الزميلة ليلى العوامي.. “بنت المدارس” تودّع سبّورات المدارس بدأت في "القويعية" وختمت سيرة 31 سنة في القطيف

القطيف: صُبرة
بعد 31 عاماً من العطاء، ترجلت ـ أمس ـ المعلمة والزميلة ليلى العوامي، عن الميدان التعليمي، بعد حياة قضتها بين التفاني والتعاون، وواجبها التربوي.
ليلى العوامي من مواليد القطيف “حي المدارس”، وهي أم لأربعة أبناء ولدان وإبنتين، جمعت بين خصال الأم الحنون والمعلمة المتفانية، وجمعت بين طيبة القلب، وصدق العطاء، معلمة كانت وما زالت رمزًا للتعاون، ويدًا ممدودة بالخير لكل طالبة وزميلة، لم تكن مجرد معلمة تؤدي واجبها، بل كانت أمًّا ثانية، وصديقة وفية، وقدوة في الأخلاق والعمل.
العوامي في آخر دوام لها قبل التقاعد أمس
دراستها
المرحلة الابتدائية عام 1397هـ
درست في الإبتدائية الخامسة بالقطيف في حي الجراري بمنزل سعود الحداد عام 1397هـ، حينما استأجرته الرئاسة العامة لتعليم البنات “اسمها سابقاً”، ليكون مقراً للتعليم الابتدائي، مديرتها هي خيرية علي، ومعلمة الفصل سميرة عبدالرحمن الملحم.
انتقلت إلى مدرسة لحي البحر، أكملت فيها حتى الصف الرابع، وكانت ومديرتها مريم البراك، ومعلمات الصف هن نوال المطلق، وحليمه الفارسي، ونهاد إبراهيم القصيبي، فاطمة العليان، وحينما انتقل والديها للعيش في منطقة الدخل المحدود أكملت المرحلة الابتدائية في مدرستها التاسعة، التي جمعت طالبات الدخل المحدود بطالبات تاروت، وتخرجت منها عام 1402هـ، ومديرتها أنذاك صفية باحفظ الله، ومعلمة الصف كانت فاطمة حامد، وصالحة جمعان الغامدي، وسامية يوسف الفارسي.
المتوسطة منذ 1403هـ حتى 1405هـ
درست في المتوسطة الأولى بالقطيف حي الإمارة، ثم انتقلت الطالبات إلى حي البحر في المتوسطة الرابعة، مديراتها كن خولة البابطين، مريم أحمد أبو خميس، صالحة غانم توفيق العماري، ومعلماتها نجية محروس، أميرة السنان، خديجة نقي، أماني أحمد محرم، نجية محمد مرسي، الجوهرة العيسى، هدى الشريم، دينا أبو العلا.
الثانوية 1406 حتى 1408هـ
تخرجت من الثانوية الثانية بالقطيف، وكانت مديراتها أماني آل عمر، وشذى محمد السردي، ومعلماتها هناء الفارس، عائشة مصطفى، فردوس فتحي محمد، نازك الشعبان، حنان النهاش، هدى العبدالجبار، خاتون العوامي، نهاد الجامد.
المرحلة الجامعية 1408هـ حتى 1414هـ
التحقت بجامعة الملك فيصل، ودرست اللغة العربية تخصصاً رئيساً، والإدارة تخصصاً فرعياً، وهذا نظام كان دارجاً في الجامعة، ووقتها كانت رئيسة قسم القبول والتسجيل فريال بوبشيت، ومدير الشئون التعليمية عبدالعزيز القميزي.
حياتها العملية
الثانوية الثانية بالقويعية 1415 – 1416هـ
انتهت غربة الدراسة لتبدأ غربة العمل، تتذكر العوامي أول يوم باشرت فيه العمل، وكان يوم الثلاثاء في 1415/4/15هـ، باشرت في الثانوية الثانية بمحافظة القويعية، وكان مدير تعليمها عبدالله بن محمد المهنا.
