السعوديون والذكاء الاصطناعي: هل نتسيّد..؟ أم نكون عبئاً على التكنولوجيا العالمية

القطيف: ياسمين الدرورة، فاطمة الشاعر، معصومة المقرقش
في إطار فعاليات منتدى القطيف الاستثماري 2025، نظمت اليوم ورشة حوارية تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي و تكنولوجيا المعلومات: وقود ريادة الأعمال المستقبلية”، قدمها المهندس زكي العوامي، مدير فريق الهندسة والتطوير وتحسين الاستدلال بوحدة أعمال المعلومات والذكاء الاصطناعي في شركة هيومين. وأدارها الزميل في “بلومبرغ الشرق” أنيس القديحي.

رؤية شركة “هيومين” والطموحات الرقمية
خلال الورشة، استعرض العوامي الرؤية الطموحة لشركة هيومين في ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كقائد عالمي في مجالي التجارة الرقمية والسحابية، من خلال تطوير بنية تحتية رقمية متقدمة ومبادرات استراتيجية تدعم التحول الرقمي وتعزز السيادة الوطنية التقنية.
وأشار العوامي إلى أن هيومين هي نتاج دمج ثلاث شركات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي المركز الوطني للذكاء الاصطناعي، أرامكو الرقمية، والشركة السعودية للذكاء الاصطناعي. الشركة تسعى إلى تحقيق حصة سوقية تتجاوز 10% في مجال “التجارة السحابية”. والهدف الأسمى هو جعل المملكة رائدة عالميًا في مجال التجارة الرقمية.

أبرز المبادرات الاستراتيجية لشركة “هيومين”
تطرق العوامي إلى أبرز المبادرات القائمة وتمثلت في تطوير مراكز بيانات وطنية لتعزيز البنية الرقمية، وإنشاء منصة بيانات عربية ضخمة لدعم المحتوى العربي، وإطلاق منصة ابتكار رائدة في العالم العربي.
وأكد أهمية توطين البيانات والمهارات ومراكز الحوسبة، لتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية وضمان استقلالية المعلومات. وفي هذا السياق، تحدث عن مبادرة “Spoke of Arabs”، التي تهدف إلى تمكين المنطقة العربية رقميًا وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الذكاء الاصطناعي.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحياة العملية
استعرض العوامي العديد من التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك:
• القطاع الطبي: استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية والكشف المبكر عن الأمراض.
• قطاع التجزئة: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعرف على المنتجات ومنع التلاعب في الموازين.
• الزراعة الذكية: استخدام التصوير الجوي لمراقبة صحة المزروعات ومكافحة التصحر.
• الخدمات الصناعية والإدارية: أتمتة المهام وتطوير حلول ذكية لمراكز الاتصال.
الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية المستدامة
بالإضافة إلى فوائده الاقتصادية، يُعتبر الذكاء الاصطناعي أداة قوية لدعم التنمية المستدامة في المملكة، من خلال تحسين استخدام الموارد الطبيعية مثل المياه والطاقة، يساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل الفاقد وتحسين استدامة المشاريع. كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات الزراعية قد يساهم في مكافحة التصحر وتحقيق الأمن الغذائي في المملكة.

فرص واعدة للمستثمرين في القطيف
خلال الورشة تم تسليط الضوء على العديد من الفرص التي يمكن للمستثمرين في القطيف الاستفادة منها من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومنها:
• تحسين القطاع السياحي: باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك الزوار وتقديم تجارب سياحية مخصصة.
• القطاع العقاري: دعم تحسين إدارة الأراضي والعقارات عبر تحليل البيانات المتقدمة والتنبؤات السوقية.
• القطاع الصناعي: تحسين الإنتاجية باستخدام تقنيات الأتمتة الذكية في التصنيع والإمداد.
التحديات والفرص للمستثمرين في القطيف
وفي سياق النقاش، تم التطرق إلى التحديات التي قد يواجهها المستثمرون في القطيف عند دمج الذكاء الاصطناعي في مشاريعهم. من أبرز هذه التحديات كان هناك حديث عن نقص الخبرات المحلية في هذا المجال، و ارتفاع تكاليف الحلول التقنية المتقدمة. مع ذلك، تمت الإشارة إلى أن هذه التحديات يمكن التغلب عليها من خلال تدريب الكوادر البشرية، ودعم الشراكات مع الشركات التقنية الكبرى.
تحديات التبني والوعي
كما أشار العوامي إلى أن واحدًا من كل خمسة أفراد فقط يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي حاليًا، داعيًا إلى تكثيف جهود التوعية الرقمية وتطوير حلول تتناسب مع الاحتياجات اليومية للمستخدمين.
التوصيات للمستثمرين في القطيف
في نهاية الورشة، قدم المهندس العوامي مجموعة من التوصيات للمستثمرين في القطيف، منها تعزيز التعاون مع الشركات التقنية الكبرى لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي المخصصة، واستثمار في تدريب الكوادر المحلية عبر برامج تعليمية تدعم المهارات التقنية اللازمة، وتحفيز الابتكار بتقديم الحوافز للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي ترغب في دمج الذكاء الاصطناعي في أعمالها.
وفي ختام الورشة، أكد المهندس العوامي أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد حلم مستقبلي، بل هو واقع حاضر يفتح أمام المملكة أبوابًا واسعة نحو تحقيق السيادة الرقمية، مع رؤية استراتيجية طموحة، ومشاريع مبتكرة، تسير المملكة بخطى ثابتة نحو ريادة عالمية في هذا المجال.
وأشار إلى إن المملكة ليست فقط بصدد تطوير البنية الرقمية، بل تسعى لتأسيس نموذج مستقل ومتكامل في الذكاء الاصطناعي، يضعها في طليعة الدول القادرة على تحدي الهيمنة الرقمية العالمية..









