عاشوراء الحسين في مهرجان البحر الأحمر الجمهور يشيد بالسرد القصصي.. والعبدالله: هدفي نقل تجربة حقيقية

جدة : صُبرة 

إنجاز نوعي وغير مسبوق حققه فيلم “صوت العاشر” بدخوله إلى قاعات عرض مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الحالية 2025، ليشكل بذلك مفاجأة للجمهور والمتابعين، مخترقًا حاجز التخصص الجغرافي والموضوعي.

العمل الذي أخرجه زكي العبدالله، كان متوقعًا ألا يتجاوز نطاق العرض في الدائرة المحلية للمنطقة الشرقية، نظرًا لطبيعته الدينية التي تتمحور حول شعائر عاشوراء والإمام الحسين عليه السلام، لكنه انتقل من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب على خريطة المملكة  الجغرافية والثقافية، في مشهد يؤكد أن الفن السينمائي السعودي يستوعب الأطياف كافة.

شعور الرهبة والخوف

قبل عرض الفيلم في المهرجان، تحدث المخرج زكي العبدالله في مقطع فيديو نشره وعبر  عن شعوره بتلك اللحظة الفارقة، مؤكدًا: “الشعور.. شعور الرهبة والخوف، إن الحين الفيلم يُعرض، وكيف الناس بتتفاعل وياه. شعور مزعج”.

خليط بين الوثائقي والروائي

عن الفيلم الذي تضمن وفق عرضه الأول “مشهدًا مؤثرًا لطفل يحمل مكبر صوت ويمشي في المدينة، حيث يتعطل جهاز السمع الخاص به، ويعجز عن إصلاحه مع إغلاق المتاجر في هذا اليوم”، يؤكد زكي العبدالله أنه يخلط بين الوثائقي والروائي، معبرًا عن أمله أن ينال إعجاب الجمهور.

وبين المخرج ـ خلال ندوة عقدت على هامش المهرجان ـ  فلسفته في الدمج بين الواقعية والخيال، قائلًا: “الواقعية الوثائقية والحرية التي تكون في الأفلام الروائية تجبرني أن أبحث عن أحداث واقعية وأحاول أن تكون أخلق منها قصة، سواء كانت حدثًا دينيًا أو أي حدث آخر”.

وتابع بالقول: “حاولت أدمج بين الحاجة الواقعية وبين القصة الروائية التي من الممكن أن تكون في أي مكان في العالم”.

وشدد على أنه بذل مجهودًا كبيرًا لكي يعيش المشاهد الأجواء، عبر حركة الكاميرا، والموسيقى، وتصميم الصوت، والصورة، مردفًا: “أتمنى وصلكم شعور إن أنتم تكونوا في المكان، في الطقس هذا”.

أعيده مليون مرة!

في الوقت ذاته، جاءت تعليقات الجمهور على “صوت العاشر”، موضحة الجهد المبذول في العمل، فخلال مداخلة مع المخرج أثناء كشف الكواليس، قال حسن آل هاشم، فنان مصور من القطيف: “أعتقد أن الإمام الحسين صلوات ربي وسلامه عليه جميل جدًا، وأي عمل يحاول أن يدنو إلى قوس الجمال للإمام الحسين لابد أن يأخذ قبسًا من هذا الجمال، وأنا أظن أن فيلمك جميل جدًا”.

فيما عبرت صانعة أفلام سعودية تدعى “سمرة” عن دهشتها من العمل، حيث حرصت على رؤيته مرتين، لتؤكد: “أنا ما عندي مشكلة أعيده مليون مرة”، مشيدة بالسرد القصصي الذي يجعل المشاهد يكمل الفيلم حتى نهايته دون ملل، ويمنحه شعورًا حقيقيًا بأنه في “طقوس عاشوراء”.