حلم “معصومة” هدمته شركة مقاولات قبل التشطيب أساس ضعيف وجدران مائلة وخرسانة ملفقة لا تتحمّل إلا دوراً واحداً بدل 3
درسٌ لكل من يبني بيتاً ويسلم مشروعه إلى الثقة العمياء

القطيف: أمل سعيد
لم يكن حلم بناء بيت العمر بالنسبة لهما رفاهية، بل كان وعداً مؤجلاً بالاستقرار، مشروع حياة جمعهما منذ بدايات زواجهما، وصار مع مرور السنين حلماً يتعلق به قلبيهما. عانَت من المرض، وواجه زوجها الظروف الصعبة ذاتها بصمت، لكن الأمل لم يغب. وحين ابتسم لهما الحظ قبل سبع سنوات، وشاء القدر أن يمتلكا قطعة أرض، شعرا وكأن الحياة تعتذر لهما أخيراً عن قسوتها الطويلة.
أبرما عقداً مع شركة مقاولات معروفة، وحرصاً على تطبيق كل الاشتراطات النظامية، بما في ذلك البناء وفق الكود السعودي، وتعيين مهندس للإشراف. ومع ذلك، تسلّل الإهمال والتقصير إلى الحلم.
أخطاء فادحة في التنفيذ، وأساسات كان جدير بها، وفق العقد، أن تحتمل ثلاثة أدوار، فإذا بها تشيخ قبل أوانها، وينهار الحلم مع أول سقف.
لجأت إلى القضاء، الذي حكم لها بتعويض مالي، ومع ذلك، لم يصل إليها شيء منه، بعدما ضاع حقها بين تلاعب شركة المقاولات وتنصّل التأمين.
اليوم، تتأمل هي وزوجها الجدران المشوهة، والبيت الذي وضعا فيه مدخرات العمر، ودَيناً سيمكث معهما طويلاً طويلاً، فلا يريان إلا خيبة الحلم، كانا يأملان أن يتركا شيئاً جميلاً لأطفالهما.. بيتاً لا يخون ولا ينحني.
الغربة والمرض
28 سنة في التعليم منها 18 عاماً قضتها بعيداً عن أهلها ومدينتها، وما زاد غربتها وجعاً أنها أصيبت بالسرطان قبل 13 سنة، لذا كان من الصعب مع مرضها أن تدخر أموالاً لتساهم مع زوجها في شراء بيت أو حتى قطعة الأرض.
تحكي معصومة العبدالعال تفاصيل قصتها والغصة والإحباط لا يفارقان كلماتها، تقول “أنجبت أطفالي الأربعة في فترة إصابتي بالسرطان، انشغلت بهم، فكانوا تسلية لي عن المرض وآلامه، إلا أنني بت أفكر كثيراً، أين سيعيشون لو حدث لي أو لأبيهم شيء، خاصة أن والدهم أيضا مريض قلب.
كان هذا السؤال أكثر ما شغلنا، وكنا مصرين على أن نوفر لهم مسكنا لائقا وآمنا، وقبل 7 سنوات سنحت الفرصة أن نشتري لنا قطعة أرض في سنابس، فرحنا كثيراً.. أخيرا حصلنا على الأرض التي سنبني عليها بيت العمر، هي كما أتمنى، المساحة والموقع كما حلمت تماما”.
تكمل معصومة “جاء وقت البناء.. تشاورت مع زوجي في كل شيء، شركة المقاولات التي ستتولى البناء، والمكتب الهندسي الذي سيشرف على العمل وتفاصيل كثيرة، كبيرة وصغيرة.
ورغم أني وزوجي وضعنا كل ما ادخرناه من مال ظلت السيولة النقدية غير كافية، لذا اضطررت للاقتراض من البنك كي نستطيع البدء، وهكذا صار”، تضيف “وقبل البدء كانت اشتراطات البناء تُلزمنا بـ3 أشياء
مقاول معتمد وإشراف هندسي والتعاقد مع شركة للتأمين ضد العيوب الخفية، وحقيقة كنت أرى أن هذه الاشتراطات أمان للمستهلك، يحميه من أي تلاعب أو تقصير”.
