طه.. معجزة “خديج” في جائحة كورونا

القطيف: ليلى العوامي

في لحظاتٍ تختلط فيها مشاعر الخوف بالأمل، تقف “فاطمة” أمام تجربة أمومتها الثانية، تحمل في قلبها ذكرياتٍ مؤلمة من ماضٍ لم يُنسَ، وتتشبث في الوقت ذاته بخيط الرجاء أن تكون هذه المرة مختلفة.

بعد عامين من ولادة طفلها الأول “عبدالله”، الذي خاض رحلة صعبة مع الحياة منذ لحظاته الأولى، جاء “طه” إلى الدنيا قبل موعده في الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل، ليعيد إليها المشهد ذاته، لكن بإرادةٍ أقوى وإيمانٍ أعمق أن رحمة الله أوسع من كل قلق وخوف.

وحول ذلك قالت فاطمة في لـ صُبرة “بعد عامين جاء طه الأخ الثاني لعبدالله، وتحديداً في 11-5-2021 م، وخرج من المستشفى في 9-6-2021م، والخوف من تكرار الألم جعلني عاجزة عن التوقف عن البكاء”.

أيام صعبة

وأضافت “كانت أصعب لحظة في تجربتي مع طه، عاد لي الشعور الذي حاولت أن أنساه من بعد تجربتي مع عبدالله، كنت أبكي بحرقة داخل المستشفى، حاولت دكتوره النساء طمأنتي وأخبرتني بوضع المولود الجديد أنه أفضل بمراحل، وأن التجربة لن تكون كتجربتي في ولادة عبدالله، لكن الخوف من تكرار الموضوع جعلني عاجزة على أن أقف عن البكاء”.

بين التجربتين

وتابعت “وزن عبدالله كان 800 جرام تقريبًا، أما وزن طه فقد كان كيلو و300 جرام، و الفرق واضح، بحمدالله و فضله وضع طه الصحي أفضل بمراحل، و حرص أطباء النساء و الولادة على حالتي و حاله طفلي قبل الولادة جعلتنا بعد فضل الله نخرج من الوضع بدون خسائر”.

تنظيم الحياة والظروف

جائحة كورونا قللت من زيارات والدا طه له في الحضانة بالمستشفى، وعن ذلك قالت فاطمة “بما أننا كان لدينا تجربة سابقة، أنا وزوجي استطعنا ترتيب وقتنا بطريقة أفضل، زيارتنا طه كانت محدودة، وأوقاتها أكثر صرامة، لأنها في وقت جائحة كورونا، لكن الطاقم كان يستقبلنا برحابة صدر، وأسرتي لم تقصر في الاهتمام بعبدالله، الذي كان يمشي ويستكشف ويلعب بكل شيء في هذه الفترة”.

دعم الطاقم الطبي

بشعور مطمئن تحدثت فاطمة عن زيارتها لوليدها “في البداية، أكيد لم يكن هناك تلامس مباشر بين الأم وطفلها، بعد ذلك أصبح الوضع أفضل ولله الحمد، ومستشفى القطيف المركزي لديهم طاقم تثقيفي ممتاز، حتى أنهم زودوني بأرقامهم للتواصل في حالة احتجت أي مساعدة.”

بعد الخروج

وتابعت “لم يكن طه الصحي خطيراً أو مخيفاً، لكنهم حريصون جداً على الرضاعة الطبيعية، والمخاوف أغلبها من مواجهة كورونا، فنصحوني بمنع الزيارات بعد خروج طه مباشرة من المستشفى”.

بداية الامتنان

تجربة فاطمة وزوجها كانت بها صعوبات لكنها كانت أقل صعوبة من تجربتهما وقت ولادة عبدالله، وحول ذلك قالت “بتوفيق ربي مكث طه في الحضانة 29 يوماً فقط، لم يكن لها تأثيراً كبيراً في حياتي، وحقيقةً النعم التي نراها صغيرة هي أكبر مما نتخيل، كل يوم يمر علينا نحن وأطفالنا وأحبابنا بخير وصحة هي النعمة الأعظم، حتى لو كان يوم عادي وممل.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×