بين أبي وائل القطيفي و أبي جلواح الأحسائي
محمد الجلواح
أرسل لي الأخ والصديق العزيز الشاعر محمد أمين أبو المكارم القطيفي العوامي (أبو وائل)، هذه الأبيات يذكر فيها طول الغياب بيننا واشتياقه لزيارتي له في منزله، وذلك مساء يوم السبت 5 ربيع الآخر1447هـ، 27 سبتمبر 2025م:
أطلت البعد يا (جلواحَ) قل لي
لماذا الهجر صاحِ والتغلي؟
أشحت بوجهك البسام عني
فمن أين التبسم والتملي؟
وأين القهقهات متى أراها
وأسمعها وأسكر وهي ظلي؟
(تجلْوَح) وابتسم قهقه ولحّن
وكن صوت المحبة والتجلي
فوعدته بالرد السريع، ولكن أصابتني (إنفلونزا) ورشح وزكام أعاقني عن الرد، و لما تأخر ردي عليه أَلْحَـقَ أبياته السابقة بعد يوم واحد بهذه الأبيات الطريفة:
وشعرًا ردّ أو لا ردّ نثرًا
لعلّ الحرف في شفتِي يُصَلّي
ولا تبخل ففي (الأحسا) غيوم
تروّي أرضها العطشى بوبل
وإمّا الوابل استعصى أتاها
من الألحان سقياها بطلّ
فإن أبطأت (تذبحه خروفًا)
تُـكَـفِـّر عن غيابك أو (بعجل)
فلم أر بداً من سرعة الرد عليه و أنا في حالتي المَـرَضية، فكتبت له رداً على المقطوعتين، وألمحت فيهما أنني إذا لم أقم بزيارتك فتكرم أنت بزيارتي، وذلك في يوم الثلاثاء 8 ربيع الآخر1447هـ، 30 سبتمبر 2025م:
(1)
مَعاذ الله أن أبْـقى بَعِـيدًا
فليس البُعْـدُ طبعي، والتّـغَـلّي
فأنت بخافقي ألَـقٌ، وعطرٌ
وحقلٌ ـ يا صديقي ـ أيُّ حقلِ
جُـمانُكَ في ثناياها كُنوزٌ
حَـظِيْـتُ بها، وأغنت لي (مَحَلِّي)
فإن غابت بِداركَ قهقهاتي
فجُـدْ وَصْلًا، أيا شمسي وظلي!
(2)
أعاق الرَّدَّ إعياءٌ، وظَـرْفٌ
وحَـيرةُ مُتْـعَـبٍ يُخْلِي، ويُمْلِي
فلا تعجلْ إذا ما جاء رَدّي
بطيئا، أو تأخّـرَ في السِّجِـلِّ
ولو أني قَدرتُ لجئت زَحفا
إليك، فأنت في قلبي، وعقلي
معي (عِـجْلٌ)، ويتْبَعُهُ (خروفٌ)
و(لُومِيٌّ)، و(تمرُ اخلاصْ) (أصْلِي)!