نُها الشماسي: سأظل أحارب السرطان بكل قوتي دعت إلى أن يكون فحص الماموغرام قبل سن الـ 40

القطيف: ليلى العوامي

نها عبد الغني الشماسي، محاربة بطلة تستمد قوتها من إيمانها أن الله لن يتخلى عنها، وتشعر أن ما أصيبت به ماهو إلا إبتلاء من الله، سيزول، وتعود طبيعية كما كانت هي، لا تشغل بالها بأن لديها سرطان، وتعيش حياة طبيعية لأنها لا تريد أن تؤثر في من حولها.

لحظة الاكتشاف

قالت نها في حديث مع صُبرة “في مارس 2018م، اكتشفت بالصدفة أن لديَّ كتلة، كانت مفاجأة عندما شعرت بوجودها، تحسستها بهدوء، وأنا غير معتادة على الفحص، فعمري أقل من 40 عاماً، وعادةً ما يقولون لنا إن الماموغرام لمن يتعدى سنهم 40 عاماً، أو لديهم عامل وراثي لهذا المرض، وأنا عمري أقل من 40 عاماً وليس لدينا تاريخ مرضي للسرطان، أغلب من أعرفهم وقريبون مني اكتشفوا المرض وأعمارهم أقل من هذا السن.”

سيارة الماموغرام

وأضافت “اليوم الذي اكتشفت فيه الكتلة كان يوم عمل عادياً في البنك، كنت جالسة في مكتبي وشعرت بشيء يزعجني، وضعت يدي أتحسس، في هذا الوقت كانت زميلتي معي في المكتب الآخر، ذهبت إليها كي أتأكد فتحسستني كي تفحصني، وفعلاً قالت لي “في شيء لازم تفحصي”.

وتابعت نها حديثها قائلة “سألت من أعرفهم أين أجد سيارة الماموغرام وبسرعة؟، ردت عليَّ دكتورة أعرفها تسأل لمَ؟ لأخبرتها بما أحس به، فقالت: لا هذا لا يصلح مع سيارة تعالي إليّ حالاً وبسرعة في المستشفى بلا تردد.

ذهبت إلى مستشفى القطيف المركزي وفحصت، ومنها تأكدت بوجود المرض بعد ظهور النتيجة التي استغرقت أسبوعاً، ولا أستطيع القول إلا الحمد لله.”

واستمرت في الحديث “كان لدي أمل في ألا يكون هو المرض، كنت بين الشك واليقين، كنت أشعر بأن هناك شيئاً خاطئ، وقد انتهت الفحوصات بسرعة واكتشافه المرض أيضاً بسرعة، وهذا ما يزيد يقيني بوجود الله معي”.

تقبل الأمر

وقالت “كانت صدمة حتى وإن كنت متوقعة إيجابية الفحص، أنا شخصيتي قوية والحمد الله، فالله يختار من يصيبه بهذا المرض، وهو ابتلاء واختبار و أتمنى أن أنجح فيه”.

رحلة العلاج

وحول رحلة العلاج قالت نُها “أجرى الأطباء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام فحوصات جديدة، وبعدما ظهرت النتائج قال لي الدكتور: لا بد أن نبدأ العلاج وبسرعة، بسبب انتشاره في أكثر من منطقة، وقد شُخِصَ بأنه من “الدرجة الرابعة”، فسرطان الثدي أنواع، والنوع الذي أصبت به هو من النوع الشرس، فقد كان في أكثر من منطقة، وكان لا بد أن أبدأ العلاج الكيماوي”.

وأضافت “بعضهن يبدأ معهنّ بعملية، ثم العلاج الكيماوي بعد القضاء عليه، ولكن طبيبي اتخذ القرار، وهو أن أبدأ العلاج الكيماوي، ولم أتأخر، فالتزمت بالعلاج حتى اليوم، فالتأخر في العلاج أو نسيانه قد يؤدي إلى شيء لا يُحمَد عقباه، ومن المهم المواظبة على محاربة هذا المرض.”

موقف صعب

وتابعت “في هذا الوقت كنت أتساءل كيف أصبح شكلي هكذا، خفت على أولادي، وكنت في البداية غير قادرة على إخبارهم بحقيقة مرضي، لكن لا مفر من إخبارهم، بل لا بدّ أن أكون أنا من يخبرهم منذ البداية، وقد بلغتهم والحمد لله، وكان موقفاً صعباً، ولكن رؤيتهم لي وأنا قوية زادهم أملاً”.

المرض الشرس

واستطردت “بدأت الكيماوي بعد شهرين من اكتشاف المرض، وكان من المفترض أن أخضع لـ 8 جرعات، أخذت منها 6 فقط بسبب تطور حالتي للأفضل، واستجابتي للجرعات، وكانت هذه أصعب فترة مررت بها، ومن ضمن الأشياء الصعبة سقوط الشعر، وهذا يؤثر في النفسية كثيراً، إلى جانب تغير لون البشرة، ليس من أجل الآخرين ولكن من أجل النفس.”

رحلتي إلى أمريكا

وأكملت “كنت أسأل الأطباء ليؤكدوا لي إذا كنت قد انتهيت من العلاج، وكانت الأمور بخير، جاءت الموافقة لي من وزارة الصحة في الوقت الذي كنت أخضع فيه لجرعات الكيماوي، انتهيت وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية فقط لأطمئن، وهذا أمر طبيعي فكل ما قيل لي في المملكة هو نفسه ما قاله الأطباء في أمريكا.”

عودة واستمرار

وأضافت “عدت إلى المملكة بعد شهرين تقريباً لأكمل العلاج، وواصلت الخضوع إلى الجرعات بلا توقف، فهذا المرض يخمد بالجرعات.

ثم جاء دور العلاج البيولوجي، وكان خفيفاً ومختلفاً عن الكيماوي، وهو ما جعلني أعيش حياتي بشكل طبيعي، وبعد 3 سنوات ومع استمرار الأشعة والعلاج البيولوجي، نشط المرض مرة أخرى في الكبد ومناطق أخرى كانت واضحة مع الفحوصات”.

شراسة أكثر

وقالت “قرر الأطباء إعطائي العلاج الإشعاعي على الكبد، كنت أشعر بأن الدكتور رأى أنه ليس في الكبد، وكان يتمنى أن يزول بالإشعاعي، لكنه لم يختفِ، فقد ظهر في أكثر من جهة، ولم يستطع الأطباء السيطرة عليه. وقد أخبرني الطبيب بأن هناك علاجاً آخر في الرياض لا يوجد في الشرقية، فتم تحويلي إلى الرياض، وما زلت حتى اليوم أتلقى علاجاً مختلفاً كان في البداية صعباً، ولكن لا بد من الاستمرار”.

وتابعت “اليوم أنا ملتزمة بأخذ إبر المناعة، لأن مناعتي صارت ضعيفة جداً، وأنا أفضل من أي فترة أخرى، فجسمي تعود العلاج، ومتعايشة مع المرض رغم شراسته وانتشاره، وأمارس حياتي الطبيعية بحذر”.

وأكملت “أنظر إلى الجزء الإيجابي وهو كثرة العلاجات التي تسعى إلى القضاء على هذا المرض، ونتمنى إيجاد الحل. في البداية كنت متعبة جداً، ولكن اليوم تحملي للألم والجرعات أصبح أفضل، ونحن بشر لا يد أن نتحمل، والتفاؤل 75% من العلاج، لهذا حتى أنتصر يجب أن أكون متفائلة بأن الله سيكون معي ومع كل مريض، سواء كان بالسرطان أو بأي مرض آخر.”

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×