ضمن مبادرة ولي العهد.. إطلاق “مؤشر عالمي لحماية الطفل سيبرانياً”
الرياض: واس
كشفت مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني عن إطلاق “مؤشر حماية الطفل في الفضاء السيبراني” بالتعاون مع المعهد الدولي (DQ)، والمنظمات الدولية ذات الصلة.
يأتي ذلك في ضوء المستهدفات الإستراتيجية للمبادرة العالمية التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد -حفظه الله-؛ “حماية الطفل في الفضاء السيبراني”، والهادفة إلى تعظيم العمل الجماعي وتوحيد الجهود الدولية، وزيادة الوعي العالمي لدى صناع القرار بشأن التهديدات المتزايدة التي يتعرض إليها الأطفال في الفضاء السيبراني، وتعزيز الاستجابة العالمية عبر التعاون الدولي بصفتها إحدى الأدوات الإستراتيجية لمعالجة الموضوعات الحيوية ذات الصلة بحماية الطفل في الفضاء السيبراني.
وأعلنت مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني- ضمن أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2025م المنعقد في العاصمة الرياض- أنه تم تطوير “مؤشر حماية الطفل في الفضاء السيبراني” ليكون أداة عالمية تمكّن من قياس التقدم المحرز على صعيد بناء فضاء سيبراني أكثر أمانًا للأطفال، إضافة إلى تزويد صناع القرار برؤى عملية تسهم في تعزيز حماية الطفل في الفضاء السيبراني, ويقوم المؤشر على منهجية قياس شمولية؛ ويرتكز على جميع الأبعاد ذات الصلة بحماية الطفل، ومنها المدارس، والأهالي، والبنى التحتية التقنية، وشركات القطاع الخاص، وسياسات الدول تجاه حماية الطفل.
وتسعى مبادرة “حماية الطفل في الفضاء السيبراني” إلى تحقيق مستهدفات طموحة على المستوى الدولي من خلال الوصول إلى أكثر من 150 مليون طفل حول العالم، وتطوير مهارات السلامة السيبرانية لأكثر من 16 مليون مستفيد، ودعم تطبيق أطر عمل للاستجابة للتهديدات السيبرانية التي يتعرض لها الأطفال في أكثر من 50 دولة حول العالم.
وكان المنتدى الدولي للأمن السيبراني، أنجز في وقت سابق دراسة عالمية أسهمت في تسليط الضوء على موضوع حماية الطفل في الفضاء السيبراني بصفته موضوعًا دوليًا حيويًا وملحًا، إذ مكّنت هذه الدراسة التي شارك بها أكثر من 40 ألف من 24 دولة في 6 مناطق حول العالم، من بناء فهم شاملٍ للحاجات على المستوى الدولي، وتطوير إستراتيجية متكاملة انبثق عنها أطر وطنية ومبادئ توجيهية ومشاريع دولية عملت مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني على تنفيذها مع عدد من الشركاء الدوليين.
وعلى صعيد البرنامج الذي أطلقته مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في ضوء مبادرة حماية الطفل في الفضاء السيبراني، كشفت المؤسسة عن دعم خطوط المساعدة الخاصة بالأطفال في أكثر من 30 دولة، إلى جانب تطوير أطر عمل لتدريب أكثر من 5 ملايين من أولياء الأمور ومقدمي الرعاية على أسس السلامة السيبرانية للأطفال.
وفيما تكتسب مبادرة “حماية الطفل في الفضاء السيبراني”، أهمية كبيرة في ظل التهديدات المتزايدة عالميًا، والجاهزية المحدودة للتعامل مع هذه القضية على مستوى الدول، جاء اعتماد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإجماع في يوليو 2025م للقرار الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية بشأن حماية الأطفال في الفضاء السيبراني انطلاقًا من المبادرة العالمية لسمو ولي العهد -حفظه الله- لحماية الطفل في الفضاء السيبراني، ليجسّد الأهداف الإستراتيجية للمبادرة، ويؤكد مساعي المملكة نحو بناء فضاء سيبراني أكثر أماناً للأطفال في جميع أنحاء العالم.
وتتولى مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني التي أُنْشِئَت بأمر ملكي كريم في العام 2023م بصفتها مؤسسة مستقلة وذات بعد دولي، الإشراف على تنفيذ مشروعات مبادرتي سمو ولي العهد العالميتين كأحد مهماتها، وتوحيد جهود أصحاب المصلحة عالميًا في ذلك عبر فتح آفاق الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات، ودفع عجلة الحوار بين أبرز الخبراء في موضوعات الأمن السيبراني ذات الصلة بحماية الطفل وتمكين المرأة، وبما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية حول العالم.
وأعلنت المملكة ممثلة بالهيئة الوطنية للأمن السيبراني بالتعاون مع الشركة السعودية لتقنية المعلومات (سايت)، ومؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني، وبالشراكة مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة عن إطلاق المبادرة العالمية لبناء القدرات الدولية في الفضاء السيبراني.
جاء ذلك خلال النسخة الخامسة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني المنعقدة في العاصمة الرياض تحت شعار “تعزيز المكتسبات المشتركة في الفضاء السيبراني”.
وجاء إطلاق المبادرة استجابةً للتحديات الإستراتيجية التي تواجه قطاع الأمن السيبراني دوليًّا، ولا سيما في مجالات الأمن السيبراني الأكثر إلحاحًا، ومنها الفجوة العالمية في عدد المتخصصين في مجال الأمن السيبراني، والبالغ عددهم 2.8 مليون متخصص وفقًا لتقرير “القوى العاملة في مجال الأمن السيبراني لعام 2024م: سد النقص في القوى العاملة والمهارات” الصادر عن مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني.
وتقوم هذه المبادرة العالمية على خمسة مسارات: برامج البحث والتطوير، وبرامج المحاكاة والتمارين سيبرانية، وبرامج تدريبية، وتطوير السياسات، وورش العمل؛ بما يُسهم في تنمية مهارات مجموعة واسعة من المستفيدين، ومن ذلك صناع السياسات، وأجهزة إنفاذ القانون، والدبلوماسيين، والمختصين في المجال.
وتنطلق المبادرة من رصيد طويل في بناء منصات ذات بعد دولي، وإطلاق مبادرات عالمية رائدة في مختلف المجالات ذات الصلة بالفضاء السيبراني، ومن أهمها المبادرتان العالميتان لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-؛ مبادرة “حماية الطفل في الفضاء السيبراني”، ومبادرة “تمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني” اللتان تأتيان لتعظيم العمل الجماعي وتوحيد الجهود الدولية، وزيادة الوعي العالمي لدى صناع القرار بشأن التهديدات المتزايدة التي يتعرض إليها الأطفال في الفضاء السيبراني، ومعالجة التحديات المتمثلة في انخفاض مشاركة المرأة، والنقص المتزايد للمتخصصات في مجال الأمن السيبراني بما يضمن تعزيز الصمود السيبراني عالميًا.
وكانت المملكة قد أنشأت مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني بأمر ملكي كريم، وأسهمت في إنشاء اللجنة الوزارية للأمن السيبراني بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتأسيس مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية، وإطلاق مبادرات إستراتيجية أخرى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني، وتحفيز التنمية ورخاء الإنسان حول العالم.