خدعة النماذج
تعاقدا مع شركة مقاولات معروفة وظنّا أنهما أحسنا صنعا، بعد أن رأيا نماذج من أعمالها، كانت في غاية الدقة، مما جعلهما يطمئنان ويركنان إليها، إلا أن ما حدث معهما خالف ما ظنا وما أملا، بحسب ما ذكرته لـ “صُبرة” بلسانها.
تقول معصومة “كان الاتفاق أن يشيدوا لنا دوراً واحداً، وهو ما يمكننا وفقاً للاستطاعة المالية، على أن تتحمل الأساسات والأعمدة 3 أدوار، نكملها لاحقا.
بدأ العمل وتزامن مع البدء فيه إصابة زوجي بأمراض قلبية وخضع لعملية كبرى، وبعدها بفترة بسيطة أيضا أجرى عملية عيون، وهذا ما جعله بعيداً عن متابعة سير العمل في البيت”.
عيوب واضحة
وبثقل بدا واضحا في صوتها تكمل “بشكل تلقائي أصبحت المسؤولية ملقاة على عاتقي، ورغم صعوبة الوضع إلا أني كنت جادة في المتابعة قدر المستطاع، فبين حين وآخر كنت أذهب مع بعض أخوتي للوقوف على مستجدات العمل، وهنا بدأت المشاكل، فمن ملاحظتي البسيطة وقفت على أخطاء كثيرة لا يجوز أن تحصل، وعندما أشير إلى الخطأ كي يصلحوه يردون بأنهم سيفعلون ذلك لاحقا، ولا يأتي الـ “لاحقا” ولا شيء مما قلناه ينفذ”.
تضيف “تحدثت مراراً مع المقاول المسؤول عن العمال لمراقبتهم والتأكد من الالتزام بعمل ما اتفقنا عليه، وفي كل مرة يتعذر بأمر، ومضت الأيام وتراكمت الأخطاء بين سفره ومشاغله، وإن ألححت قال لا تقلقي فأنا متابع معهم وأعطيهم أوامر صارمة”.
لم تكن مشكلة معصومة متوقفة مع استهتار العمال وتقصير المقاول المسؤول عنهم فقط بل تعدت ذلك إلى المشرف الهندسي الذي كان من المفترض أن يكون صمام أمان ضد أي خطأ يحصل، تقول “وفي الجانب الآخر كان المشرف الهندسي يدهشني جدا؛ فكلما قلت له عن أمر لم يستقم وعن شيء أراه خطأ أجابني بنفس ما يقوله العمال وكأنه يتعذر عنهم، أو يغطي عليهم”.
البيت مضروب
تكمل معصومة ممتعضة “مضت 3 أشهر أو تزيد قليلاً وإذا بالمقاول يريد تسليم البيت (عظم) كما اتفقنا، ووسط ذهول كبير مني ومن زوجي، سألناه كيف تريد منا استلام البيت دون إصلاح العيوب؟!
ألم تقولوا أنكم ستصلحونها لاحقاً؟!، ها أنتم تريدون تسليم البيت بعيوبه؟؟!!!”.
وفي وسط توجسهما مما حصل ذهب الزوج وصديق له يعمل مهندساً في أرامكو إلى البيت، وحين رأه المهندس وتجول فيه رأى ما لم يرياه بحكم معرفته، حينها قال للزوج البيت (مضروب)، الخرسانة لم تغطَّ تماماً، والجدران بها ميلان واضح، ونصحه بأن يحضر مكتباً هندسياً آخر لفحص البيت والتأكد من الخرسانة.
تقول معصومة “كان الخبر كفيلا بأن يهدّ كل الأحلام التي رسمناها. وتوقع الأسوأ جعلنا نسارع بإحضار مهندس بناء آخر للكشف عن العيوب في المنزل، وما قاله المهندس كان أسوأ مما توقعنا، ولم يقتصر الأمر على خرسانة مكشوفة ولا الشوائب الواضحة في الصب ولا جدار مائل ولا في التشققات التي غزت الأعمدة والجدران.
ليس في كل ذلك، بل كان الأكثر إيلاما، أننا أبرمنا عقد البناء مع المقاول على أن يضع أساسات تتحمل مبنى مكوناً من 3 أدوار، وإذا بالمهندس يفاجئنا بأن الأساسات لا تستطيع تحمل سوى دور واحد”.