حول ذلك قالت العوامي “كنت أنا مع زميلاتي أول موظفات من المنطقة الشرقية، والقطيف تحديداً، وكان عددنا أكثر من 15 معلمة جميعهن من القطيف وسيهات على بند 105 بأجر مقطوع 4000 وسكن فيلا كبيرة جمعتنا كلنا، وكنا نسافر إلى أسرتنا كل أسبوع”.
وأضافت “في هذه المدرسة تعرفت على المعلمات المصريات وكان لهن دور كبير في مساعدتي على التدريس وطرقه، رغم أنني خريجة تربويه ومتدربة في إحدى مدارس الأحساء، وملمة بطرق التدريس الحديثة، إلا أن المعلمات المصريات كان دورهن مختلفاً، وكانت مديرتنا آنذاك سارة الهويمل، وموجهة اللغة العربية من الجنسية المصرية فادية محمود حسن بدوي”.
وتابعت “9 أشهر من الغربة، كان والدي رحمة الله عليه يلازمني دائماً ولا يتركني، فقد كان يسكن مع الحارس والسائق إذا زارني، وانتهت الـ 9 أشهر ونقلت أنا وزميلاتي إلى المنطقة الشرقية وكان نصيبي دارين، وظهر إعلان النقل في 1415/12/3هـ، ومع انتهاء الأعمال تسلمت إخلاء الطرف في 1416/1/1هـ.
المتوسطة والثانوية الأولى بدارين 1416-1440هــ
العمل في دارين بالنسبة لها لم يكن تعليماً فقط، إنما كان نقطة انطلاق حقيقية لبناء شخصية واثقة مسؤولة بين أسرتها، وعن ذلك قالت” 24 عاماً كانت دارين نقطة إنطلاق حقيقية للتدريس، فبعد عام ونصف تم تعييني كمعلمة رسمياً في وزارة التعليم، بعد أن كنت على بند 105 بقرار التعيين الرسمي برقم 4699/7/1ق بتاريخ 22/11/1416هـ، لأكون ضمن موظفي الرئاسة العامة لتعليم البنات، وكان آنذاك هذا مسماها، قبل أن تصبح وزارة التربية والتعليم، ثم وزارة التعليم، وتم تنفيد القرار في 1/5/1417هـ”.
وأضافت “التقيت في هذه المدرسة بأهالي دارين الطيبين، بدءاً من حارسها أبو محمد الخالدي، وزوجته أم عبدالله رحمة الله عليها، ومديرتها فاطمة العنزي التي استقبلتني، لكنني لم أراها بعد ذلك، وجاءت بعدها عدة مديرات وهن فاطمة العيسى ثم غاية المطوع انتهاءً بابتسام الدوسري، ومندوب تعليم البنات بدارين كان ناصر محمد السهلي، كان ملحق بالمدرسة في الطابق الثاني الثانوية الأولى بسنابس، درست فيها منذ اليوم الأول الصف الثالث ثانوي، فكانت تجربة صعبة لكنني استطعت أن أثبت وجودي، وبقيت على هذه الصف لسنوات طويلة، خرجت أجيال وأجيال، واليوم أدرس بناتهن في المرحلة المتوسطة.”
وتابعت “في دارين جمعتني علاقة أخوية بالجميع، كانت لي الأسرة، كنت لا أرغب في الغياب حتى لا يضيع يوم واحد بدونهم، ولم يمنعني دوري كمعلمة أن أنخرط في العمل الإداري مع المديرات جميعهن، فجمعت بين التدريس والإدارة، كوني متخصصة أيضاً في هذا الجانب، ولكن المسمى الوظيفي لم يتغير حتى تقاعدي، لم أرغب في تغييره رغم أنني حصلت على عدة عروض لأكون وكيلة ففضلت التعليم.”
تذكرت العوامي الكثير من التفاصيل وقالت “بعدها انتقل مبنى المتوسطة والثانوية الأولى بدارين إلى مدرسة جديدة في حي الأندلس القريب من دارين، يفصل المنطقة عن دارين شارع فقط، وانتقلت معنا مديرتنا غاية المطوع حتى تقاعدت، وجاءت بعدها مديرة أخرى وهي ابتسام الدوسري.”
