الزهراء.. واجهت السرطان 5 مرات في 6 سنوات أول مريضة سرطان يتم تطبيق الدراسة الجديدة عليها
القطيف: ليلى العوامي
بروحها المحاربة وابتسامتها التي لا تفارق محياها، قررت الزهراء آل ضاحي، ألا تستسلم للسرطان وتحاربه للمرة الخامسة بعد عودته إليها مجدداً.
“صُبرة” تابعت حالة الزهراء ومعاناتها قبل عامين، في تقرير سابق، لتعود اليوم وتستكمل قصتها، حيث قالت “بعد شفائي في 2023م، شاء الله أن يختبرني للمرة الرابعة، وكانت الخطة العلاجية زراعة خلايا جذعية”.
وأضافت الزهراء “حقيقة أخبرني الطبيب قبل عودة المرض، بأن الدراسات تفيد بإجراء زراعة خلايا جذعية وذلك بعد زراعة الخلايا التائية؛ للتأكد من القضاء على السرطان، لكنني رفضت وأخبرت الطبيب بأنني بخير؛ لأنني زرعت خلايا جذعية في 2019م، وبعدها أجريت لي زراعة الخلايا التائية.”
ارتفاع نسبة الخلايا
وتابعت الزهراء “في شهر الخير كنت أعتقد أنني أتناول طعاماً صحياً، بداية بالتمر والماء، وأتناول السلطة ولتراً ونصف لتر إلى لترين من الماء (المضاف إليه اللبان الذكر)، أتذكر كنا في لقاء جماعي مع الأهل (غبقة)، وكنت أشعر حينها بألم في كتفي فأصرت أخت زوجي أن أذهب إلى الطبيب للاطمئنان، وبالفعل توجهت إلى الطوارئ وهناك اكتشفوا ارتفاعاً في نسبة الخلايا، وقبل العيد ببضع أيام ذهبت إلى الطوارئ فقال لي أحدهم -بحسب وصفه- أنني (موسوسة وما فيني إلا العافية).
علاج موجه وشبه غيبوبة
وأكملت “وإذا بالطبيب يخبرني بأن السرطان قد عاد مجدداً، لكنني لم أخبر أهلي، فالعيد فرحة ولا أريد أن أحزنهم.
أخبروني بأن زراعة الخلايا الجذعية ستكون هذه المرة علاجاُ مكثفاً، ومنها الكيماوي، وسيكون فيه العلاج الموجه الذي يستمر 28 يوماً متصلاً، وله أعراض جانبية، منها النسيان وفقدان التركيز، ومع هذا حينما أخذته دخلت في شبه غيبوبة، لم أكن أشعر بشيء أين أنا؟! ولا أعرف من حولي؟، لم أتعرف إلا على ممرضة واحدة والحمد لله تحسنت”.
علاج إشعاعي
وأضافت الزهراء “خضعت لـ 12 جلسة علاج إشعاعي، منها على الرأس والجسم، كنت أتدبر القرآن وأنا في الجلسة الإشعاعية، كنت متصلة مع الله اللطيف الرحيم، الحمد لله لم تكن للجلسات مضاعفات شديدة.”
وتابعت “أخبرني الطبيب بأن هناك نوعاً من العلاج الكيماوي مكون من ثلاث إبر، في كل يوم إبرة، أخذت منهم إبرتين لكنه سبب لي التهابات في الفم والجهاز الهضمي، كنت لا أستطيع التحدث ولا تناول الطعام، ولا الشرب، كانت من أصعب الأوقات وكانت رحمة الله تحيطني، مؤمنة بأن الله معي، لن يتركني بهذا الألم، أنا مؤمنة بالطبيعة وكل ما يخرج من الأرض.”
الداء والدواء
واستكملت حديثها قائلة “في لحظة الألم من إبر الكيماوي، خالتي وزوجها هم المنقذان بعد الله، فبعد انتهاء الزيارة ذهبوا إلى محل لبيع العسل، وشرحوا للبائع ما كنت أعاني منه، فأعطاهم نوعاً مخصصاً من العسل، فسبحان خالق الداء والدواء”.
