جسر صفوى – رأس تنورة والتنظيم لهواية الصيد رسالتان للمجتمع وللجهات المعنية من أجل الحفاظ على المنجز الوطني

أمين أحمد العقيلي

يشكّل افتتاح جسر صفوى – رأس تنورة يوم الأحد الماضي ،بحضور صاحب السمو أمير المنطقة الشرقية، خطوة تنموية كبيرة تعكس الاهتمام المتواصل بتطوير البنية التحتية ورفع جودة الحياة في مختلف مدن المنطقة، فهذا المشروع العملاق يعد نقطة تحول مهمة في شبكة الطرق، حيث اختصر المسافات، وعزّز الحركة الاقتصادية، وفتح آفاقاً جديدة أمام التنمية الشاملة.

ولا يفوتنا هنا أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى الجهات الرسمية التي شاركت في تخطيط وتنفيذ هذا المشروع الحيوي، من مهندسين، ومسؤولين، وقيادات حكومية، وفرق ميدانية عملت لسنوات ليخرج الجسر بهذا المستوى من الجودة والإتقان.

إنه منجز وطني نفخر به جميعاً، ويستحق أن نحافظ عليه وأن نرتقي بثقافة استخدامه.

ومع بدء تشغيل الجسر، لوحظ إقبال لافت من محبي الصيد للتوجه إلى أعلاه لممارسة هوايتهم، مستغلين أن المنطقة البحرية المحيطة كانت محظورة لفترة طويلة، مما جعلها بيئة غنية بالأسماك.

إلا أن هذا التوجه صاحبه بعض السلوكيات التي تستدعي التنبيه، مثل الوقوف في أماكن غير آمنة قد تعرض حياة البعض إلى خطر السقوط أو الغرق، إضافة إلى انتشار بعض المخلفات التي تشوّه المنظر العام وتضعف القيمة الجمالية للموقع.

ومن منطلق المسؤولية المجتمعية، نوجه هذه الرسالة للجميع:

أولاً: رسالة توعوية للمجتمع

   •   الجسر غير مخصص للصيد، والوقوف على حوافه أو في النقاط المرتفعة يشكل خطراً حقيقياً على السلامة.

   •   النظافة مسؤولية كل فرد، وتشويه الموقع بالمخلفات لا يليق بهذا المنجز الحضاري الذي يمثل الواجهة البحرية للمنطقة.

   •   ممارسة الصيد هواية جميلة، لكنها تصبح خطرة ومخالفة حين تكون في غير أماكنها المخصصة.

ثانياً: دعوة موجهة للجهات المعنية

وانطلاقاً من أهمية هذا المشروع وما يمثله للمجتمع، فإننا نأمل من الجهات المختصة—وفي مقدمتها البلديات، ووزارة النقل، وحرس الحدود—النظر في عدد من المقترحات التي من شأنها تعزيز السلامة وتنظيم ممارسة هواية الصيد:

1. تخصيص مواقع آمنة ومهيأة لهواة الصيد بالقرب من الجسر أو على جانبيه، بما يسمح بممارسة الهواية بطريقة آمنة ومنظمة.

2. دراسة إنشاء مماشي خشبية موازية لحواف الجسر تكون مجهزة بحواجز آمنة، وعلامات واضحة، ولوحات إرشادية تثقيفية حول السلامة.

3. وضع هذه المواقع تحت إشراف البلديات أو الجهات المختصة لضمان نظافتها، وصيانتها، ومنع التعديات أو الاستخدام الخاطئ لها.

4. تطبيق مخالفات رادعة على من يعرّض نفسه أو غيره للخطر، أو يتسبب في ترك المخلفات، حفاظاً على السلامة والمشهد الحضاري.

هذه المقترحات لا تهدف فقط إلى الحفاظ على الأرواح، بل إلى خلق متنفس حضاري جديد لهواة الصيد، وتوفير بيئة آمنة تحافظ على جمال الجسر وقيمة المشروع.