عِشتَارُ تَنعـى السِّندباد
في رثاء وتأبين المُربِّي والمعلم ورائد الكتابة المسرحية للأطفال، ابن تاروت وفقيد القطيف الكبير، الدكتور عبد الله بن حسن العبد المحسن، طيَّب الله ثراه، الذي انتقل إلى جوار ربِّه الكريم. فله الرحمة والرضوان، ولفاقديه جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
النخلُ يجهشُ بالبُكا
والبَحرُ يُعوِلُ بالأنينْ!!
والشِّعرُ أصبحَ واجِمَـاً
مُذ آبَ مكسوراً حزينْ!!
حُزناً عليكَ أبا فِراسْ
تَبكي عُيونُ الواجِدينْ
كيف الوداعُ وأنت لَمْ
تَرعَ دموعَ الوَالِهينْ!!
عِشتار تَنعى السّندباد
فمَنْ يُواسِي الثَّاكلينْ؟
والسِّيفُ يَسأل باكيَـاً:
هل غابَ رُبَّانُ السَّفينْ؟
لا الموجُ يَدري ما يُجيب
ولا المَراكِبُ قد تُبِيـنْ !!
إلا المَدامعُ وحدهـا
تُنبِيْ عَنِ الخَطبٍ اليقينْ
يا أيُّها المَسكون بالأسرار
والأشواق والعِشقِ الدَّفينْ
ياراسم الإبداع فوق نواظر
الأطفال مِنْ وحي الحنينْ
كيف التَجأتَ إلى الغِياب
وصرتَ بين الرَّاحلينْ ؟
هَـلْ ضَاقت الدُّنيا عليك
ولَـمْ تَجد فيهـا المُعِيـنْ ؟
مهلاً أجبني: لستُ أفهمُ
ما يُخَطُّ علـى الجَبينْ !!
كَلاَّ ولا أيدي المنون
تَجَزُّ أحـلامَ السِّنينْ !!
مَـنْ يَرسمُ الأحلامَ
بعدكَ في عُيون الحالمينْ ؟
مَن يَزرعُ الأزهارَ؟ مَنْ
يُهدِي سِلالَ الياسَمينْ ؟
مَن يُلهِـمُ الأجيالَ
عِشقَ الأرضِ والإنسان؟
مَن يَستَنطِقُ الماضي
بأيام الضَّنى والمُتعَبِينْ ؟
مهلاً أجبني : هل يَكفُّ
النَّهـرُ عن مَجراهُ ؟
أمْ يَمضي إلـى
حيث الرَّدى والرَّاحلينْ ؟
مِن أين يأتي الصَّبرُ
والسُّلوانُ إنْ فاضَ الأنينْ ؟
***
لستُ أرثيكَ ولكنِّي
أُعَاني الوَجدَ مهموماً حزينْ
ليس إلا الصَّبرُ يا تاروتُ
والمَولى يُحبُّ الصَّابرينْ
وسَلامَـاً أيها الرَّاحلُ
لا سُقماً تُعانيهِ ولا دَاءً لَعِينْ
أنتَ في ذِمَّـةِ جبَّـارٍ
على خيرٍ وفي حصنٍ مكينْ
كيف تخشى ظُلمةَ القبرِ
وفي قلبكَ نُورُ الطَّاهرينْ ؟
وجزاءُ الصَّبرِ في البلوى
سلامٌ “نعم أجر الصابرين”
أحمد الخميس
برلين – ألمانيا
6 أكتوبر 2025