في “الضاحية”.. سعيد المهر يدفع نصف راتبه لمنزل متصدع وآيل للسقوط مشكلة منتشرة في أساس الإنشاء مرّرها مستثمرون على حالمين مساكين
"بيت الأحلام" تحول لـ"كابوس".. ولا توجد جهة تنظر في مشكلات المواطنين

شاهد الفيديو في قناة صُبرة ـ يوتيوب
البيضاء: جمال أبو الرحي
إنه بيت الأحلام الذي تحول إلى كابوس.. بيت لا يصلح للسكن.. وفي الوقت نفسه؛ لا مكان آخر يمكن أن تأوي إليه الأسرة..
كابوس اشتراه المواطن سعيد أحمد المهر من حرّ ماله. وظل هذا الكابوس يطارده ليل نهار، ويدفع نصف راتبه الشهري أقساطاً لثمن بيت آيل للسقوط فعلياً. إنه ليس صاحب القصة الوحيدة في حي ضاحية الملك بمحافظة البيضاء.
إنه صاحب قصة من قصص كثيرة منتشرة في هذا الحي.. بيوت متصدعة وقابلة للانهيار، وغير آمنة لمن يسكن فيها.
سعيد المهر موظف في وزارة التعليم، وأحد أهالي حي الوسادة بمدينة القطيف.. التقته “صُبرة”، وسرد قصته مع نوع منتشر من الغش الواضح وضوح الشمس..
يقول “بدأت البحث عن منزل أحلامي عندما بدأت جائحة كورونا في الانتشار، واجتاحت العالم في ذلك الوقت، وقبل فرض الحجر الصحي على القطيف وجدت بيتاً في محافظة البيضاء “ضاحية الملك فهد “وعزمت على شرائه”.
يضيف “لكن في اليوم التالي، بتاريخ 8 مارس 2020، أصدرت وزارة الداخلية أمرًا بإغلاق محافظة القطيف أمام حركة الدخول والخروج، ووقف الأعمال مؤقتًا، بعد تسجيل أول حالات الإصابة بالفيروس، وبعد 53 يومًا عادت الحركة المرورية لشوارعها وطرقها، وفي هذا الوقت ذهبت إلى مدينة الدمام لإتمام عملية الشراء وتوقيع العقد.”
ويشرح سعيد المهر “في خضمّ الظروف المقلقة التي كنا نعيشها في تلك الفترة، كان همّي الوحيد هو توقيع عقد شراء المنزل، وللأسف غابت عن ذهني فكرة إجراء الكشف الهندسي عليه للتأكد من جودته وسلامة الهيكل الإنشائي للعقار.”
ويتابع “في شهر أغسطس من عام 2020، الموافق لذي الحجة 1441هـ، وأثناء الاحتفالات المبهجة، انتقلت مع أسرتي إلى منزلنا الجديد في محافظة البيضاء، لكن لم تمضِ سوى فترة قصيرة حتى بدأت حياتنا تنقلب بشكل دراماتيكي مع “منزل أحلامنا”، وظهرت أولى التشققات الصغيرة على الجدران، ثم أخذت تتسع وتزداد بمرور الوقت، مصحوبة بأصوات مرعبة ناتجة عن تصدعات في هيكله وجدرانه.”
“بادرت حينها بالاتصال هاتفيا بالمستثمر الذي باعني البيت، فحضر بنفسه وعاين العيوب، وقام بإصلاحها، لكن للأسف، بعد فترة وجيزة عادت التشققات مجددًا، ومعها الأصوات المقلقة ذاتها، تكرر هذا المشهد المحبط أكثر من مرة، وثانية وثالثة، لي ولأسرتي، وكان البائع في كل مرة يقوم بإصلاحها مؤقتًا.”
ويستطرد المهر “في المرة الرابعة، رفض إصلاح العيوب الخطيرة التي كما وصفها، وقال لي “صدعت رؤوسنا” وقلبت فرحتنا بامتلاك بيت العمر إلى هم دائم وخوف وقلق مستمر، فعندما نأوي للنوم تنتابنا هواجس سقوط السقف على رؤوسنا لا قدر الله، وصرنا نبيت على هواجس لا تنتهي، ونتساءل جميعاً هل سيصمد هذا السقف الليلة؟ هل سنستيقظ على كارثة.”
ويكمل حديثه قائلاً “أكثر ما أرعبنا بحق، لم تكن فقط التشققات الظاهرة أو الأصوات الغامضة، بل كانت أصوات تكسر السيراميك في دورات المياه وسقوطه المفاجيء على الأرض، وبعض تصدعات البيت، وتحديداً غرفة المعيشة هي الأكبر بحيث أن أشعة الشمس تنفذ من بين تلك الشقوق لداخل الغرفة.”
ويواصل شرح معاناته “اضطررت لاستدانة 20 ألف ريال لإصلاحه، وإعادة تركيب السيراميك، وصبغ البيت من الداخل، بعد أن تخلّى البائع عن صيانته، ورغم ذلك عادت التصدعات من جديد، فأهملت صيانتها لأنها تكلف مبالغ لا استطيع توفيرها.”
ويتذكر المهر معاناتهم في فصل الشتاء قائلاً “في السنوات الخمس الماضية، كانت أيام المطر تمثل لنا كابوسًا حقيقيًا، فبيتُنا يتحول إلى بركة ماء كلما انهمرت الأمطار علينا كالسُّيول، نتنقّل بين الغرف ونحن نحمل المناشف والدلاء.”
أخذنا سعيد، في جولة داخل منزله الجديد “المتهالك” وأطلعنا على جميع العيوب التي أصبحت جزءًا من تفاصيل حياته اليومية، وكانت التصدعات تملأ الجدران، فيما بدأ ميلانه للجهة الخلفية واضحًا للعين، خاصة في الدور العلوي، الذي كان واضحاً جداً، وشرح لنا كيف كان يهبط على فترات متعددة في السنوات الماضية.
وتسائل هل كان ذلك بسبب وجود التجمع الكبير للمياه خلفه، أم لأن الأرض لا تصلح للبناء بسبب عدم ثباتها، وقد توقف هبوط البيت وميلانه للجهة الخلفية لما يزيد عن السنة.
وأكمل “دفعت 5 آلاف ريال لمكتب هندسي لمعاينة المنزل، فصدر تقرير أن المنزل آيل للسقوط ولا يصلح للمعيشة نهائياً، وأنا ليس لدي خيار آخر، لو أستأجرت شقة آمنة وخرجت منه من أين سأسدد قيمة الإيجار، وأكثر من نصف راتبي يذهب للمنزل الآيل للسقوط، مؤكدًا أن جاره الذي يشترك معه في أرض واحدة “دبلكسين” يعاني أيضًا من نفس المشكلة.”
وأخيرًا، يناشد سعيد، المسئولين النظر بعين الرحمة والجدية في معاناته، والعمل على حل مشكلته التي ليست من صنعه ولا إرادته، مؤكداً أنه يدفع أكثر من نصف راتبه مقابل سكن مريح وآمن له ولأسرته، وليس لأجل بيت آيل للسقوط، وخطير عليهم، ولا يصلح للسكن بأي حال من الأحوال.
عليك بإقامة دعوى في المحكمة العامة وهي اما غش في البيع او رفع ضرر على البائع مرفقة بتقرير مكتب هندسي يثبت ان التصدعات قديمه وناتجة من سوء البناء وتطالب فيها بفسخ عقد الشراء وارجاع اموالك