أكثر من 14 ألف مبتعث سعودي في الجامعات الأمريكية

واشنطن: واس

أكدت الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا المشرف على دول أمريكا الجنوبية الدكتورة تهاني بنت عبدالعزيز البيز، إن الحضور السعودي المتنامي في جامعات النخبة الأمريكية يُعدّ من أبرز مخرجات هذه المرحلة الجديدة من الابتعاث.

وبينت أن المملكة تحتل اليوم المركز الثاني في عدد الطلبة الدوليين في مرحلة البكالوريوس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، الذي يحتل المرتبة الأولى بين أفضل الجامعات العالمية في تصنيف “QS”، إلى جانب انتشار الطلبة السعوديين في جامعات مرموقة مثل هارفارد، وستانفورد، وكاليفورنيا في بركلي، وبرنستون، وجون هوبكنز وغيرها من أفضل الجامعات عالميًّا.

وأشارت إلى أن هذا التمركز في مؤسسات تعليمية وبحثية رائدة ينقل الابتعاث من التوسع العددي إلى الابتعاث النوعي الذي يركز على الجامعات القائدة للمعرفة والابتكار، ويسهم في إعداد كوادر وطنية قادرة على خدمة مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مختلف القطاعات.

وأوضحت أن عدد الطلاب السعوديين الدارسين في الجامعات الأمريكية يبلغ حاليًا (14037) طالبًا وطالبة في مختلف التخصصات، مشيرةً إلى أن الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة، التي أُسست عام 1951، تطورت من الإشراف على أعداد محدودة من الطلبة إلى أن أصبحت في فترات قريبة تدير أكبر حركة ابتعاث سعودية، تجاوز عدد مستفيديها في وقت واحد (170) ألف مبتعث ومبتعثة، لتكون الجسر الرئيس بين الجامعات الأمريكية والجهات التعليمية والبحثية في المملكة.

وأكدت البيز أن هذه المنجزات تأتي امتدادًا لعلاقات سعودية – أمريكية تمتد لأكثر من 8 عقود من التعاون والتفاهم المشترك، منذ اللقاء التاريخي بين الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- والرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت عام 1945، حيث تشكّلت شراكة إستراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأسهمت في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، لافتةً الانتباه إلى أن التعاون التعليمي والبحثي يُعد اليوم أحد أعمدة هذه الشراكة.

وأضافت أن التعاون المؤسسي بين الجامعات السعودية والأمريكية يشمل حاليًا نحو (89) اتفاقية ومذكرة تعاون وبرنامجًا تنفيذيًا وعقود خدمات، إضافةً إلى ما يزيد على (100) عقد تدريب طبي للزمالة والتخصص الدقيق وُقّعت خلال السنوات الثلاث الماضية فقط، بينها (38) عقدًا خلال النصف الأول من عام 2025، وجميعها تحت إشراف الملحقية الثقافية، بما يضمن استدامة فرص التدريب النوعي ويربطها مباشرة باحتياجات القطاعات الوطنية في المملكة.

وأوضحت البيز أن القطاع الصحي يُعدّ من أكثر المسارات استفادةً من هذه المرحلة الجديدة للابتعاث، مبينةً أن إجمالي أعداد الأطباء والممارسين الصحيين السعوديين المبتعثين والخريجين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا خلال المدة من 2020 إلى 2025 بلغ (8036) طبيبًا ومبتعثًا، منهم (6052) في الولايات المتحدة و(1984) في كندا.

وسجّلت أعداد الخريجين نموًا ملحوظًا, إذ ارتفع عدد خريجي البرامج الصحية في كندا إلى (606)، يُتوقع تخرجهم في عام 2025 مقارنة بـ(170) خريجًا في عام 2020 بنسبة زيادة تقارب (256%)، في حين وصل عدد الخريجين في الولايات المتحدة إلى (1847) خريجًا متوقعًا لعام 2025 بزيادة تقارب (62%) مقارنة بـ(1140) خريجًا في عام 2020، ما يعكس تسارع وتيرة تأهيل الكوادر الصحية الوطنية في التخصصات الدقيقة.

وأشارت إلى أن هذا التوسع العددي تسانده استثمارات مالية متصاعدة في التدريب الطبي المتقدم؛ إذ بلغت استثمارات المملكة في التدريب الطبي في الولايات المتحدة للأعوام (2023 – 2025) نحو (21215512.49) دولارًا أمريكيًا، موزعة على (5296294.30) دولارًا في عام 2023، و(7661849.77) دولارًا في عام 2024، و(8257368.42) دولارًا في عام 2025، مؤكدةً أن هذه الأرقام تعكس قرارًا إستراتيجيًا بالاستثمار في التدريب السريري والبحثي طويل الأمد، وليس مجرد برامج مؤقتة.

وأضافت البيز أن هذا النمو في أعداد الأطباء والممارسين الصحيين ترافق مع توسّع نوعي في شبكة الشراكات الأكاديمية والطبية, حيث يرتبط الأطباء السعوديون اليوم ببرامج تدريب وزمالة في نخبة المراكز والجامعات الأمريكية، مثل: مستشفى بوسطن للأطفال، ومايو كلينك، وكليفلاند كلينك، وجامعة جونز هوبكنز، ومستشفى الأطفال في فيلادلفيا، ومركز ميموريال سلون كيتيرينغ للسرطان، وكلية بايلور للطب، وجامعة بنسلفانيا، وجامعة واشنطن في سانت لويس، وجامعة واشنطن، وجامعة ميشيغان في آن آربر، وجامعة إيموري “مركز إيموري لطب العيون”، وجامعة أريزونا، وجامعة ويسكونسن، وكلية آيكان للطب في ماونت سايناي، وجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وغيرها من المؤسسات الرائدة، مبينةً أن هذه الشراكات لا تقتصر على التدريب السريري المتقدم فحسب، بل تمتد لتشمل الإشراف البحثي والمشاركة في الفرق العلمية متعددة التخصصات، بما يعزز نقل المعرفة والخبرة إلى منظومة الصحة في المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×