3 خطوات للوقاية من “الغباء” البشري أمام “الذكاء” الاصطناعي المهندس اللباد يحمّس قاعة مركز التنمية بقصة عمرها 75 سنة
القطيف: فاطمة الشاعر
إنه اليوم الأول فقط، من الدورة التدريبية “مدخل إلى الذكاء الاصطناعي: مفاهيم و تطبيقات”، التي ينظمها مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف، و يقدمها المهندس حسن عبدالله صالح آل لباد.
وصباح اليوم؛ ركز المدرب على تعريفات أساسية، مشيراً إلى الفروق الدقيقة بين الأتمتة و الذكاء الاصطناعي، وأوضح كيف أن الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية في كيفية تعامل الآلة مع الإنسان.
الدورة حرَكت الحضور في رحلة تاريخية تبدأ من الخمسينيات، موضحةً كيف بدأت بحوث الذكاء الاصطناعي منذ عام 1950م، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي ليس وليد اللحظة كما يعتقد البعض.
ثم انتقل المدرب إلى الحديث عن الخوارزميات باعتبارها العمود الفقري للذكاء الاصطناعي، موضحًا تأثيرها في تشكيل محركات البحث و اتخاذ القرارات الرقمية التي نعيشها يوميًا، و قد عزز هذا الطرح بعرض مقطع من قناة الجزيرة الوثائقية، يبيّن بوضوح كيف أصبح الذكاء الاصطناعي جزء أساسي في حياتنا.
ثم توسّع النقاش بعد ذلك ليشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة مثل الطب، التعليم، المجالات العسكرية، و التطبيقات العلمية، مع عرض برامج عملية تُجسد حضور الذكاء الاصطناعي في هذه القطاعات.
كما تطرّق المدرب إلى الفروق بين محركات البحث التقليدية التي تعتمد على الكلمات المفتاحية، و الأدوات التوليدية التي تستند إلى صياغة أوامر دقيقة للحصول على نتائج ذكية.
و في سياق الحديث عن التحديات التي يواجهها مستخدمو الذكاء الاصطناعي، أشار المدرب إلى بعض العقبات مثل سرعة تدفق المعلومات، و عائق اللغة، خصوصًا محدودية المحتوى العربي، بالإضافة إلى التكلفة المرتفعة لبعض الاشتراكات. كما نبّه إلى الأخطاء الشائعة، أبرزها الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي كمصدر وحيد للمعلومة دون التحقق أو المراجعة.
ولتوفير تجربة عملية للمشاركين، نظّم المدرب جلسة لتعليم “هندسة الأوامر”، حيث استعرض كيفية صياغة التعليمات بشكل فعّال، وشرح المدرب العملية التي تمر بثلاث مراحل مترابطة:
1. مرحلة البدء: تحديد الدور و الصياغة الدقيقة و الواضحة.
2. مرحلة التحسين: النقد، طرح الأسئلة، و التحقق من المخرجات.
3. مرحلة المراجعة: التكيف مع النتائج، العودة إلى المصادر، و ضبط التنسيق النهائي.
في منتصف اليوم الأول، انطلق نشاط تفاعلي شارك فيه الحضور، حيث طُلب من كل مجموعة صياغة أوامر عملية للذكاء الاصطناعي بهدف الحصول على نتائج دقيقة و ذكية. كان هذا التمرين ليس فقط تطبيقًا عمليًا، بل فرصة للتجربة الجماعية و تبادل الآراء و تصحيح الأخطاء، مما أضفى حيوية على قاعة التدريب و أثار نقاشات جادة.
ومع استمرار الدورة يوم غدٍ، من المتوقع أن يتم التطرق إلى مواضيع متقدمة مثل إدارة البريد الإلكتروني بطرق أكثر إنتاجية، إدارة الاجتماعات الذكية، و استعراض تطبيقات عملية أخرى، مما يترك انطباعًا قويًا لدى المشاركين و يثير فضولهم لما سيحمله اليوم الثاني من مفاجآت معرفية و تجارب عملية جديدة.