أهالي تاروت بحاجة إلى مستشفى
د. ريان المصلي |
إحتياج أهالي جزيرة تاروت إلى مستشفى بات أكثر حاجة من الماضي، بالخصوص في خضم الزحام أوقات الذروة في طرق الخروج من الجزيرة. والتي قد يُنتظر فيها لنصف ساعة أو يزيد أحياناً. أعداد السكان في الجزيرة يقارب المئة ألف نسمة في مجموعة مناطق؛ وسط تاروت، الربيعية، سنابس، دارين، الزور، التركية، المنيرة، المشاري، المناخ، الدخل المحدود، المزروع والشاطئ.
من المعلوم أن الحالات الطبية الطارئة تحتاج إلى تدخلات سريعة في دقائق، والتأخير كل دقيقة يؤثر على حياة المريض سلباً. مثل الجلطات القلبية التي تحتاج إلى مسيلات مذيبة لها خلال دقائق وإلا تتعرض حياة المصاب للخطر.
هناك حاجة ماسة لوجود مستشفى حكومي متكامل يحوي مركز طوارئ معد بالأجهزة اللازمة للتدخلات السريعة والإنعاش. كما يجب أن يتضمن مركز لمعالجة أمراض القلب، الباطنة، القصبات الهوائية على سبيل المثال لا الحصر. مركز عناية مركزة مهيئ بأجهزة التنفس الصناعية، غرفة عمليات للتدخلات الطارئة والحوادث.
أعتقد أن العوائق لإيجاد هكذا مستشفى سهلة الحل، مثل وجود مساحة أرضية والذي ليس بالأمر المستحيل، بالخصوص إذا قارناه بأهمية الموضوع. فلو احتوى هذا المستشفى على ١٠٠ سرير مثلاً فالمساحة تقدر بمئة ألف متر مربع فقط مقارنةً بمليون متر مربع لأحد المشاريع الصحية في الدمام!
كل مشروع لابد له من مبلغ مالي وقد يكون كبير في نظر البعض، لكننا كأطباء ننظر لهذه الأمور بمنظور مختلف. فحياة الإنسان وصحته لا تقدر بثمن. ولكن لنتحدث عن مسألة الميزانية بإيجاز ونرى أنها من صالح المشروع لا ضده. فإذا نظرنا للتوفير الذي بالإمكان أن يشكله مستشفى بتاروت على المستشفيات المجاورة كعنك، القطيف والدمام. فتكون الميزانية شبه مستعادة. فعلاج المشاكل الصحية سريعاً يقلل من نسبة المضاعفات والتي يكلف علاجها مبالغ أكبر بكثير من علاج المرض الأساس.
———
* أستاذ مساعد، طب باطني وأمراض صدرية، كلية الطب، جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل.