النسخة العاشرة من واحة الإعلام.. مشاريع وطنية ضخمة

الرياض: فاطمة الشاعر
منذ اللحظة الأولى لدخول مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات صباح أمس، كان واضحًا أن النسخة العاشرة من واحة الإعلام مختلفة، ليس فقط من حيث الحجم والتنظيم، بل أيضًا من حيث الحضور الكبير وتنوع المشاركات.
القاعة الضخمة، الممتدة على مساحة 4 آلاف متر مربع، بدت وكأنها مدينة مصغّرة تعج بالحركة والأفكار، وتجمع إعلاميين من كل أنحاء العالم.
مشهد تفاعلي نابض
الأركان المتنوعة جذبت الزوار من اللحظة الأولى في وادي الواحة، نقل البث المباشر وقائع الافتتاح، فيما توزع الإعلاميون بين الاستوديوهات الأربعة التي استضافت قنوات محلية ودولية.
أما معرض الواحة، فخطف الأضواء بعرضه قصص مشاريع وطنية ضخمة مرتبطة برؤية المملكة 2030، مثل نيوم و روح السعودية.
حضور وطني وعالمي
الأجنحة المشاركة مثل وزارة الرياضة، هيئة تطوير عسير، وكالة الفضاء السعودية، و البنك الأهلي، عكست حجم الاهتمام المحلي. أما مشاركة كبرى شركات التقنية والاتصالات، فأضفت بُعدًا دوليًا جعل الحدث منصة حقيقية للتواصل وتبادل الخبرات.
مع انطلاقة واحة الإعلام في الرياض، برزت المشاركة النوعية لعدد من القطاعات الوطنية و الشركات الكبرى، التي أسهمت بدور محوري في إنجاح الفعالية و تعزيز رسالتها الإعلامية.
حضرت وزارة الرياضة في واحة الإعلام من خلال مبادرات تبرز اهتمامها بالشباب، و تأكيد دورها في صناعة محتوى يواكب الحراك الرياضي المتسارع في المملكة. وقدمت الوزارة عبر أجنحتها التفاعلية صوراً من النهضة التي تشهدها الرياضة السعودية محلياً و عالمياً، لتُظهر كيف أصبح الإعلام شريكاً أساسياً في نقل قصص الإنجاز و ربط الحراك الرياضي بروح المجتمع و تطلعاته.
نيوم.. المستقبل في قلب الحاضر
أما نيوم، فقدمت عبر مشاركتها نموذجاً لرؤية المستقبل، حيث عرضت مشروعاتها الكبرى التي تعكس طموح المملكة في بناء مدن ذكية و إنسانية، تستند على الابتكار و التقنية.
و جاء حضور نيوم ليؤكد أن الإعلام ليس مجرد ناقل للحدث، بل شريك في صياغة صورة هذه المشاريع للعالم و إبراز دورها في تعزيز مكانة السعودية كمركز عالمي للاستثمار و المعرفة.
تمكين التحول الرقمي
شاركت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بعرض أبرز مشاريع التحول الرقمي، مؤكدة دورها في دعم الإعلام التقني، وتطوير البنية الرقمية للمملكة. و قدمت الهيئة أجنحة تفاعلية تعرف الحضور على أحدث التقنيات والابتكارات في مجال الاتصالات والفضاء الرقمي، لتوضيح كيف أصبح الإعلام وسيلة لنقل الابتكار والتقدم العلمي للمجتمع.
التنمية الإقليمية في عسير
سلطت هيئة تطوير منطقة عسير الضوء على المشاريع التنموية في المنطقة، بما يشمل البنية التحتية و السياحة المستدامة، مؤكدة أهمية الإعلام في تعزيز صورة المنطقة داخلياً و خارجياً.
و جاءت مشاركة الهيئة لتعكس كيف يمكن للتعاون بين الإعلام و الجهات الحكومية أن يعزز الجاذبية الاستثمارية و السياحية في مختلف المناطق.
في أروقة الفعالية، حضرت روح السعودية كهوية جامعة تعكس القيم الأصيلة و الانفتاح على العالم، لتجعل من واحة الإعلام منصة حقيقية للتعبير عن طموحات “رؤية 2030”.
حيث التقت التجارب الإعلامية مع الحضور المؤسسي من وزارات وهيئات وطنية، في مشهد يجسد تكامل الجهود نحو صناعة محتوى سعودي مؤثر إقليمياً ودولياً.
بهذا، لم تكن واحة الإعلام مجرد فعالية إعلامية، بل مساحة وطنية انطلقت منها رسائل تعكس عمق التجربة السعودية، و تبرز الشركاء الذين يسهمون في صياغة المستقبل، من وزارات و هيئات وطنية إلى شركات ابتكار و تقنية و مشاريع تطويرية، جميعها موحدة في رؤية إعلامية واحدة.
تزامن مع حدث عالمي
و تزامنت هذه الفعالية مع انعقاد الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات التي تشارك فيها وفود من أكثر من 190 دولة تحت شعار “التنظيم من أجل التنمية الرقمية المستدامة”.
و خلال الجلسات الأولى، دار نقاش واسع حول قضايا الذكاء الاصطناعي، حوكمة تقنيات الكم، و الألعاب الإلكترونية، و هو ما جذب اهتمام الشباب الحاضرين بشكل لافت.
ختام أول يوم.. انطباع بالثقة
مع ختام اليوم الأول، غادر كثير من الزوار و الأصوات تعكس حماسة كبيرة للأيام المقبلة، ومن الواضح أن النسخة العاشرة من “واحة الإعلام” رسّخت مكانتها كملتقى يربط بين الإعلام التقليدي و المستقبل الرقمي، و يعكس صورة المملكة كمنصة عالمية لصناعة المحتوى والإبداع.