أبو محمد سباع.. وجه الطِّيب في الربيعية

ليلى العوامي
لم أعرفه، لكني سمعت عنه، وكنت أراه في بعض الأزقة حينما أمر ببيوت الربيعية، وأسأل من هذا؟ فيقولون لي هذا أبو محمد سباع، مشهور بضحكته ومخالطته للشباب، والتحدث معهم عن الماضي، وتكرر اسمه أمامي من بعض المعارف.
في مساء الثلاثاء ١٨ جماد الآخر، غاب عن الحياة كان وجوده نعمة على من حوله. رحل عبدالله أحمد سباع “أبو محمد”، ودفن في مقبرة تاروت، تاركًا خلفه أثرًا لا يُمحى وذكريات لا يستطيع الزمن أن يطويها.
لم يكن أبو محمد مجرد رجل كبير في السن كان واحدًا من ذلك الجيل الذي يكاد يندثر، جيل الطيبين، البسطاء أصحاب القلوب البيضاء، كان يمثل ما تبقى من الماضي الجميل، من الرجال الذين عاشوا بالحب وقادوا بالابتسامة وأعطوا بلا حساب، قليلون هم من يشبهونه اليوم، وقليلون هم من حافظوا على نقاء الروح كما حافظ هو عليها.
عاش بين شباب منطقته تاروت، تحديدًا الربيعية، كأنه واحد منهم لم تفصله عنهم سنوات عمره، ولا تغيّر الزمان كان محبوبًا من الجميع يدخل المجالس فتُفتح له القلوب، ويجلس بين الشباب فيضحكون لضحكته، ويطمئنون لصوته، ويشعرون معه بقرب الأب وودّ الأخ ورفقة الصديق.
تميّز بحبه العميق للخير ومساعدته للجميع كان يمشي بخطوات هادئة، لكنه يترك أثرًا كبيرًا يتفقد أحوال الناس يعاون المحتاج، يساند من ضاقت به الحياة، ويسعى إلى الخير كما لو كان جزءًا من تكوينه. ما من أحد يعرفه إلا ويحمل له موقفًا طيبًا أو ذكرى جميلة.
ورغم رحيله، يبقى أبو محمد مثالًا للرجل الذي عاش كما يجب أن يعيش الإنسان نقّي القلب، حسن المعشر، محبوبًا من الجميع، ومرآةً لجيلٍ من الماضيين قلّ وجودهم اليوم.
نسأل الله أن يرحمه بواسع رحمته، وأن يجعل سعيه للخير نورًا دائمًا في قبره، وأن يجزيه عن الناس خير الجزاء.








