الاستفادة من تجربة نيوم.. دروس و خبرات لتطوير القطيف

القطيف: فاطمة الشاعر
في قلب المملكة، حيث يلتقي التاريخ و الطبيعة مع الطموح و التطوير، تُعد محافظة القطيف واحدة من أكثر المناطق التي تحمل إمكانيات ضخمة للتطور والاستثمار.

التحديات.. من عقبات إلى فرص
وعن أبرز التحديات التي قد تواجه المشاريع في القطيف، قال نائب الرئيس التنفيذي لتحفيز الاستثمار بهيئة تطوير المنطقة الشرقية محمد سعيد العبد الله “إن التحديات هي مجرد فرص مقنّعة”، حيث أكد أن القطيف بحاجة إلى تعزيز التنسيق بين القطاعات المختلفة لتحقيق نتائج ملموسة.
و أضاف أن هناك حاجة ماسة لتحسين البنية التحتية، و توفير التمويل الكافي، و تنمية الموارد البشرية لتلبية متطلبات المستقبل، ليفتح هذا التحليل يفتح آفاقًا واسعة لإعادة النظر في التحديات و تحويلها إلى فرص حقيقية للاستثمار.

الاستفادة من تجربة نيوم
من جهة أخرى كشف رئيس إدارة المشاريع في شركة نيوم الدكتور حسين آل داود، أهم الدروس المستفادة من مشاريع نيوم العملاقة، وكيف يمكن نقل هذه الخبرات إلى القطيف.
وقال الدكتور حسين “تجربة نيوم علمتنا الكثير، و أهم شيء هو وجود الخطة الشاملة الواضحة التي تؤمن بالتسريع في تنفيذ المشاريع، في القطيف، يمكننا تطبيق هذه التجربة وخلق بيئة تسرع الإنجاز”.
و أضاف أيضًا “التخطيط المتعدد القطاعات، مثل دمج قطاع السياحة مع البيئة و الصحة، هو المفتاح. و نحن نرى أن القطيف يمكنها أن تتفوق في هذا المجال، خاصة أن لديها مميزات استثنائية في السياحة البيئية و الزراعية”.

دور بنك التنمية الاجتماعية
أما فيما يخص الدعم المالي و التنموي، فقد أكد المدير الإقليمي لبنك التنمية الاجتماعية محمد الموسى، أن البنك يعد شريكًا استراتيجيًا في دعم القطيف.
وذكر أن البنك قد ضخَّ حوالي 46 مليار ريال لدعم المنشآت الصغيرة و المتوسطة في المنطقة، بالإضافة إلى الدعم المالي، أطلق البنك العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز دور ريادة الأعمال، مثل تقديم استشارات مهنية للمتطوعين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 250 ألف متطوع.

الاستثمار في القطيف.. فرص لوجستية و صناعية و سياحية
في إطار جذب الاستثمارات، تحدث مستشار استثمارات المناطق في وزارة الاستثمار ناصر علي الطويان، عن المقومات التي تجعل القطيف أرضًا خصبة للاستثمار، قائلاً “القطيف تمتاز ببيئة زراعية و بحرية فريدة، و نحن نرى أن هناك إمكانيات هائلة في هذه القطاعات يمكن استثمارها”.
و أضاف “جزيرة دارين و تاروت هما من أهم المعالم التي يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في تنشيط السياحة في المنطقة”.
بحرية وزراعية وإمكانات غير محدودة
من جانبه أكد آل داود، أن القطيف تتمتع بواجهة بحرية غنية، خاصة في مناطق مثل جزيرة تاروت و دارين، قائلاً “هذه المواقع يمكن أن تتحول إلى مراكز سياحية عالمية إذا تم استثمارها بشكل صحيح”.
وأضاف أن القطيف، بفضل موقعها الاستراتيجي، لديها قدرة كبيرة على أن تصبح مركزًا رئيساً للصناعات البحرية و الزراعية، مما يساهم في تنمية اقتصادها المحلي.

تحالفات القطاعين العام والخاص
وفي سياق الحديث عن التعاون بين القطاعين العام و الخاص، أشار الدكتور حسين، إلى أن التحالفات بين هذه القطاعات هي واحدة من أهم العوامل التي تسهم في تسريع تنفيذ المشاريع وتحقيق أهداف التنمية.
وقال “من خلال التنسيق الفعّال بين جميع الأطراف، يمكننا ضمان أن المشاريع في القطيف ستسير في الاتجاه الصحيح، و ستحقق نتائج ملموسة تدعم رؤية المملكة 2030”.
في الختام
القطيف اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة من التنمية و الاستثمار، و هي في طريقها لأن تصبح واحدة من أبرز المناطق الاقتصادية في المملكة. من خلال التعاون بين مختلف الجهات الحكومية و الخاصة، و الاعتماد على الخبرات المستفادة من المشاريع الكبرى مثل نيوم، يمكن للقطيف أن تحقق نتائج ضخمة على كافة الأصعدة.
ومع المخطط الشامل الذي تم البدء فيه، فإن المحافظة تسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق، سيسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030. التحديات التي قد تواجهها القطيف يمكن أن تتحول إلى فرص حقيقية.
كما أشار الخبراء في المنطقة، و خاصةً من خلال الدروس المستفادة من مشاريع عملاقة مثل نيوم، بفضل الدعم المستمر من الجهات الحكومية مثل بنك التنمية الاجتماعية، إضافة إلى التحالفات الاستراتيجية بين القطاعات المختلفة، فإن القطيف تتمتع بأساس قوي لبناء اقتصاد مستدام.
مع هذه المقومات، من المتوقع أن تصبح واحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية في المملكة، مما يعكس قدرة المنطقة على تحقيق التطلعات الوطنية و تقديم نموذج يُحتذى به في تحقيق التنمية المستدامة.