وأضافت “في هذه الفترة وقبل أن أرفع طلب نقلي من دارين بسبب بعض الإلتزامات، درست عدة مراحل، منها أول متوسط وأحياناً ثاني وثالث متوسط، وقلما كنت أدرس للمرحلة الثانوية خاصة بعد استحداث نظام المقررات في التدريس، إلى جانب عملي كمعلمة كانت لدي مهام إدارية أخرى.
المتوسطة السادسة بالقطيف 1442-1446هـ
المحطة الأخيرة التي تمنت فيها العوامي أن تجلس معلمة حتى التقاعد النظامي، ولكن أحياناً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حول ذلك قالت في 1442هـ قدمت على طلب نقل داخلي، كانت رغبتي المرحلة الابتدائية لشدة تعلقي بالأطفال، ولكن شاء الله أن ألتحق بالمتوسطة السادسة بالقطيف، وكان أول دوام لي فيها عن بُعد بسبب جائحة كورونا، التقيت أول يوم بمديرتها لطيفة الدوسري، ووكيلتها ابتسام السلمان، خرجت أول دفعة من هذه المدرسة من الصف الثالث المتوسط، وكانت عن بعد، جمعني بطالباتي الصوت لا الصورة وهي الدفعة التي أسميها دفعة “الصوت”.
الجميل بالجميل يذكر
وتابعت “جمعتني بمنسوبات السادسة علاقة متينة، إذ كنا السند والعون وقت الحاجة، كنا معاً يداً واحدة، أخوات لا زميلات عمل، استمرت حتى الخميس 26-6-2025م الموافق 1-1-1447هـ لتغلق صفحة جميلة مشرقة حاكتها أناملي بالعطاء لبنات هذا الوطن، فأصبح نسيج عطائي غطاء لكل من عرفني وتعلم على يدي، والآن أنسج بقايا خيوط الحياة لأصنع لنفسي شيئاً في مساحة تركتها فارغة، وها أنا أعود إليها متعاقدة وليس متقاعدة”.
خبرات وشهادات
– عملت في لجنة التصحيح بوظيفة مصححة في إدارة لجنة تقدير الدرجات لشهادة الثانوية العامة لعدة أعوام، وكانت في عام 1423هـ، ورئيسة اللجنة خولة بنت عبدالعزيز الربيعة، والمشرفة التربوية المختصة فاطمة علي البلوشي، وكان مدير عام تعليم البنات بالمنطقة الشرقية الدكتور عبالعزيز سالم الحارثي، وفي 1428هـ، كانت دلال سليمان الغنيم والمشرفة مريم عبدالله العبداللطيف، حتى توقفه واعتماد اختبار المدرسة لشهادة الثانوية العامة.
– التحيكم في مسابقة تحدي القراءة العربية منذ 1440هـ حتى 1446هـ.
– ساهمت في تصحيح الإختبارات التحصيلية المحلية على مستوى المملكة.
– شاركت في وضع أسئلة القياس والتحصيلي كتدريب محلي لطلبة التعليم الثانوي مع زميلتها منى الدوسري.
– لها دور في التدريب على المهارات القرائية مع زميلتها كفاح آل مطر، ومشاركة في تحكيم نتائج المسابقة القرائية الإلكترونية سلسبيل على مستوى مكتب تعليم القطيف 1439هـ.
– المشاركة في محافل اللغة العربية لسنوات كمنظمة.
– ساهمت في تفعيل منصة التعليم الإلكترونية منظومة التعليم الموحدة وجودة المحتوى العلمي فيها.
– حصلت على شهادة التميز عام 1418هـ.
– عام 1440هـ حصلت على جائزة التميز من قبل مكتب تعليم القطيف.
– شاركت في إثراء ملتقى تطوير المناهج الثاني 1433هـ.
ماشاء الله تبارك الله
مبارك ، الله يجعله تقاعد متبوع بالصحة والعافية والسعادة وراحة البال ، ويجعل ما قدمتيه في ميزان حسناتك 🩷
كنت من افضل المعلمات وكنت ام ثانيه للبنات حفظك الله ورعاك😘😘