وأضافت “بعد الألم الذي أحاط بي استشرت طبيبة تعالج بالطب النبوي والحجامة، والإبر الصينية، أخبرتها عن نظامي الغذائي، وأخبرتني بأن نظامي خاطئ، فكثرة اللبان تسبب التهابات كثيرة في الجسم، وأعطتني قائمة بالممنوعات، فتركت خلطة اللبان الذكر بالماء، ثم اتبعت نظامها الغذائي وكان كالسحر، مريحاً للنفس، ويبعث البهجة في القلب.”
المرة الخامسة 60%
وتابعت “بعد انتهاء شهر محرم وصفر، شعرت بآلام متفرقة في جسمي، ورأسي، ورجلي، وبطني، وكنت أذهب إلى الطوارئ مراراً وتكراراً، وحينما لاحظ الطبيب زياراتي للمستشفى، قال إن لم يستقر الألم سوف أدخل التنويم، ليحاول معرفة السبب، وبالفعل وافقت”.
وقالت الزهراء “بعد أسبوعين أخبروني بأنهم سيجرون خزعة و إبرة ظهر، وظهرت النتيجة إيجابية وأن السرطان انتشر مرة أخرى بنسبة 60%، و أخبروني بأن هناك علاجاً واحداً ولكنه متعب.”
رحلة الرياض وسحب الخلايا
وتابعت الزهراء “ذهبت إلى الرياض أخبرني طبيبي بأن هناك دراسة بين السعودية وأمريكا، ودولة ثالثة، ولكن هيئة الغذاء والدواء حتى الآن لم توافق عليها، فأبلغته بأنني موافقة فانتظرنا الهيئة لترد علينا كي نبدأ، وأعطتنا الموافقة شيئاً فشيئاً، بدأنا بالتحاليل والأشعة.
بعدها بفترة أُعطينا موافقة على تركيب القسطرة، وبعدها بفترة سحب الخلايا، وبالفعل تم السحب ولكن جهاز التصنيع تعطل، فأرسلوا بطلب فنيين من الخارج وانتظرنا فترة من الزمن.”
أشعة البوزيترون
وأكملت “عاد الطبيب وسألني إن كنت جاهزة لتجميع الخلايا، فأكدت له أنني جاهزة، وبعد تجميعها انتظرنا أسبوعين وأصبحت الخلايا جاهزة، ثم توجهنا إلى المستشفى وأعدنا التحاليل، ومعي أشعة البوزيترون التي يكتشف من خلالها الطبيب الأماكن التي تتواجد فيها الخلايا السرطانية، ثم تم تنويمي وأخذت جرعة كيماوي مخفف، ولكنني تعبت منه قليلاً، وأصبحت أتحسس من أشياء لم أكن أتحسس منها من قبل مثل البيض، والموز، والكيوي”.
اليوم الموعود والخروج
واستطردت “الحمدلله أنهينا الجرعات المخففة، وتم منحي استراحة عدة أيام، وبعدها جاء اليوم الموعود وكان في 13 أغسطس الماضي، وأتذكر أن الغرفة كانت ممتلئة، من الاستشاري، وأطباء وممرضات، ولا ننسى هيئة الغذاء والدواء”.
وأضافت “الحمد لله بقيت في المستشفى أسبوعين آخرين، وكنت وقتها أعاني من صعوبة المشي، ولكنني قلت في داخل نفسي: كوني قوية، وكنت أتمشى في القسم، وحينما جاء وقت الخروج، كان أحلى يوم في حياتي”.
واختتمت حديثها “أحب أن أشكر كل طبيب ساعدني، كانت كلماتهم كالبلسم، وكانوا يعينوني على تحمل الألم، وهكذا أصبحت أول محاربة تطبق عليها الدراسة الجديدة، ومن الجميل أن نشجع المنتج الوطني، شكراً للحكومة الرشيدة، على كل الجهود الجبارة التي يقدمونها إلى الشعب”.