فواتحنا يجب أن تتغير.. لا وقوف ولا مصافحة.. ولا تقبيل نحو ثقافة جديدة في العزاء
أمين العقيلي
العزاء من أهم القيم الاجتماعية والإنسانية التي تُظهر تلاحم المجتمع وتكاتفه في أوقات الفقد، فهو واجب شرعي وأخلاقي لتخفيف آلام المصاب ومواساته في مصابه الجلل، لكن ما نراه اليوم من ممارسات أصبحت تثقل كاهل أهل الفقيد وتزيد من معاناتهم، يستحق أن نتوقف عنده ونعيد النظر فيه.
فقد اعتاد الناس على الوقوف في طوابير طويلة للتعزية، تمتد أحيانًا لساعات طويلة، وكل معزٍّ يُصر على المصافحة وربما التقبيل. هذه العادة، وإن كانت نابعة من حسن نية وحرص على أداء الواجب، إلا أن نتائجها سلبية على أهل الفقيد:
• إنهاكهم بالوقوف الطويل رغم تعبهم النفسي والجسدي.
• معاناة كبار السن والمرضى الذين يضغطون على أنفسهم حياءً لمجاملة المعزين.
• انتشار بعض الأمراض نتيجة المصافحة والتقبيل.
• ضياع أوقات المعزين أنفسهم بالانتظار الطويل.
وقد سبق أن كتبت أكثر من مرة حول هذه الممارسة، سواء قبل جائحة كورونا أو بعدها، حيث كانت أزمة التباعد فرصة مناسبة لتصحيح هذه العادة الاجتماعية. فقد تعوّد الناس وقتها على التعزية بالقول فقط من دون مصافحة، وكان الالتزام بها سهلاً وطبيعيًا.
لكن ما لبثنا أن عدنا بعد انقضاء الأزمة إلى ما كنا عليه، وكأن شيئًا لم يكن! واليوم، ومع انتشار الإنفلونزا بشكل واسع في هذا الموسم، لا يزال التمسك بهذه الممارسة القديمة قائمًا، رغم ما تحمله من أضرار صحية واضحة.
وقوف جميع الأقارب.. مشقة إضافية
إلى جانب ذلك، برزت عادة أخرى مرهقة تتمثل في وقوف جميع أفراد العائلة والأقارب والأصهار في صف واحد ممتد داخل المجلس، بحيث يُضطر الداخل لمصافحة الجميع من بدايته إلى نهايته.
هذه الصورة، وإن بدت شكلًا من أشكال الاحترام، إلا أنها تزيد المشقة على أهل الفقيد وتحوّل المجلس إلى عبء ثقيل على المعزين أيضًا.
إن الأصل أن يقتصر الوقوف على ذوي المتوفى من الدرجة الأولى فقط (الأبناء، الإخوة، الأعمام ، الأخوال الزوج )، بينما يكتفي بقية الأقارب بالجلوس والمشاركة المعنوية، وبهذا يُحفظ المقصد الشرعي والإنساني للعزاء من دون إرهاق أو عناء.
نحو ممارسات أيسر وأقرب للمعنى الحقيقي
إن الواجب الشرعي والإنساني لا يتحقق بكثرة المصافحة أو طول الصفوف، بل يكفي الكلمة الطيبة والدعاء الصادق، كما قال رسول الله ﷺ: “من عزى مصابًا فله مثل أجره”.
ولتصحيح هذه العادات المرهقة يمكن تبني خطوات عملية، منها:
1. جعل التعزية لفظية فقط: المرور أمام أهل الفقيد والتلفظ بعبارات العزاء مثل “أحسن الله عزاكم” أو “عظم الله أجوركم”، دون مصافحة أو تقبيل.
2. الاقتصار على وقوف ذوي المتوفى من الدرجة الأولى، مع جلوس بقية الأقارب في أماكنهم والاكتفاء بالمشاركة الوجدانية.
3. تنظيم مواقع العزاء: بوضع حاجز أو ترتيب واضح يسهّل مرور المعزين ويقصّر مدة الوقوف.
4. التوعية المجتمعية: عبر لوحات إرشادية داخل وخارج المجلس تؤكد أن التعزية بالقول تكفي وتحقق المقصود.
5. دور الخطباء والدعاة: بتخصيص كلمات توجيهية في المساجد تحث على البساطة في العزاء وتوضح أثر الممارسات المرهقة.
6. مبادرة أهل الفقيد أنفسهم: بإشعار الحاضرين منذ البداية أن التعزية ستكون بالقول فقط، والاكتفاء بوقوف الأقربين.
خلاصة
إننا بحاجة إلى وقفة جادة ومسؤولية مشتركة من الجميع، لنخفف عن أهل المصاب بدلاً من أن نزيد آلامهم، فالعزاء ليس مظهرًا شكليًا أو طقسًا اجتماعيًا، بل هو رسالة إنسانية صادقة تصل بالكلمة والدعاء.
فلنجعل من ثقافة التعزية بالقول عادةً أصيلة في مجتمعنا، تحفظ كرامة الفاقد وتخفف عنه، وتحقق روح المواساة بأبسط وأصدق صورة.
احسنت النشر لقد أسمعت لو ناديت حيّاً، ولكن لا حياة لمن تنادي
البعض يسلم على شخص يعرفه ومن زمان ما شافه ويحكي له قصة حياته ويعطل الي خلفه
كذلك في الأعراس التصوير نعلم انها ليلة العمر
ويحب العريس التصوير مع أصحابه وأقاربه ومن يعز عليه ولكن التصوير مع فرداً فردا يضيع الوقت ويعطل من لديه التزامات وجاء ليهنئ ويمشي
أحسنت وأصبت بارك الله فيك وأزيد على ذلك حتى ٣ أيام وعلى فترتين متعبة وبالذات للكبار وأصحاب الفاتحة فنكتفي بيومين ولفترة واحدة كل يوم بعد المغرب لمدة ٣ ساعات كافية