[قصة من الواقع] لا تتحرشوا بزميلات العمل؛ فتُلاحَقُوا قضائياً محكمة في العاصمة تنظر قضية تحرش بموظفة عبر "واتساب"

القطيف: رحاب الشلاتي

في البداية؛ ظنّت أن سبب مجيء والديه هو محاولة لتخفيف حدّة القضية التي تنظرها المحكمة. ظنّت في نفسها أن لديهما موقف والدين يطالب بالتهدئة. وظنّت ـ أيضاً ـ أنها سوف تضعفُ حين تواجه عيناها عينيْ أمّه. لكنّ ما حدث كان مختلفاً كثيراً عمّا كانت تظنّ.

خرجت من مكتبها وذهبت إلى حيث الأم والأب ينتظرانها. وقبل أن تُرحّب بهما؛ باغتتها الأم بكلمات قاسية مستفزّة. لم يظهر من كلمات الأم أنها جاءت من أجل “صلح”، أو طلب “سحب القضية”، أو “التنازل”، بل من أجل أن تزيد الطين بلّة.

قضية

إلى هنا وصلت القصة التي تنظرها إحدى محاكم العاصمة الرياض، بعد دعوى تقدمت بها موظفة من المنطقة الشرقية ضدّ زميلٍ لها، متهمةً إياه بالتحرش بها، وتوجيه اتهامات مُسيئة لها، عبر مجموعة واتساب يشارك فيه زملاء عمل آخرون.

القضية مضى عليها أكثر من شهر. وقد بدأت برسائل تلقّتها في وقتٍ متأخر من الليل، طلب منها زميلها أن يناقشها في بعض شؤون العمل. وبسبب تأخر الوقت ووصول الرسائل في إجازة أسبوعية، طلبت منه تأجيل الموضوع إلى صباح الأحد، وأثناء الدوام الرسمي فقط.

كان يمكن للقصة أن تقف عند هذا الحدّ، أو تستمرّ ضمن الهدف الذي أبداه المتصل، وهو مناقشة موضوعٍ من موضوعات العمل. ولكن يبدو أن الهدف لم يكن كذلك، فحاول صاحب الرسالة تمطيط المحادثة، فيما راحت تُحاول ضدّه وإغلاق الحديث. وعندما لم يجد منها تجاوباً كما تخيّل؛ انقلبت لهجته إلى محاولة التشكيك في سلوكها، والتلميح بأنها تصدّه دون غيره من الزملاء الآخرين.

إنهاء المحادثة

وهكذا أخذت المحادثة منحى حادّاً، ثم انتهت بقرارٍ منها؛ هو أن تُطلع زملاءها على ما قيل منه. ولم تصدّق الموظفة الفتاة أن تنتهي الإجازة الأسبوعية، لتفاتح زملاءها بما حدث في بداية الدوام. وطلبت منهم الشهادة على حوارها معه الذي أرادت منه إيقافه عند حده أمامهم، وإثبات كرامتها. لكنّ الزميل كابر، وزمجر، وراح يُنكر كل شيء، على الرغم من مشاهدة الزملاء للمحادثة.

لم يخجل

توقعت الموظفة أن يشعر زميلها بشيءٍ من الخجل، ويرتدع بعد هذا الموقف المُحرج. ولكن ما حدث هو العكس من ذلك، حيث استمرّ بالحديث عنها جهاراً، وكتابة تلميحات في مجموعة الواتساب الخاصة بالعمل، موزّعاً التلميح والتعريض حتى على بعض زملائه الآخرين.

أخذت القصة تنحو منحى شبه رسمي في جهة عمل الجميع. بدلاً من خصومته مع زميلة، اتسعت الخصومة لتشمل آخرين. وبما أن أحداثها ذات صلة بـ “الجرائم الإليكترونية” من جهة، وبالإساءة إلى السمعة من جهة أخرى؛ وصلت القضية إلى الشرطة التي استدعت الموظف، واستمع إلى ردّه الأولي، وأطلقت سراحه بكفالة، على أن يتمّ استكمال القضية في المحكمة.

وقد استدعت المحكمة الموظف المتَّهم؛ إلا أنه لم يستجب للاستدعاء. ثم اختفى عن الأنظار، وانقطع عن العمل، وأوقفت المحكمة خدماته، وتدخل القضية تعقيدات أكثر.

كلُّ ذلك؛ بدأ برسالة واتساب في وقت متأخر من الليل.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×