عدم وجود المرض، أو أن الفحص مؤلم أو محرج، أو أن العلاج يؤدي حتمًا إلى العجز الجنسي، وأكد المتحدثان أن هذه المفاهيم غير دقيقة، وأن لكل حالة خصوصيتها الطبية.

من جانبه شدد الدكتور “الغانم” على أهمية استشارة الطبيب قبل إجراء فحص PSA، موضحاً أن ارتفاعه لا يعني بالضرورة وجود سرطان، وقد يكون بسبب تضخم حميد أو التهابات، كما أكد أن أخذ الخزعة ضروري للتشخيص الصحيح، نافياً بشكل قاطع الاعتقاد أن الخزعة تؤدي إلى انتشار سرطان البروستات.

تجربة إنسانية
واختُتمت الندوة بتجربة إنسانية لأحد الحضور، استعرض فيها رحلته الطويلة والناجحة مع المرض، مؤكدًا أن القوة النفسية والإيمان والثقة بالله كانت عناصر حاسمة في تغلبه على السرطان رغم عودته مرتين وانتشاره إلى الغدد اللمفاوية، ووجّه رسالة أمل لكل المرضى بضرورة التماسك وعدم الاستسلام.
فيما أكد الدكتور الغانم في ختام الندوة أن الدعم النفسي وعدم الانهيار بعد التشخيص يُعدان جزءاً أساسياً ومهماً من رحلة العلاج والشفاء.









