عبدالرسول.. تلويحة السوق ونبرته فيلم وثائقي رصد "صورة" المرحوم الميلاد عام 2014

القطيف: ليلى العوامي

المكان: سوق الخضار القديم بالقطيف.. الزمان: العام 2014.. والقصة لـ “عبدالرسول ـ أبو خالد” صاحب الحكايات بين الباعة والدلالين، رجلٌ حمل روح السوق في صوته وحضوره، وجعل بفكاهته من كل لحظة فيه لوحة حيّة من ذكريات المكان.

قبل أكثر من 10 سنوات من الآن بدأت كاميرا “غرفة الذاكرة” توثيق يوميات السوق، لترصد التفاصيل الصغيرة التي قد لا يلتفت إليها العابرون يوميًا في سوق الخضار الشعبي بالقطيف (حي الشريعة) على صورته القديمة، لتقف أمام وجه “عبدالرسول”.

“أبو خالد” ـ بطل القصة ـ رحل عن حياتنا، لكن بقيت صورته محفوظة في الوجدان بين من أحبوه وعلى أشرطة الكاميرا، بيد أن الرغبة في إحياء قصته وتقديمها للناس بصورة تليق بالمكان وصاحب الذكرى لم تغب يومًا، لتخرج إلى النور كشهادة حيّة تتجاوز الزمان، وذلك عبر عمل وثائقي نُشر أمس الاثنين في قناة “غرفة الذاكرة” في “يوتيوب”.

من هنا بدأت الفكرة

عن التفاصيل وكيف بدأت فكرة توثيق المكان واستيقاف عبدالرسول، يقول موسى الثنيان، مخرج ومصور ومنتج الفيلم، لـ “صُبرة” إن “الفكرة قبل أكثر من عشر سنوات، وكانت تتلخص في توثيق يوميات السوق وتسليط الضوء على هوامش المشهد الحياتي لمن لا تحضره أحوال سوق الخضرة”.

من الحراج..

يضيف “كان الحراج هو ذريعتنا لمعرفة السوق، فقصدناه مرارًا قبل طلوع الشمس لتوثيق يوميات الدلالين ومرتادي السوق من بائعين ومشترين، وقمنا بعمل أكثر من لقاء مع عدة شخصيات في السوق، واستقر بنا الحال على عبدالرسول، لكن أعطالاً تقنية حدثت، وهي تتعلق بجودة الصوت فأربكت العمل، ورغم المحاولات المتكررة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لم تنجح المحاولات. لكن رحيل عبدالرسول الميلاد أيقظ فينا مرة أخرى الرغبة في استكمال بناء الفيلم وجعله مختصًا بالشخصية الأهم منذ البداية”.

يواصل “ساهمت موجة الذكاء الاصطناعي في إيجاد حلول لمشكلة الصوت، ومعها بدأ الترتيب لإخراجه بهذه الصورة”.

الناس يروننا ولا يروننا!

يتابع “في السوق كان الناس يروننا ولا يروننا، يتعاملون بكثير من الأريحية مع حضور الكاميرا بينهم، وهذا ما منحنا مشاهد حيّة وعفوية كثيرة، واليوم تبدلت صور الناس بمثل ما تبدلت صورة السوق، ولكن صوت الدلالين ما زال بمثابة فاتحة الأشياء فيه، هم ميزان الوقت والسعر وحركة الناس على حد سواء”.

ويؤكد الثنيان لـ “صُبرة” أن الفيلم هو ثمرة جهد جماعي، بإدارة وإشراف الكاتب والفوتوغرافي أثير السادة، وتصوير وإخراج ومونتاج موسى الثنيان، مع موسيقى تصويرية للفنان حسين إسماعيل، ومخطوطة العمل للفنان نسيم العبدالجبار، واستشارة فنية من الفنانين علي المادح ومحمد الخراري.

فاتحة الطريق

“مثل الفيلم فاتحة الطريق إلى غرفة الذاكرة”.. هكذا يؤكد القائمون على العمل، ليبدأوا من تلك الأرض التي حملت أقدام “أبو خالد” وسكنت فيها روحه، رصدًا للوثائق والأفلام واللقاءات لسيرة الإنسان وسيرة الأرض التي وهبته ملامحه وصفاته، ليصبح شهادة حيّة على سوق الخضار، وعلى زمن كان فيه لكل وجه حكاية، ولكل ركن ذاكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×