سؤال وجواب 9] 7 حقائق تكشف سر الإدارة بالثقافة: كيف تُوَجّه فرقك للعمل بلا مدير رسمي؟

إعداد: علي الشيخ أحمد

«القوانين تُلزِم، لكن الثقافة تُلهم.
والإلهام هو ما يصنع الالتزام… حتى دون رقابة.»

في عصر تتغير فيه طرق العمل بسرعة مذهلة، لم تعد الإدارة تُقاس فقط باللوائح والسياسات… بل بما يسري بصمت في أوصال المؤسسة: *الثقافة.*

لكن ما الذي يجعل الثقافة قوية لدرجة أن تُدير فريقًا حتى دون مدير رسمي؟ هذه ٧ حقائق توضح السر:

🧩 1️⃣ الثقافة التنظيمية: التعريف السحري للقوة غير المرئية

الثقافة التنظيمية هي منظومة غير مكتوبة من القيم والمعتقدات والسلوكيات والعادات… تُشكّل طريقة التفكير واتخاذ القرار داخل المؤسسة، حتى دون وعي الأفراد.

هي السبب في أن فريقين يعملان بنفس الموارد… لكن يحققان نتائج مختلفة تمامًا.

🧬 2️⃣ الطبقات الثلاث: نموذج إدغار شاين (Edgar Schein)

لفهم الثقافة بعمق، نحتاج لتفكيكها إلى ثلاث طبقات:

🪞 المستوى الظاهري – Artifacts
أشياء نراها ونلمسها:
• تصميم المكاتب: مفتوحة للتعاون ← أو مغلقة للخصوصية.
• أسلوب الاجتماعات: تبدأ بقصة نجاح ← أو تقارير جافة.
• نبرة الرسائل: ودّية ← أو رسمية صارمة.
• الزي الرسمي: مرن ← أو صارم.
• الاحتفال بالنجاحات: علني ← أو سري.

📜 القيم المُعلنة – Espoused Values
هي القيم التي تقول المؤسسة إنها تؤمن بها:
• «الجودة قبل السرعة»
• «روح الفريق أولًا»
• «التعلّم المستمر»

⚠️ أحيانًا تتحول لشعارات فقط:
• «عدم المجازفة»
• «السرية المطلقة»
• «الولاء للأشخاص»

🧠 الافتراضات العميقة – Basic Underlying Assumptions
هي المعتقدات الراسخة التي توجه الأفعال دون وعي.

✏️ إيجابية:
• «الفشل فرصة للتعلم»
• «الأفكار الجيدة قد تأتي من أي مستوى»
• «النقاش البنّاء يقوّي الفريق»

✏️ سلبية:
• «المدير لا يخطئ»
• «الخطأ لا يُغتفر»
• «الأقدمية أهم من الكفاءة»

🏗 3️⃣ الثقافة تُصنع من البناء اليومي لا من الشعارات

الثقافة لا تنشأ من الكلمات الجميلة على الجدران، بل من:
• البنية التنظيمية: مركزية أم تفويض؟
• المكافآت والعقوبات: تُكافئ الإبداع أم الولاء الأعمى؟
• طريقة التعامل مع الأزمات: تُظهِر القيم الحقيقية.
• الممارسات اليومية: اجتماعات، بريد، لغة الحوار.

🌱 4️⃣ أمثلة حية على الثقافات الإيجابية – عالميًا

🚗 تويوتا (Toyota) – ثقافة التحسين المستمر (كايزن Kaizen):
كل موظف مسؤول عن تطوير عمله ← جودة عالية وتطور دائم.

🧪 جوجل (Google) – ثقافة التجربة والتعلم:
20% من وقت الموظفين لمشاريع جانبية ← ظهر منها Gmail وNews.

🛒 أمازون (Amazon) – ثقافة “العميل أولًا”:
كل قرار يُسأل فيه: «هل يخدم العميل؟».

🛢 أرامكو السعودية (Saudi Aramco) – ثقافة التطوير القيادي والشمول:
برامج لتمكين المرأة والتنوع الثقافي وتخريج قادة.

⚽ برشلونة (FC Barcelona) – روح الفريق والهوية:
أكاديمية لا ماسيا تُخرّج لاعبين يقدّمون الجماعة على الفرد.

⚠️ 5️⃣ ثقافة الظل: ما يُقال علنًا ≠ ما يُطبَّق فعليًا

هي الثقافة غير المعلنة التي تنمو حين تختلف الأفعال عن الشعارات.

🪞 أمثلة:
• شعار «الشفافية»… لكن الموظفون يتحاشون الكلام.
• «الجودة أولًا» مكتوبة… لكن السرعة هي التي تُكافَأ.
• «نحن فريق واحد»… بينما الواقع انقسامات وتحزّبات.

ثقافة الظل لا تُعالج بالقوة… بل بفهم وتحليل ما يُكافَأ فعليًا.

🔍 6️⃣ التحديات: لماذا يصعب تغيير الثقافة؟
• تاريخ طويل متراكم.
• ازدواجية: فرق بين ما يُقال وما يُفعَل.
• خوف من التغيير: حتى الثقافة السلبية تمنح وهم الأمان.

🤖 7️⃣ المستقبل: الإدارة بلا مدير رسمي

في الفرق المرنة والهجينة، تصبح الثقافة هي المدير غير المرئي:
• تُوحّد الأداء والسلوك.
• تُلهم القرارات.
• تغني عن التعليمات اليومية.

🗯️ سؤال الأسبوع:

🔍 انظر حولك في فريقك، مؤسستك، أو حتى أسرتك:
→ ما القيم المُعلَنة رسميًا؟
→ وما الذي يُكافَأ عليه عمليًا؟
→ هل توجد ثقافة ظل تُقاوم التغيير؟

لأن الثقافة لا تُكتب على الجدران… بل تُبنى بما نكافئه ونسكُت عنه كل يوم. 🌿

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×