يجعلون شتاء القطيف أجمل

القطيف: جمال أبو الرحي
بدأت بلدية القطيف موسمها السنوي لغرس الزهور الشتوية في الشوارع والميادين والحدائق، في مشهدٍ أصبح جزءًا من ذاكرة الأهالي.

في هذه الأيام، ينتشر عمّال الزراعة في الطرقات، يحنون ظهورهم فوق التراب ويغرسون نبتةً وراء أخرى، تتفتح أمامهم مساحات واسعة من الزهور البنفسجية والوردية والبيضاء، فيتحول الطريق الباهت إلى لوحة نابضة بالحياة.
هذه اللمسة الجمالية ليست مجرد مشروع تجميلي؛ إنها رسالة إلى السائق الذي يمر مسرعًا أن يخفّف نبض سيارته قليلًا، وينظر إلى جانبيه ليجد ما يريح النفس، ويُطفئ شيئًا من توتر يومه.

ورسالة إلى الأهالي أن مدينتهم تنمو كما ينمون، وأن الجمال حقّ مشترك مثل الهواء والماء، ورسالة إلى الزائر أن القطيف مدينة تعرف كيف تُصافح الداخل إليها بالورود.
الزهور الشتوية لم تعد علامة على موسم فقط، بل أصبحت رمزًا من رموز القطيف الحديثة؛ رمز الهدوء، والعناية، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق الكبير في حياة الناس.

ومع كل زهرة تُغرس، تُغرس معها قيمة من قيم الجمال، وتُجدّد علاقة الناس بمدينتهم، فالمنظر العام ليس مجرد ديكور، إنما هو صحة نفسية، وراحة بصرية، ومساحة احترام للطريق الذي نمشيه كل يوم.
إنها القطيف، تُلبس شتاءها ثوبًا من الألوان، وتعيد للمدن معنى الحياة البسيطة التي تنبت من قلب التراب، وتكبر في عيون المارّة.









