نازك الخنيزي لـ “صُبرة”: في “ظلّ الذكريات” الخبز ذاكرة والسعف وصية
القطيف: ليلى العوامي
صدر مؤخرًا للشاعرة نازك الخنيزي إصدار جديدية بعنوان “ظلّ الذكريات”، عن دار آراء للطباعة و النشر في بغداد.
الديوان الجديد صفحاته 128 صفحة، ويحوي 30 قصة رمزية، قالت الخنيزي لـ صُبرة “اخترتُ هذا العنوان لأنني أؤمن بأن الذاكرة ليست زمنًا مضى، بل كائنٌ يعيش معنا في أشكالٍ متحوّلة، في رائحة، في صوت، في حلم، في وجع صغير يعود في لحظة لا نتوقّعها، إنها ظلالنا الداخلية التي تكشف ملامحنا حين يغيب الضوء”.
قلب الديوان
وأضافت الخنيزي “ثمة نصوص في “ظلّ الذكريات” أشعر بأنها قلب الديوان ونواته الحقيقية، مثل أغصاننا الأولى، وبيت تخبزه الجدة، ووصايا السعف، هذه النصوص تنبض بجذر التجربة التي كتب منها الكتاب، فهي تستعيد البيت الأول، والذاكرة الأولى، والحنين الذي لا يشيخ، فيها يعود الصوت إلى الأم والجدة والنخلة، إلى التفاصيل التي شكّلت وعينا الطفولي وذاكرتنا الجماعية”.
وتابعت “لكن من خلال رؤية رمزية تتأمل ما وراء الأشياء، حيث يصبح الخبز ذاكرة، والسعف وصية، والبيت كائنًا من حنينٍ يتنفّس في اللغة، لهذا قد تكون هي الأقرب إلى قلبي، لأنها تجمع بين البساطة الأولى وعمق الوعي الذي أكتبه اليوم، ولأنها – ببساطة – تقول ما لا يقال إلا بلسان الذكرى حين تتحوّل إلى ظلّ.”
إصدار ذو معنى
وأكملت “ظلّ الذكريات بالنسبة لي ليس كتابًا جديدًا، بل مرآة عمرٍ مضى وها هو يضيء من جديد، هو محاولة لتصالح الذاكرة مع حنينها، وللإصغاء لما تبقّى من أصواتٍ في الداخل، وعلى المستوى الإنساني، هو احتفاء بما يجعلنا بشرًا بالذكرى التي تشبهنا، وتُعيدنا إلى أنفسنا كلما ابتعدنا.”
رسالة إلى قارئ
وبرسالة وجهتها الخنيزي إلى قارئ الديوان قالت “رسالتي إلى القارئ أن يرى في ظلّ الذكريات مرآةً لذاته، وأن يفهم أن الحنين ليس وجعًا، بل ذاكرة الضوء في العتمة، وأؤمن أن في كل إنسان ظلّ ذكرىٍ لا يشيخ، وأن الكتابة هي الطريقة الأجمل لنبقى أحياءً في ما مضى منا”.
وختمت كلامها مؤكدة “الكتابة بالنسبة لي مساحة نجاةٍ وامتنان، أكتب لأتذكّر أن الجمال ما زال ممكنًا، وأن الإنسان لا يُشفى إلا بالكلمة”.