جبير المليحان.. قصة بدأت في “قصر العشروات”.. وانتهت في الدمام المشهد الثقافي يودع رائد القصة الرقمية.. وصوت السرد السعودي الهاديء

القطيف: صُبرة

أعلنت أسرة الأديب والقاص جبير مفضي حمود المليحان، وفاته اليوم الثلاثاء، على أن يصلى عليه يوم غد الأربعاء، بعد صلاة العصر في جامع الفرقان بالدمام، و سيوارى جثمانه في مقبرة الدمام، و سيكون العزاء بعد الدفن مباشرة.

صبرة تتقدم بالتعازي والمواساة لذوي الفقيد، داعية الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يغفر له ويدخله فسيح جناته.

أوقات العزاء: من الرابعة عصراً وحتى الثامنة مساءً.

موقع الصلاة على المرحوم بجامع الفرقان بالدمام: هنا.

موقع المقبرة بالدمام: هنا.

موقع مقر عزاء الرجال و النساء في منزل المرحوم: هنا.

ويُعد الأديب والقاص جبير المليحان أحد أبرز الأسماء في المشهد الثقافي السعودي والعربي، لما قدمه من إسهامات لافتة في تطوير فن القصة القصيرة، ودعمه المستمر للأدباء الشباب عبر المنصات الرقمية. 

جمع المليحان بين الكتابة الأدبية والعمل التربوي والصحفي، وتميّز بأسلوب سردي إنساني عميق، منح القصة القصيرة السعودية صوتًا مختلفًا منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم.

نشأته

ولد المليحان عام 1950 في منطقة حائل، وتحديدًا في قرية “قصر العشروات”، حيث عاش طفولة بسيطة في بيئة ريفية. 

وشكّلت تلك النشأة جزءًا كبيرًا من خلفيته الثقافية، التي انعكست لاحقًا في كتاباته، حيث تماهت مفردات الريف والتجربة الحياتية اليومية في قصصه بسلاسة وصدق.

والتحق المليحان بالمجال التربوي معلمًا بعد دراسته في معهد المعلمين، لكنه ظل يكتب القصة ويطوّر أدواته الأدبية، إلى أن أصبح من الأسماء المؤسسة للمشهد القصصي السعودي المعاصر، وكتب عددًا من المجموعات القصصية اللافتة، منها: الوجه الذي من ماء.

وقصص صغيرة نالت جائزة أبها للقصة القصيرة ومنها: ج. ي. م. وسيرة الصبي، ورواية “أبناء الأدهم” التي صدرت عام 2016 وحصل عنها على جائزة وزارة الثقافة والإعلام السعودية عام 2017.

وتتميز أعماله بلغتها المكثفة والموحية، وتناوله العميق للقضايا الإنسانية اليومية، بأسلوب بسيط ومشحون بالدلالة.

أعمال المليحان
أعمال المليحان

شبكة عربية للقصة القصيرة 

أسس الشبكة العربية للقصص القصيرة والتي تُعد من أبرز محطاته الريادية، وتم تأسيسها عام 1998 (وإطلاقها رسميًا في 2000)، كمنصة رقمية كانت الأولى من نوعها عربيًا، تهدف لنشر القصص القصيرة وتعزيز ثقافة السرد، وخلق فضاء تفاعلي بين الكتّاب والنقّاد.

وتمكنت الشبكة تحت إشرافه، من نشر أكثر من 20 ألف قصة من كتاب من 21 دولة عربية، ووفّرت أرشيفًا ضخمًا لأدب القصة العربية على شبكة الإنترنت، قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي بوقت كبير.

المليحان

خبراته العملية

شغل المليحان منصب مدير تحرير جريدة “اليوم” في المنطقة الشرقية، وكان عضوًا فاعلًا في المشهد الثقافي.

وترأس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي، حيث أسهم في إطلاق عدد من الفعاليات والملتقيات الأدبية لمدة 5 سنوات.

وعمل في مجال التربية والتعليم: معلماً ثم مدير مدرسة، ثم مشرفاً تربوياً، ثم مدير مركز إشراف تربوي، ثم رئيساً لقسم الدراسات والتجارب التربوية.

عمل مديراً لتحرير جريدة المدينة في المنطقة الشرقية والخليج.

وعمل محرراً لصفحة الطفل في جريدة القافلة الأسبوعية.

وأسس عام 2000 موقع القصة العربية الذي انطلق من رؤية تعتمد على التعريف بكتاب القصة العرب وإنجازاتهم على المستويات العربية والعالمية. 

إضافة إلى تأصيل حرية الحوار، وتعدديته، والرقي بلغتها، وتحول إسمه عام 2004، إلى شبكة القصة العربية، وطبع ونشر 5 كتب ورقية من قصص الشبكة خلال الأعوام الماضية.

المليحان

 تكريماته

حظي المليحان بتكريمات عديدة، منها:

جائزة أبها للقصة القصيرة عام 2011.

وكرمه نادي الأحساء الأدبي تزامناً مع الاحتفاء باليوم العالمي للقصة عام 2015.

وحصل على وسام من الاتحاد الخليجي للأدباء والكتّاب عام 2015.

وكرمه نادي الرياض الأدبي في الدورة السادسة لملتقى النقد الأدبي عام 2016.

وحصل على جائزة وزارة الثقافة والإعلام عن روايته (أبناء الأدهم) عام 2017.

كما تم تكريمه في مهرجان بيت السرد الثقافي بالدمام عام 2020.

تكريمات المليحان

أزمته الصحية.. وأثر باقٍ

تعرّض المليحان مؤخرا لأزمة صحية أدخلته العناية المركزة، ولا يزال يحتاج إلى رعاية طبية وتأهيل مستمر. 

وعبّرت الأوساط الأدبية عن تضامن واسع معه، تقديرًا لدوره الريادي ومكانته الكبيرة في وجدان المشهد الثقافي العربي، فـ جبير المليحان ليس مجرد قاص وروائي، بل صوت أدبي ساهم في بناء ملامح القصة القصيرة السعودية والعربية، وأحد أوائل من استثمروا التقنية لخدمة الأدب.

جبير المليحان

ورغم الظروف الصحية، يظل حضوره حاضرًا في المكتبات، ووجدانه باقٍ في ذاكرة السرد العربي.

أعمال المليحان الأدبية
أعمال المليحان الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×