دعوى قضائية
استعادت معصومة إحساسها بالخبر، تقول “لا أدري كيف يمكن لإنسان أن يتلاعب بأرواح الناس وبأموالهم بمنتهى البساطة؟!!، لكنني حمدت الله أننا بنينا وفق الكود السعودي، ومازال باستطاعتنا مقاضاة تلك الشركة التي لم تحتكم لضمير ولم تراع قانوناً”.
تكمل ” رفعنا دعوى على شركة المقاولات وربحنا الدعوى وحكم القاضي بأن تدفع لنا الشركة 34 ألف ريال”، لحظة بلعت فيها غصتها وهي تتحدث “ما دفعناه لبناء عظم البيت مئات الألوف، والأخطاء التي ارتكبها المقاول أكبر من أن تمر أو تمرر، ثم تكون النتيجة 34 ألفا فقط، أشار عليّ زوجي بأن نستأنف القضية، وفي الاستئناف قدمنا كشفين من شركتين هندسيتين، يثبتان بالصور مقدار الضرر الواقع، وحجم الأخطاء المرصودة، وهنا ارتفع مبلغ التعويض، بعد التأكد من صحة ما ادعيناه، إلى 80 ألف ريال”.
تضيف معصومة “قبلنا غير راضيين بالمبلغ، وقبل أن نستلمه، تابعنا العمل في البيت وأحضرنا مؤسسة أخرى لإجراء المسح، ولم يتعدّ الأمر شهراً واحداً حتى تشققت أغلب الجدران، والجسور، “كركات” مخيفة، وهنا قال المهندس المسؤول لا يمكنني استلام بيتكم والعمل فيه، أنتم تقولون إن أساسات البيت مهيأة لحمل 3 أدوار، والحال أنها لا تتحمل حتى دوراً ثانياً، فكل هذه (الكركات) تشير إلى تلاعب في القواعد، وتنبئ بأمور غير طيبة مستقبلاً”.
بين التأمين والمقاولات
حين لا تعرف كيف تأخذ حقك، وتنقطع بك السبل عن الوصول إليه يتملكك إحساس بالعجز والقهر معاً، وهذا هو ما أشارت إليه عينا معصومة أكثر من مرة أثناء حديثها، وهي تغرورق بالدموع، تقول “مبلغ 80 الف ريال، لا يصلح عيوباً، ولا يعوض خسارة، ومع ذلك قبلنا، لكن شركة المقاولات أبت أن تعطينا المال بحجة أن التعويض تدفعه شركة التأمين، وحين توجهنا لشركة التأمين رفضت، وبررت أنها لا تغطي هذه العيوب. وبين أرجل الشركتين أصبحنا كالكرة، كل يضربنا برجله لينقلنا إلى الآخر، فأين نذهب لنشكوهم..؟ ومن يعيننا على ذلك..؟ من المسؤول عن مقاول يملك تصريحا بمزاولة عمله فيتلاعب في حديد بناء وقواعد يقوم عليها وسقف مغشوش ستستظل به أسرة..؟ من المسؤول عن المشرف الهندسي الذي وظيفته أن يشرف على سير العمل وعن جودته وعدم التلاعب فيه وبدل أن يكون عينا فاحصة يغض النظر عن عيوب واضحة لكل ذي عين، نحن جئنا بمقاول معتمد وبمشرف هندسي معتمد وبشركة تأمين كلهم كي نكون في مأمن، فإن كان الخطر منهم فمن المسؤول؟؟
ومن “صُبرة” نتمنى أن نجد ذلك المسؤول وأن يصل صوتنا إليه فهو أملنا بعد الله”.
حسبنا الله ونعم الوكيل
الله يعوض عليك و ان شاء الله تاخذي حقك منهم فعلا ما يحس بوضعك الي جالس يبني و يعرف كم يكلف البني لا العمال و لا شركة المقاولات هذولا همهم ياخذوا الفلوس وبس لكن نسوا او تناسوا ان الله ما يضيع حق احد
الله يعوض عليك و ان شاء الله تاخذي حقك منهم فعلا ما يحس بوضعك الي جالس يبني و يعرف كم يكلف البني
الله يعوض عليهم وحسبي الله و نعم الوكيل
أنا مريت بتجربة البناء وصحيح العاملة ماعندها اهتمام ولا ضمير همها الوحيد الفلوس من مثر ماعانيت منهم صرت اقول انه اليهود أرحم منهم 😂
الله يعوض عليكم ومل شيء يتصلح