متلازمة بهجت.. قصة دمشقية إسطنبولية.. عالمية مرض التهابي نادر يهدد الأوعية الدموية ويصيب الفم والعينين والجلد والمفاصل

القطيف: صُبرة

عام 1937 كان العالم لأول مرة على موعد مع معرفة ما يسمى “متلازمة بهجت”، نسبة إلى مكتشفها الطبيب التركي خلوصي بهجت، وذلك بعد أن وضع 3 أعراض رئيسة تؤكد الإصابة بالداء، وتتمثل في التقرحات الفموية والتناسلية والتهاب القزحية.

القصة بدأت في الفترة ما بين 1924 و1925، عند ملاحظة الطبيب التركي الذي يعمل في جامعة إسطنبول، حالات مرضية غريبة تتشابه في الأعراض سالفة الذكر، وبعد سنوات من البحث والتدقيق اعترف المجتمع الطبي بالمرض بشكل رسمي، وتخليداً لذكرى مكتشفه أطلق عليه اسمه.

من هو خلوصي بهجت؟

ـ ولد في أوائل عام 1998، وتحديدا 20 فبراير.

ـ تلقى جزاء من تعليمه في العاصمة السورية دمشق.

ـ درس الطب في أكاديمية جولخانة الطبية العسكرية.

ـ تخصص مبكراً في طب الأمراض الجلدية والتناسلية.

ـ كان من أشهر أطباء الجلدية في تركيا.

ـ أسس دورية طبية لترجمة ونشر الأبحاث الحديثة، سعيا منه لإثراء المحتوى الطبي التركي.

ـ في مارس 1948 فارق الحياة إثر أزمة قلبية مفاجئة.

ـ له مساهمات علمية خلدت اسمه تصل إلى 137 ورقة، بالإضافة إلى كتابين، ونحو 12 دراسة، إلى جانب 17 ترجمة طبية.

عن متلازمة بهجت

مرض التهابي نادر يهدد الأوعية الدموية في مختلف أنحاء الجسم، ويصيب الفم والعينين والجلد والمفاصل أحيانًا؛ ما ينذر بمضاعفات خطيرة حال عدم التشخيص مبكرا أو الالتفات إلى أعراضه، وهو ما ترصده السطور التالية.

ذكرت الخدمات الطبية بوزارة الداخلية، في إنفوجرافيك، عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”، أن داء بهجت يصيب الإنسان نتيجة لعدة عوامل وراثية ومناعية وبيئية.

أعراض داء بهجت:

تقرحات فموية متكررة

تقرحات تناسلية

التهابًا في العين قد يصل إلى التهاب القزحية

إضافة إلى مشكلات جلدية ومفصلية وعصبية قد تظهر لدى بعض المصابين

وبيّنت أن سبب المرض ـ المعروف أيضا بـ “طريق الحرير” نتيجة لانتشاره في بلدان اليابان والصين تركيا وحتى الشرق الأوسط غرباً ـ غير معروف بشكل قاطع، إلا أن الأبحاث تشير إلى مجموعة عوامل قد تسهم في ظهوره، أبرزها:

– العوامل الوراثية.

– الاضطرابات المناعية.

– العوامل البيئية.

– العوامل الهرمونية والعمرية.

ووفق موقع “مايو كلينك”، فإن الدراسات تشير إلى مجموعة من عوامل الخطر التي قد تزيد احتمالية الإصابة بداء بهجت، أبرزها العمر، حيث يظهر المرض غالبًا لدى الشباب في العشرينيات والثلاثينيات، مع إمكانية ظهور الحالات بين الأطفال وكبار السن أيضًا.

ويرتبط المرض أيضا بمناطق جغرافية معينة، فتسجل أعلى نسب للإصابة في دول الشرق الأوسط وشرق آسيا، بما في ذلك تركيا وإيران واليابان والصين.

ولا يمكن تجاهل العامل الوراثي، فبعض الجينات قد تزيد من احتمالية الإصابة بداء بهجت، مما يجعل التشخيص المبكر والمتابعة الطبية أمراً حيوياً لتقليل المخاطر والمضاعفات المحتملة.

هل يوجد علاج لداء بهجت؟

تؤكد الدراسات الطبية، أنه لا علاج جذري للمرض، إلا أن هناك بعض الأدوية التي تساهم في تخفيف الأعرض والحد من قوة الهجمات ويختلف هذا حسب طبيعة كل حالة.

وينصح الأطباء بالتعامل مع المرض بانضباط، والحرص على تناول الأدوية المحددة من قبل الطبيب المختص بانتظام، مشيرين في هذا الصدد إلى أهمية الدعم النفسي من قبل العائلة للمريض، وفق “الرياض”.

مرض بهجت في السعودية

في سياق متصل، أكد الدكتور الحسين عسيري، استشاري الروماتيزم، على الفوائد الكبيرة للنشاط البدني لمرضى داء بهجت وأمراض الروماتيزم الأخرى.

وقال “عسيري” عبر حسابه في منصة إكس “الرياضة مفيدة وممتازة جدا في كل الأحوال سواء مرض بهجت أو أمراض الروماتيزم الأخرى، لأنها تحافظ على الوزن وتزيد من اللياقة”

وفي سياق متصل ببروتوكولات العلاج، أوضح الدكتور عسيري الإجراء المتبع عند حدوث مضاعفات خطيرة للمرض، مشيراً إلى أنه في حالة إصابة الأوعية الدموية في داء بهجت: “لابد من أخذ جرعات عالية من الكورتيزون لمدة معينة وكذلك العلاج الكيماوي”.

وحتى الآن لا تتوفر إحصائيات رسمية، حول عدد المصابين بالمرض في المملكة العربية السعودية، غير أن بعض التقارير الصحفية ذكرت أنها تقدر بـ 5 آلاف مصاب عام 2018، فيما يعاني الرجال أكثر من النساء بنحو 4 أضعاف، ما يفتح الباب أمام ضرورة الكشف المبكر، والعمل على زيادة الوعي بهذا المرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×