فاتورة كهرباء مدرسة بقيمة 70 ألف ريال..!
حبيب محمود
في سياق دردشة مع صديقٍ قديمٍ يعمل في قطاع التعليم؛ أسرّ إليّ بمعلومةٍ مجهولة.. وصادمة. قال إن بعض فواتير كهرباء المدارس تصل إلي 70 ألف ريال شهرياً..!
إنه رقمٌ هائل، والهول مضروبٌ في “أس 100″؛ إذا علمنا أن عدد المدارس السعودية يتخطى حاجز الـ 36 ألف مدرسة. ولو افترضنا أن معدّل الفاتورة الشهرية لكلّ مدرسة هو 10 آلاف ريال فقط؛ فإن قيمة فواتير المدارس كلها تتجاوز 360 مليون ريال شهرياً..!
360 مليوناً فقط لتكلفة كهرباء، لا تشمل أجهزة التكييف، ولا الإنارة، ولا سائر الأجهزة والأنظمة الكهربائية والإلكترونية التي لا يعلم عن أسعارها إلا المسؤولون المعنيون في الوزارة.
ونحن ـ المواطنين ـ نفهم لغة فواتير الخدمات جيداً. قبل أن تلامس قيمة الفاتورة سقف الألف ريال؛ نبدأ في محاسبة زوجاتنا وأبنائنا. نطوّر هواية إطفاء الإنارة الزائدة، وأجهزة التكييف، ومراوح الشفط.. تلك شيمة من شيم الآباء الكهول، فما بالك بالمسنّين..؟!
تتطوّر هذه الهواية؛ بتطوّر نفقات الأسرة. فالفاتورة تقع ضمن “مصروفات” كثيرة. والسادة المستهلكون في المنزل؛ يتنعّمون بـ “مجّانية” كلّ شيء، فلا فرق لديهم بين أن تحمل الفاتورة 70 ريالاً وبين أن تصرخ بـ 7 آلاف ريال. العمدة، عند المستهلك غير المنتج، أن يتنعم بالخدمة، بصرف النظر عن دافع قيمتها، وحجم القيمة المدفوع.
وفي مدارسنا؛ تُصرف مبالغ طائلة في صمتٍ. لا أحد يعرف من دفع، وكم دفع، وكيف دفع. المهمّ هو أن يحصل الطلاب على بيئة مدرسية مريحة. وما من غمٍّ أثقل من انقطاع كهرباء، أو تعطل تكييف، أو اضطراب إضاءة. خاصة مع عودة الدراسة قبل طلوع سهيل، و “فوحة” الرطوبة، ومكابدة أجهزة التكييف كلّ هذا الضغط.
